روسيا تنشر روبوتات تحت مائية لرصد السفن والغواصات في بحار العالم

06.12.2016

يعمل الجيش الروسي على نشر نظام مراقبة عالمي لمراقبة وتتبع تحركات السفن في بحار ومحيطات العالم، عبر نشر محطات آلية تعمل كنظام استشعار، على تخوم المحيطات لنقل المعلومات الاستخبارية حول السفن والغواصات الأجنبية إلى مركز القيادة المركزي.

وقد بدأت وزارة الدفاع الروسية بنشر "نظام الرصد الصوتي المتناغم" (الاستشعار) في المياه العميقة، وفقا لتقارير صحيفة "إزفستيا".

وبعد الانتهاء من تثبيت هذا الإبتكار الجديد في العام 2020، سيكون الجيش الروسي قادرا على "رؤية" ما يحدث في المناطق النائية والتي كان يصعب الوصول إليها سابقا في محيطات العالم، بما في ذلك تحركات السفن والغواصات الأجنبية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنه سيتم تشيبد مركز قيادة جديد لإدارة هذا النظام على ارخبيل "نوفايا زيمليا" في المحيط المتجمد الشمالي. وسيتم بناء مصنع خاص لإنتاج مكونات الروبوت في مدينة سيفيرومورسك المغلقة في منطقة مورمانسك (على بعد 930 ميلا شمال موسكو).

ووفقا لـ"إزفستيا"، تم تخصيص ما يقارب سبعة مليارات روبل (108 ملايين دولار) لتطوير هذا المشروع.

روبوتات تحت سطح الماء

يتألف نظام الرقابة الروبوتية من محطات تتموضع في قاع المحيط، ويمكنها أن تعمل بشكل مستقل في درجات حرارة مختلفة من ناقص 10 الى زائد 45 درجة مئوية. وتم تزويد ببطاريات "ليثيوم بوليمر" الخاصة التي لديها نظام تحكم بكمية الطاقة المستهلكة.

ويعتمد نظام الرقابة الروبوتية على استخدام أجهزة السونار لإجراء الرصد الصوتي لمحيطات العالم. وعندما يكشف عن وجود شيء ما، فإنه سيرسل إشارة عبر كابل بحري إلى عوامة تطفو على السطح، ترسل بدورها البيانات عبر الأقمار الصناعية إلى مركز القيادة.

واذا لزم الأمر، يمكن للمحطة أن تغلق نفسها تلقائيا ومن ثم يتم انتشالها من قبل غواصة مجاورة, وهذا النظام سيمنح الجيش القدرة والسيطرة الكاملة تقريبا على الحركة في البحار على مسافة تصل الى مئات الأميال.

مناطق نشر النظام الجديد

وقال مصدر مسؤول من قطاع الصناعات الدفاعية الروسية: "نحن مهتمون بنشر هذه المعدات في المناطق التي تقوم فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بنشر الغواصات الاستراتيجية في محيطات العالم. في منطقة المحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي ومنطقة القطب الشمالي". وأكد المسؤول الروسي أن روسيا ستتصرف وفقا لقانون ميثاق البحر ولن تقوم باقتحام أو تنفيذ نشاط عسكري في مياه اقليمية تنتمي إلى بلدان أخرى.

وأضاف المصدر "تقوم الولايات المتحدة بنشر أنظمة استطلاع مماثلة في بحر النرويج وبارنتس، فضلا عن بحر اليابان. حيث تقوم برصد غواصاتنا بدعم من أنظمة إلكترونية وأيضا بمساعدة الأقمار الصناعية".

وحسب ما ذكر الخبير عسكري فيكتور ليتوفكين لوكالة أنباء "تاس"، فإن نشر نظام الرصد البحري الجديد هو جزء من تدعيم التنافس العسكري بين روسيا والولايات المتحدة، الذي أدى إلى "خلق سباق التسلح"

وحسب تصريحه، على الرغم من أن روسيا تحاول عدم التورط في هذا السباق، والاقتصار على ما هو "ضروري وكافي"، فإن تطوير الشؤون العسكرية يتطلب من البلاد الإنفاق بشكل غير محدود على التقنيات الجديدة والخدمات التقنية.

الغواصات التي ستقوم بنشر هذا النظام

حسب تصريح ديمتري كورنيف، المحرر في موقع مشروع روسيا العسكرية على شبكة الانترنت، سيتم استخدام الغواصة "ب 90 ساروف" والتي تعمل على الديزل والكهرباء والتي أصبحت جزءا من الأسطول في بداية عام 2008. وفي الأيام الماضية تم إجراء الاختبارات على عدة نماذج تم تطويرها.

على الرغم من ذلك، يبدو أن الغواصات النووية ستكون القاعدة الأكثر ملاءمة لهذا النظام. إذ أن غواصات "خاباروفسك" و"بيلغورود"، التي ستصبح جزءا من القوات البحرية الروسية بحلول عام 2020، مناسبة بشكل أفضل لهذه المهمة والتي ستضمن كفاءة أداء وظائف النظام بأفضل طريقة ممكنة. وعلى وجه الخصوص، من المقرر أن تدخل "بيلغورود" الخدمة في نهاية عام 2016 أو بداية عام 2017. حسب توضيح المؤرخ العسكري ديمتري بولتينكوف الذي قال إن البحرية الروسية ستبدأ استخدام نظام الاستشعار هذا بشكل جزئي في المستقبل القريب.