حداد في روسيا على أرواح ضحايا الطائرة المنكوبة
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرارا بإعلان يوم الاثنين 26 ديسمبر/كانون الأول، يوم حداد وطني، على أرواح ضحايا طائرة "تو-154" المنكوبة، التي أودت حادثة سقوطها بحياة 92 شخصا.
وأمر الرئيس في مرسومه بهذا الشأن، بتنكيس الأعلام الوطنية وإلغاء البرامج الترفيهية في المراكز الثقافية بكافة أنحاء البلاد وفي جدول أعمال الإذاعة والتلفزيون. كما كلف الحكومة الروسية باتخاذ كافة الإجراءات لتقديم المساعدات الضرورية لذوي الضحايا.
وفي إطار الحداد، تراجع بوتين نفسه عن حضور مهرجان أضواء في سان بطرسبورغ، كان من المقرر إقامته وسط المدينة بمناسبة قرب حلول عيد رأس السنة.
وفي كافة دور العبادة التابعة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ستقام صلاة الجنازة على أرواح ضحايا الكارثة.
وفي خطوة تضامنية مع الشعب الروسي، انضمت جمهورية بيلاروس إلى مراسم الحداد، بينما يستمر تدفق المعزين إلى السفارة الروسية في مينسك.
وبأمر من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تم تنكيس الأعلام الوطنية فوق كافة المؤسسات الحكومية في البلاد، وكذلك إلغاء البرامج الترفيهية في الإذاعة والتلفزيون. وسبق للرئيس البيلاروسي أن أعرب عن تعازيه للشعب الروسي، مؤكدا أن الشعب البيلاروسي يشاطر روسيا مشاعر الحسرة.
وكانت الطائرة قد اختفت عن شاشات الرادار في الساعة 05.27 صباح الأحد بعد مرور دقائق على إقلاعها من مطار سوتشي، حيث توقفت للتزود بالوقود خلال رحلتها من موسكو إلى اللاذقية. وبالإضافة إلى أفراد الطاقم، كان على متن الطائرة، أفراد فرقة ألكسندروف الموسيقية المكونة من العسكريين، وصحفيون، والناشطة الاجتماعية المعروفة يليزافيتا غلينكا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على من الطائرة.
وتم العثور على أجزاء من حطام الطائرة على بعد 1.5 كلم من السواحل قبالة سوتشي، على أعماق تراوحت بين 50 و70 مترا.
وأكد وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف أن التحقيق في كارثة الطائرة "تو-154" التابعة لوزارة الدفاع الروسية في البحر الأسود، يركز على فرضيتي عطل فني وخطأ الطاقم، دون أستبعاد فرضية عمل إرهابي.
وقال سوكولوف الذي يترأس اللجنة المعنية بالتحقيق في الكارثة، الاثنين 26 ديسمبر/كانون الأول: "اليوم لا تشمل الفرضيات الأساسية للتحقيق، احتمال وقوع عمل إرهابي. ولذلك ننطلق من أن أسباب الكارثة تعود إما إلى عطل فني أو إلى خطأ الطاقم".
وجاءت تصريحات سوكولوف أثناء اجتماع للجنة التحقيق، بعد يوم من تحطم الطائرة، فجر الأحد، في مياه البحر الأسود، بعد مرور 7 دقائق على إقلاعها من مطار سوتشي. وكانت الطائرة تتجه إلى اللاذقية السورية، وعلى متنها 92 شخصا، بينهم أفراد فرقة موسيقية تابعة للجيش الروسي كان من المخطط أن يشاركوا في احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في قاعدة حميميم الجوية.
وتعمل وزارة الدفاع الروسية على تحديد مكان سقوط الطائرة بدقة أكبر، بعد أن تأكد خبراؤها من مسار الطائرة قبل سقوطها بفضل تحليل بيانات وسائل المراقبة الالكترونية في المنطقة. وتوضح الوزارة أن عملية البحث تواجه بعض الصعوبات بسبب تضاريس قاع البحر.
ومن جاتبها، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، الاثنين، عن توسيع منطقة عمليات البحث قبالة سواحل سوتشي، حيث تحطمت الطائرة.
وأوضح مصدر في الوزارة أنه تم تعزيز المجموعة التي تتولى البحث عن جثامين القتلى وحطام الطائرة وصندوقيها الأسودين. وتجاوز عدد أفراد المجموعة 3500 شخص، بالإضافة إلى 200 آلية، بما فيها 39 سفينة وزورقا و32 طائرة ومروحية، وكذلك طائرات بلا طيار.
كما تستمر عمليات فحص قاع البحر، إذ تضم فرق البحث 135 غواصا و7 أجهزة مخصصة للعمل في أعماق البحر.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، وصلت إلى موسكو أول طائرة تحمل على متنها 10 جثث لضحايا كارثة "تو-154".
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن طائرة "إيل-76" للنقل الجوي حملت 10 جثث إضافة إلى عشرات الأشلاء لضحايا الكارثة، مؤكدة أن عمليات التعرف والفحص الجيني ستجري في موسكو.
وأعلنت وزارة الطوارئ عن بدء التحضير لعملية الحصول على المواد الحيوية لإجراء تحليل DNA من اقارب الضحايا.
وقد عثر رجال الإنقاذ في اليوم الأول لعمليات البحث على 11 جثة و154 قطعة من الطائرة المنكوبة، ولم تتوقف عمليات البحث خلال الليل.