الصواريخ الفائقة للصوت.. سلاح روسي رهيب قد يمحو دولا بأكملها

28.10.2016

في حين يسارع حلف شمال الأطلسي لإحاطة روسيا بمنظوماته الصاروخية، من أجل عزلها وتحجيم قدراتها العسكرية الإستراتيجية، يشق العسكريون الروس طريقا جديدا للتفوق العسكري، والحفاظ على توازن الرعب.

ويثير عمل الخبراء الروس على صاروخ عابر للقارات يفوق سرعة الصوت، عامل رعب للغرب، إذ ما فتأت الصحف الغربية وخبراء الناتو من التحذير من قدرات هذه الصواريخ ومناقشة أي جديد يكشف الروس عنه في هذا المجال.

وقامت روسيا العام الجاري بتجربة ثانية ناجحة للرأس القتالية الفائقة للصوت، التي ستزود بها الصواريخ الاستراتيجية الحالية والأحرى قيد التطوير.

وتمت تجربة إطلاق الرأس القتالية الفوق صوتية يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري من منصة إطلاق الصواريخ الواقعة في منظومة الصواريخ الاستراتيجية "دومباروفسكي" في مقاطعة أورينبورغ الروسية.

ونقلت وكالة "انترفاكس العسكرية" عن مصدر عسكري مطلع إفادته أن الغاية من التجربة هي اختبار الرأس القتالية الفائقة للصوت، التي ستزود بها مستقبلا صواريخ "سارمات" الاستراتيجية الواعدة العابرة للقارات.

وأكد المصدر إن التجربة تكللت بنجاح تام. أما التجربة السابقة فكانت قد أجريت في أبريل/ نيسان الماضي. وقد أطلقت على الرأس القتالية الفوق صوتية تسمية "الهدف 4202".

والرأس القتالية الجديدة قادرة على التحليق بسرعة 6 ماك (أي ستة أضعاف سرعة الصوت التي تعادل 300 متر في الثانية).

ولم تفوت الصحف الغربية أي جديد في هذا المجال، إذ تركزت عناوين الصحف الغربية مؤخرا على الصاروخ الروسي الجديد العابر للقارات سارمات "إر إس – 28"، والذي وصفته بـ"الصاروخ المرعب" وبـ"الجحيم النووي".

وتكثف هذا الاهتمام بعد أن نشر مركز "ماكييف" لتصميم الصواريخ، أول صورة لهذا الصاروخ البالستي ذي المواصفات الفريدة والقوة التدميرية الهائلة.

وقالت صحيفة "Daily Mail" البريطانية إن صاروخ "سارمات" هو آخر تحذير من فلاديمير بوتين للغرب، فهو قادر على مسح إنجلترا وويلز من وجه الأرض بضربة نووية واحدة، تعادل قوتها 2000 مرة القنبلتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي.

في حين أكدت صحيفة "The Sun" أن الصاروخ قادر على تدمير بلاد في حجم فرنسا بـ"ضغطة واحدة على زر" تصيب أكثر من 12 هدفا في وقت واحد.

ووصفت صحيفة "New York Post" الأمريكية الصاروخ "إر إس – 28" بأنه "شيطان مقنع"، مذكرة بأجيال الصواريخ السابقة السوفيتية والروسية، لافتة إلى أن صاروخ "سارمات" يمكنه أن "يقيم جحيما على الأرض".

أما مجلة "The National Interest"، فقد أكدت أنه "حان الوقت لتبدأ الولايات المتحدة بالقلق"، موضحة أنه رغم قلة المعلومات الموثوقة عن المنظومة الصاروخية البالستية الجديدة، إلا أن الخبراء وصلوا إلى استنتاج يؤكد أن الحديث يدور حول "سلاح رهيب للغاية".

ومن المقرر أن يستبدل صاروخ "سارمات" الثقيل الجديد الذي يشتغل بالوقود السائل على مرحلتين، الصواريخ الباليستية الأقدم في الترسانة الروسية.

ويتميز الصاروخ الباليستي الروسي الجديد، بقدرته الفائقة على المراوغة والافلات من منظومات الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، من خلال مسار شبه دائري، وبرؤوس حربية سرعتها تفوق سرعة الصوت.

وتقول نشرة Jane’s البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية إن خواص الصاروخ "إر إس – 28" الفريدة تعطي روسيا لأول مرة إمكانية تنفيذ ضربات دقيقة في إطار حرب إقليمية باستخدام رؤوس حربية غير نووية.

وتكفي الطاقة الحركية لرؤوس الصاروخ الحربية لتدمير مركز قيادة حصين للغاية أو خطوط دفاعية.

ويمكن للنسخة الكلاسيكية التقليدية للصاروخ "إر إس – 28" أن تحمل ما بين 10 – 15 رأسا، قدرة كل منها 750 كيلو طن.

وأكد يوري بوريسوف، نائب وزير الدفاع الروسي، أن قوة الصاروخ الباليستي الجديد تسمح له بالانطلاق من كلا القطبين، والهجوم من جهة غير متوقعة.

ومن الخصائص الأخرى، أن منصات هذا النوع الجديد من الصواريخ الروسية الباليستية تحت الأرض مزودة بنظام حماية نشط لاعتراض الصواريخ المجنحة، وتتولى حماية صواريخ "سارمات" من تفجير نووي قريب، حاويات مخصصة لهذه المهمة.