موسكو مستعدة لمحاربة الإرهاب في العراق وليبيا.. ولا أجندة خفية في سوريا
أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن بلاده مستعدة لمحاربة الإرهاب في العراق وليبيا، مؤكدا أن موسكو ليس لديها أي أجندة خفية في سوريا، كما أشار إلى أن جهات ما تستخدم "القوى المتطرفة كمطرقة لتغيير أنظمة غير مرغوب فيها".
وفي كلمة ألقاها على هامش منتدى فالداي الدولي للحوار، في سوتشي، يوم الثلاثاء، حمل بوغدانوف واشنطن مسؤولية التصعيد الدائر في سوريا، موضحا إلى أن التوتر الزائد في سوريا جاء نتيجة انهيار الاتفاق الروسي الأمريكي، وسببه عجز واشنطن عن الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين.
كما أكد الدبلوماسي الروسي استعداد موسكو للنظر في مشاركة روسيا في عمليات محاربة الإرهاب في أراضي العراق وليبيا، قائلا: "يسألنا عراقيون وليبيون.. هل ستنضمون إلى محاربة الإرهابيين في أراضينا؟ ونحن نجيبهم: لم تأت من قبلكم طلبات رسمية بهذا الشأن، وإذا جاءت فستنظر قيادتنا فيها بكل اهتمام".
وأعلن بوغدانوف أن بلاده ليس لديها أي جدول أعمال خفي في سوريا، مؤكدا تمسك موسكو بقرارات مجلس الأمن الدولي، واستعدادها للعمل مع كافة الأطراف التي يمكن أن تساهم في حل الأزمة السورية.
وقال المسؤول الروسي إن "القوى المتطرفة يجري استخدامها كمطرقة لتغيير أنظمة غير مرغوب فيها. وربما يكون وراء ذلك مخطط لأحد ما وربما هذه الخطة لا تزال في بال طرف ما كـ"خطة ب". ولا يوجد لدينا أي جدول خفي. نحن متمسكون بتلك القرارات التي طرحت في مجلس الأمن وفي إطار تعاوننا الدولي".
ولفت بوغدانوف إلى أن محاولات الولايات المتحدة فرض قراراتها على دول أخرى غير مناسبة، مضيفا أن انتهاج سياسات كهذه أدت إلى ظهور بؤر عدم الاستقار في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وأكد بوغدانوف، ضوروة أستئناف الهدنة في سوريا، موضحا أن مسألة استئناف الهدنة تتطلب ضمانات من قبل اللاعبين الإقليميين ذوي التأثير على المعارضة المسلحة.
وكشف أن خبراء عسكريين يمثلون دول "صيغة لوزان" (روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران والعراق وقطر ومصر والأردن) أعدوا وثيقة عمل حول سوريا، "تتعلق بمجموعة المسائل حول تسوية الوضع في حلب"، وهي معروضة الآن على وزراء خارجية تلك الدول.
وأكد بوغدانوف مجددا موقف موسكو الداعي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية على أساس حوار داخلي بين جميع المكونات الإثنية والطائفية والسياسية في البلاد.
كما أشار بوغدانوف إلى أن دعوة روسيا للدول الغربية لتوحيد الجهود وإنشاء تحالف دولي واسع ضد الإرهاب، مازالت مفتوحة. مؤكدا أن هذه المهمة لا تزال أولوية حيث لا يوجد دولة في العالم محمية من التهديدات الإرهابية.
وقال: "يجب محاربة الإرهابيين على مسافات بعيدة قبل قدومهم إلى أوطاننا. وشركاؤنا الغربيون مضطرون إلى مراعاة موقفنا هذا أكثر فأكثر لأنهم يدركون تدريجيا أن تحقيق النصر في الحرب العالمية ضد الإرهاب وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط غير ممكنة من دون روسيا".
وذكّر بوغدانوف بأن روسيا كانت تدعو منذ البداية إلى حل الأزمة السورية بطرق سياسية، واقترحت تثبيت هذا المبدأ في كل لقاءاتها مع الأمريكيين وشركاء موسكو الأجانب الآخرين، "لكن بعض شركائنا رفضوا حتى تسجيل دعوتنا للسوريين بوقف إراقة الدماء وتثبيت موقفنا المبدئي المنطلق من عدم وجود بديل عن الحل السياسي.. والبعض لا يزال يتحدث عن أن على (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يرحل طوعا أم قسرا، أي أنهم يُبقون الباب مواربا للحل العسكري".
ومتطرقا إلى عملية "تحرير الموصل"، أوضح بوغدانوف أن روسيا لا تنوي تأجيج "هستيريا إنسانية" بسبب مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عملية استعادة الموصل، "مع العلم أن هناك مخاوف جدية من تدهور الوضع الإنساني هناك".
وأعلن الدبلوماسي الروسي أن موسكو تعتبر "داعش" و"جبهة النصرة" عدوا مشتركا، ولذلك ليس لديها نية في عرقلة عملية محاربتهم.