عن حروب روسيا العظمى

06.01.2017

تاريخ روسيا مليء بالحروب. يكاد يكون ثلثا زمن وجودها مليء بالحروب. في فترة امتدت ل 200 سنة، كانت روسيا في حالة حرب لمدة 128 سنة ، معارك الحروب الدفاعية استمرت لمدة خمس سنوات، وشاركت في حروب هجومية ل123 عاما أخرى.

الحرب مع السويد

استمرت من منتصف القرن السادس عشر إلى بدايات القرن التاسع عشر

بدأ تاريخ العداء الروسي-السويدي في القرن الثاني عشر عندما اشتبكت جمهورية نوفغورود مع السويد من أجل السيطرة على بحر البلطيق الشرقي. تم التوقيع على معاهدة أورخوفيتسكس للسلام عام 1323 حيث أصبحت بذلك منطقة كاريليا تحت نفوذ نوفغورود ، وفنلندا تحت النفوذ السويدي.

هذا لم يكن سوى بداية الصراع الذي امتد لقرون طويلة. ففي عام 1377، سيطرت السويد على كاريليا الغربية التي كانت تابعة لنوفغورود. وبعد العام 1478، عندما أصبحت جمهورية نوفغورود جزءا من الدولة الروسية، تصاعد الصراع مع السويديين حول بحر البلطيق الشرقي الى مستوى جديد.

في العام 1495، قرر إيفان الثالث الحرب ضد السويد لاسترداد كاريليا الغربية مرة أخرى، بعد درجات متفاوتة من النجاح في المعارك وقعت أخيرا الأطراف المتحاربة في مارس 1497، هدنة نوفغورود الأولى، التي استمرت ست سنوات وأعادت الحدود كما كانت عام 1323، فضلا عن الاتفاق على مبدأ التجارة الحرة بين السويد وروسيا. وفي مارس عام 1510 تم تمديد الهدنة لمدة 60 سنة أخرى.

ان تقليد خوض الحروب ضد السويد حول بحر البلطيق استمر في زمن القياصرة الروس الأخرين، بما في ذلك إيفان الرابع وفيودور الأول واليكسيس الأول.

بيتر العظيم أحدث تغييرات جوهرية على توازن القوى في العلاقات الروسية السويدية. بعد انتصار روسيا في الحرب الشمالية بين الأعوام (1700-1721)، حيث خسرت السويد ليس فقط الأراضي التي تم التنازل عنها لروسيا وحتى الأرض الوحيدة أيضا على الشاطئ الجنوبي للبحر البلطيق. بقي للسويد فقط فيسمار وجزء صغير من بوميرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، وبعد الهزيمة في حرب الشمال، بدأ "عصر الحرية" في السويد، وهي فترة إضعاف سلطة الملك وتزايد الأهمية للبرلمان.

في محاولة لاستعادة الاراضي التي فقدت خلال الحرب الشمالية، حاولت السويد مرارا وتكرارا ودخلت في صراع مع الإمبراطورية الروسية (الحرب الروسية السويدية من 1741-1743، الحرب الروسية السويدية من 1788-1790، والحرب الروسية السويدية من 1808- 1809)،

ولكن وفقا لشروط معاهدة هامينا، التي أبرمت في سبتمبر 1809، تنازلت السويد عن جزر آلاند، وفنلندا ولابلاند وحتى أنهار تورتي ومونيو. فقدت السويد أكثر من ثلث أراضيها، ولم تعد مركز قوة عظمى.

الحرب مع تركيا

الحروب: 12 حرب خلال 241 سنة. في المتوسط، كان هناك حربا روسية تركية كل 19 عاما.

في وقت متأخر من القرن السادس عشر وحتى بدايات القرن العشرين ، جرت الحروب الدامية باستمرار بين الإمبراطوريتين العثمانية والروسية. وكانت حروب "تكسير عظام " للسيطرة على مناطق شمال البحر الأسود وشمال القوقاز، وفي وقت لاحق، للسيطرة على جنوب القوقاز، مع حق الملاحة في البحر الأسود ومضائقه ، فضلا عن حقوق المسيحيين في الإمبراطورية العثمانية.

خلال الحرب العالمية الأولى، والتي أسفرت عن سقوط الإمبراطورية العثمانية، كان لدى الإمبراطورية الروسية أيضا إمكانية السيطرة على القسطنطينية. ومن المفارقات أن الاتحاد السوفيتي لعب دورا مباشرا في تأسيس الجمهورية التركية. وتحول الخلاف الممتد لقرون الى الدعم الاقتصادي والعسكري للرئيس التركي الأول كمال أتاتورك.

الحرب مع بولندا

الحروب: 10 حروب في الفترة 1018-1939

توترت العلاقات بين روسيا وبولندا بشكل دائم، ويرجع ذلك أساسا لقربهما من بعضهما ولوجود النزاعات الإقليمية المستمرة. خلال كل الصراعات الأوروبية الكبرى، كانت هناك دائما تعديلات على الحدود الروسية البولندية. بدأت المواجهة الأكثر خطورة بين روسيا وبولندا في بداية القرن السابع عشر، بسبب المشاكل مع الكومنولث البولندي اللتواني. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، خاضت روسيا أربع حروب مع الكومنولث البولندي اللتواني، والتي انتهت في القسم الثاني من بولندا.

في عام 1815، أصبح الجزء الشرقي من بولندا جزءا من الإمبراطورية الروسية، ولكن المواجهة بين البولنديين والروس لم تتوقف. انتفض البولنديون في القرن التاسع عشر (1830، 1863) واستطاعت روسيا الحد من الحريات البولندية. في عام 1832، تم إلغاء مجلس النواب البولندي وتم حل الجيش البولندي. في عام 1864، تم فرض قيود على استخدام اللغة البولندية وحركة الرجال البولنديين. وهذا ما يجعل ازدياد العداء ضد الحكم الروسي فقط في بولندا لا يثير الدهشة.

بعد الثورة الروسية عام 1917، حصل البولنديون على الاستقلال في نهاية الحرب السوفيتية البولندية 1919-1921. ولكن بعد أقل من 20 عاما، في عام 1939، غزا الاتحاد السوفيتي بولندا، واحتفظ بالسيطرة حتى عام 1989.

بعض الحروب الأخرى

ومن بين الدول الأخرى التي لها تاريخ في خوض الحروب مع روسيا ألمانيا. حيث خاضت الدولتان ثلاث حروب رئيسية، اثنتان منها في الحربين العالميتين.

خاضت الإمبراطورية الروسية الحروب ضد فرنسا عدة مرات، بما في ذلك حرب التحالف الثالث (1805)، وحرب التحالف الرابع (1806-1807)، وحرب عام 1812، وحرب القرم (1854-1856). كما خاضت روسيا والاتحاد السوفياتي أربع حروب ضد اليابان، وشاركت ثلاث مرات في الصراعات العسكرية مع الصين.

ومن أبرز مشاركات روسيا العسكرية الحديثة تعتبر المشاركة العسكرية الروسية المباشرة منذ عام 2015 في الحرب العالمية الدائرة في سوريا من أهم وأنجح التدخلات العسكرية الروسية، حيث ساهمت هذه المشاركة في إعادة التوازن للنظام العالمي، وإيقاف توسع المنظمات الراديكالية الإرهابية التي انتشرت في السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط.