روسيا تواصل القضاء على "داعش" و"النصرة" في سوريا
صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الجوية الروسية نفذت المهمة الرئيسية التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين في سوريا، على الرغم من عدم تلقيها أي دعم من جانب التحالف الدولي.
وأوضح وزير الدفاع، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني، قائلا: "نفذنا العام الماضي المهمة الرئيسية التي طرحها أمامنا القائد الأعلى (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)".
وشدد شويغو على أن تنفيذ هذه المهمة تطلب من القوات الروسية بذل كافة الجهود، والاستفادة من كافة الإمكانيات، وتركيز مجموعة كبيرة من القوات (في سوريا)، بالإضافة إلى مجموعة سفن من ضمنها حاملة طائرات، وإرسال قوات جوية إضافية ووحدات من الشرطة العسكرية".
ولفت إلى أن القوات الروسية تمكنت من تنفيذ مهمتها، على الرغم من أن الأمور كانت صعبة للغاية، فيما كان الجانب الروسي بحاجة ماسة إلى دعم من جانب التحالف الدولي بقيادة واشنطن ولم يتلق هذا الدعم.
وأكد شويغو في هذا السياق أن القوات الروسية في سوريا علقت في أواخر العام الماضي كافة العمليات القتالية في البلاد باستثناء توجيه الضربات إلى إرهابيي تنظمي "داعش" و"جبهة النصرة".
وشدد على أن عملية محاربة الإرهاب بسوريا مستمرة، معربا عن أمله في انضمام طيران وقوات تابعة لدول أخرى لهذه الجهود.
كما ذكّر وزير الدفاع بأن جهود روسيا وشركائها سمحت بالتوصل إلى اتفاق حول عقد لقاء في أستانا الكازاخستانية بشأن تسوية الأزمة السورية وإطلاق عملية سياسية للتفاوض حول وقف إطلاق النار.
هذا وعلق شويغو على تصريحات لنظيره الأمريكي أشتون كارتر اعتبر فيها أن مساهمة روسيا في محاربة "داعش" تساوي الصفر. ورد شويغو على كارتر بسخرية، مؤكدا أنه يمكن أن يوافق مع هذا التقييم على الرغم من كونه غير دقيق، لو لم يخطئ نظيره لدى ذكر اسم الدولة المذنبة. ولفت إلى أن نتائج عمل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لا تساوي الصفر فحسب، بل تعتبر سلبية.
بدوره أكد رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف أن التحالف الدولي لم يحقق أي نتائج ملموسة خلال عملياته ضد "داعش" المستمرة منذ عامين ونصف.
وذكر بأن التحالف وجه خلال هذه الفترة قرابة 6.5 آلاف ضربة إلى مواقع الإرهابيين، فيما تجاوز عدد الضربات الروسية منذ 30 سبتمبر/أيلول عام 2015، 71 ألف ضربة، إذ قامت الطائرات الروسية بأكثر من 19 ألف طلعة قتالية.
واستطرد قائلا: "إنهم لم يحققوا أي نتائج يذكر. مع ذلك تم تسجيل سقوط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات الحكومية السورية".
وأعاد إلى الأذهان الضربة الأمريكية على مواقع الجيش السوري في دير الزور في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، وذكّر بأن عصابات "داعش" في ريف دير الزور شنت هجوما على الجيش السوري مباشرة بعد وقوع الضربة الأمريكية.
وأضاف أن من الحوادث المؤسفة الأخيرة من هذا القبيل، كانت ضربة وجهتها قاذفة "بي-52" أمريكية إلى مدينة سرمدا بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مدنيا. ولفت غيراسيموف إلى أن هذه الضربة جاءت دون إبلاغ الجانب الروسي مسبقا بتوجيهها، وذكر أيضا بأن سرمدا قد انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار.
تحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهاب بسوريا
كما أكد غيراسيموف أن عمليات القوات الجوية الفضائية الروسية سمحت بتحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهاب بسوريا.
وذكر بأن الفترة منذ إطلاق العملية الروسية، شهدت القضاء على تشكيلات كبيرة للإرهابيين في ريفي حماة وحمص، وتطهير ريف اللاذقية من الإرهابيين. وأضاف أن عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء، كما تم فتح الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بشمال البلاد. وأشار أيضا إلى تحرير حلب والقريتين، معيدا إلى الأذهان الأهمية الاستراتيجية لهاتين المدينتين.
وأكد تحرير أكثر من 12 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية بما في ذلك 499 مدينة وبلدة خلال الفترة المذكورة. وأضاف أن من الأهداف الرئيسية للعمليات الروسية كانت قواعد التدريب للإرهابيين وورشهم لإنتاج الذخيرة، وكذلك منشآت نفطية استخدمها "داعش"، مؤكدا أنه تم تدمير ما يربو عن 200 من هذه المنشآت.
واستطرد أن هذه الغارات، التي استهدفت 174 ورشة لتكرير النفط و111 قافلة لناقلات النفط، أدت إلى الإخلال بمنظومة التزود بالوقود للإرهابيين، وقطع مصدر العائدات الرئيسي عنهم.
وأكد أن القوات الجوية الفضائية الروسية لا توجه أي ضربات إلا بعد التأكد من صحة إحداثيات الأهداف من مصادر عدة، بما في ذلك بيانات وسائل الاستطلاع الفضائية ونتائج الاستطلاع بوساطة الطائرات بلا طيار.
وذكر غيراسيموف أيضا أن المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا ضمن تسوية قضايا إنسانية عديدة، بما في ذلك المساهمة في تأمين خروج أكثر من 136 ألف مدني من مدينة حلب، ونقل 28.5 ألف شخص، بينهم مسلحون وأفراد عائلاتهم من حلب إلى ريف إدلب.
وأشار إلى أن أفراد فريق الهندسة الروسي المنتشر في حلب، تمكنوا من تأمين مساحة تتجاوز 1500 هكتار وإزالة ما يربو عن 23 ألف لغم وعبوة ناسفة.
كما أرسلت روسيا مساعدات إنسانية يتجاوز وزنها 1100 ألف طن إلى المواطنين السوريين.
هذا وتحدث رئيس هيئة الأركان الروسية عن المشاركة الروسية النشطة في عملية التسوية السياسية ومصالحة الأطراف المتنازعة بسوريا. وذكر بأنه بفضل هذه الجهود، تمكن أكثر من 110 آلاف نازح من العودة إلى منازلهم، فيما ألقى 9 آلاف مسلح السلاح وتوقفوا عن القتال.
وحسب معلومات هيئة الأركان، فقد بلغ عدد المدن والبلدات التي انضمت للهدنة بسوريا، 1097، يقطن فيها قرابة 3 ملايين شخص.