المواجهة السورية التركية في الباب .. هل اقتربت؟
يستمر تقدم الجيش السوري باتجاه مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، مسيطرا على 25 بلدة وتلة منذ بدء العمليات باتجاه الباب مطلع كانون الثاني 2017، وتواردت أنباء عن سيطرته اليوم على بلدة عران جنوب الباب وأصبح على بعد 6 كم عن الباب، بحيث يفصله عنها بلدات بيرة الباب وأبو طلطل وتادف، وكان قد سيطر أمس على بلدتي طومان والمشيرفة من الجهة الجنوبية الغربية للباب، ومن هذه الجهة يتبقى أمامه بلدات الشماوية و المشرفة.
وفي الجهة المقابلة تواصل قوات "درع الفرات" التركية محاولاتها السيطرة على الباب، ونشرت مواقع للفصائل المسلحة أن قوات درع الفرات شنت الأحد، هجوماً استهدف مواقع تنظيم "داعش" في المدخل الشمالي الغربي لمدينة الباب، وذلك ضمن العملية العسكرية التي تهدف للسيطرة على المدينة والتي بدأت قبل أشهر.
وأفادت مصادر محلية أن مقاتلي "درع الفرات" تمكنوا بعد مواجهات استمرت لعدة ساعات مع عناصر تنظيم "داعش" من السيطرة على "مجمع معامل الحديد" شمالي مدينة الباب وتلة تقع شرقي بلدة بزاعة المطلة على مدينة الباب، وأسفرت المعارك عن مقتل ستة عناصر من داعش وجرح عدد آخر. حيث رافق المعارك قصف مدفعي تركي طال العشرات من مواقع التنظيم داخل مدينة الباب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد في الرابع من الشهر الحالي، أن هناك ترتيبات جديدة تم اتخاذها من أجل إنهاء العملية العسكرية التي تقوم بها القوات التركية بمدينة الباب شمالي سوريا. وقال نائب رئيس الوزراء التركى نعمان قورتولموش قبل اسبوع إن "أنقرة لن تُسلم بلدة الباب السورية إلى قوات الحكومة السورية بعد إِبْعَاد مقاتلي تنظيم داعش منها".
في الوقت نفسه يبدو تقدم الجيش السوري باتجاه الباب متواصلا، ومسألة وصوله لأطراف مدينة الباب أصبح مسألة وقت، وعندها سيكون أمام احتمالين، إما أن القوات التركية لن تتمكن من دخول الباب لحين وصول الجيش السوري إليها وفي هذه الحالة سيدخل الجيش السوري إلى المدينة بعد القضاء على داعش، والاحتمال الثاني أن تكون قوات "درع الفرات" قد سيطرت على مدينة الباب وطردت داعش منها، وهنا سيكون أمام القيادة في سوريا خيارين، الخيار الأول هو تطبيق بنود مؤتمر أستانا في وقف إطلاق النار إذا كانت الفصائل الموجودة في الباب تابعة للفصائل التي وقعت على اتفاق أستانا وفي هذه الحالة قد لا يدخل الجيش في معركة معها في انتظار أن تسلم هذه الفصائل المدينة بشكل سلمي للجيش السوري، والخيار الثاني سيكون في حال أن القوات التركية هي التي ستتواجد في مدينة الباب، وهنا يحق للجيش السوري اقتحام الباب والاشتباك مع القوات التركية، وفي هذه الحالة قد تتدخل روسيا لصالح حليفتها سوريا وتتطلب من الجانب التركي الانسحاب من الباب قبل دخول القوات السورية.
التحالف الروسي التركي، ليس أوثق من التحالف الاستراتيجي الروسي السوري، وهذا مؤشر يلعب دورا كبيرا في دخول قوات الجيش السوري إلى الباب، وإلى أبعد من الباب لأن التحالف الروسي السوري الإيراني أساسا يقوم على وحدة واستقلال الأراضي السورية، أي أن الاستراتيجية الروسية تصب في دعم كلام الرئيس الأسد عن استعادة كل شبر من الأراضي السورية.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد في حزيران 2016 أن الجيش السوري سيستعيد كل شبر من سوريا، وهذه الاستراتيجية ترسم صورة مقبلة عن معركة الباب والشمال السوري عامة، وهي أن الجيش السوري هو من سيكون في مدينة الباب في النهاية، فلننتظر الأيام المقبلة لنعرف ماذا سيحدث في هذه المدينة.