صمود الهدنة في سوريا وتراجع العنف محط اشادة دولية
صمد بشكل أساسي يوم الثلاثاء وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا وبدأت بحذر استعدادات لأعمال إغاثة هناك حاجة ملحة لها في المناطق المحاصرة بما فيها مدينة حلب. وقالت وسائل إعلام سورية رسمية إن جماعات مسلحة انتهكت الهدنة في أماكن بمدينة حلب وفي ريف حمص سبع مرات على الأقل يوم الثلاثاء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات موالية للحكومة السورية قصفت مناطق قرب قريتين في ريف حلب ومنطقة سكنية على مشارف دمشق. لكن لم ترد تقارير عن وقوع وفيات أو إصابات. وقال الجيش الروسي الذي أرسل معدات استطلاع لرصد محاولات الانتهاك والتصدي لها إن وقف إطلاق النار صامد إلى حد بعيد في حلب. وقال شاهد من رويترز إن نحو 20 شاحنة تحمل مساعدات عبرت من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية إلى شمال سوريا يوم الثلاثاء لكن لم يعرف إلى أي مسافة ستتقدم في وقت لا يزال فيه الهاجس الأمني قائما. وقال مسؤول تركي إن الشاحنات تحمل بالأساس طعاما وطحينا. ونقل التلفزيون الرسمي عن الحكومة السورية القول إنها سترفض دخول أي مساعدات لحلب ولاسيما من تركيا من دون تنسيق معها والأمم المتحدة. وقالت الأمم المتحدة إن تلك الشاحنات لا تتبعها وإنها لا تزال تنتظر التأكد من صمود وقف إطلاق النار قبل أن ترسل قافلة تابعة لها. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية في جنيف ينس لايركه إن المكتب ينتظر لحين التأكد من صمود وقف إطلاق النار "قبل أن يبدأ تحرك الشاحنات من تركيا. في هذا الوقت الذي أتحدث فيه الأمر ليس على هذا النحو." وأضاف "نريد أن ندخل بيئة لا نكون فيها أمام خطر الموت بينما تقدم المنظمات الإنسانية المساعدات." والوقف الحالي لإطلاق النار هو المحاولة الثانية هذا العام من جانب الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب السورية. وروسيا داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم الولايات المتحدة بعض جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة به. وذكر المرصد أنه وردت تقارير عن وقوع بعض الهجمات الجوية والقصف في الساعات الأولى من الهدنة مساء يوم الاثنين لكن يبدو أن هذه الهجمات انحسرت وقال المرصد إنه لم يسجل أي حالة وفاة في صفوف المدنيين بسبب القتال خلال 15 ساعة منذ بدأ سريان الهدنة الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش). وكانت تركيا قالت يوم الاثنين إنه بالتزامن مع الأمم المتحدة تعتزم إرسال أكثر من 30 شاحنة محملة بإمدادات غذائية وملابس ولعب أطفال للأجزاء المحاصرة في حلب في غضون ساعات من سريان الهدنة. وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الحكومة السورية أوقفت فعليا قوافل الإغاثة هذا الشهر وإن الوقود يوشك على النفاد في حلب. وقال بريتا حاجي حسن رئيس المجلس المحلي في الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة من مدينة حلب إنه يخشى توزيع المساعدات بالطريقة التي تريدها روسيا وبالتالي لا تصل إلى 300 ألف نسمة يعيشون هناك. ومضى قائلا لرويترز إن الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة والذي تحاصره القوات الحكومية تماما منذ أسبوع في حاجة ماسة إلى الوقود والطحين والقمح وحليب الأطفال والأدوية. وتابع أن المجلس يريد أن يكون له دور في الإشراف على التوزيع كما رفض أي وجود للقوات الحكومية على الطريق الذي ستسلكه القوافل. وقال "نحتاج إلى 60 طنا من الطحين في اليوم." * موقع قوة قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في أحدث تقييم له يوم الثلاثاء إن عدد القتلى الذي جرى توثيقه في سوريا منذ بدء الصراع في عام 2011 تجاوز 301 ألف لكنه يقدر أن عدد القتلى الفعلي بلغ نحو 430 ألفا وهو ما يتماشى مع تقديرات الأمم المتحدة. وتشرد نحو 11 مليونا في أسوأ أزمة للاجئين في العالم. وقالت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن المبعوث يتابع الهدنة عن كثب لكنها رفضت التعقيب على كيفية مراقبتها حتى الآن. وقالت إسرائيل إن طائراتها هاجمت موقعا عسكريا سوريا بعد أن سقطت قذيفة مورتر طائشة على الجانب الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وصارت الضربات الجوية الإسرائيلية عمليات عسكرية روتينية للرد على ما يصل إليها عرضا من نيران الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا. ونفت إسرائيل ما أورده بيان سوري عن إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بدون طيار. ولا تشمل الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة والتي كانت فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى غيرت اسمها في يوليو تموز. ومن الأهداف الأولية للهدنة السماح بدخول المساعدات الإنسانية وتنفيذ ضربات جوية أمريكية روسية مشتركة ضد هاتين الجماعتين المتشددتين. ويأتي الاتفاق في وقت أصبح فيه موقف الأسد في ساحة القتال أقوى مما كان عليه في الشهور الأولى من الحرب بفضل الدعم العسكري الروسي والإيراني. ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى وزارة الخارجية الروسية قولها يوم الثلاثاء إنه لا توجد خلافات بين موسكو وطهران بشأن اتفاق وقف إطلاق النار. وقبل ساعات من بدء الهدنة تعهد الأسد الذي زاد جرأة باستعادة سوريا بالكامل. وفي إيماءة لا تخلو من الرمزية عرض التلفزيون السوري لقطات للأسد وهو يزور مدينة داريا في دمشق والتي استعادت الحكومة السيطرة عليها الشهر الماضي بعد استسلام قوات المعارضة فيها تحت ضغط حصار خانق. وفي الساعات التي سبقت سريان الهدنة استعر القتال في عدة جبهات مهمة بينها حلب ومحافظة القنيطرة الجنوبية في أول أيام عيد الأضحى يوم الاثنين. وقال المرصد السوري إن 31 شخصا على الأقل قتلوا في ضربات جوية على محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة وعلى شرق دمشق وفي قصف لقرى في ريف حمص الشمالي وهجمات صاروخية على مدينة حلب قبل الهدنة.
دي مستورا يشيد بتراجع "كبير" للعنف
هذا واشاد مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء ب"تراجع كبير في العنف" بعد اكثر من 24 ساعة على اعلان وقف اطلاق النار في هذا البلد، الا انه قال ان المخاوف الامنية منعت توزيع المساعدات. وصرح دي ميستورا للصحافيين في جنيف ان القوى التي توسطت في الهدنة - الولايات المتحدة وروسيا - ستقدم على الارجح تقييما شاملا خلال الساعات او الايام المقبلة. واوضح ان التقارير التي تصل الى مكتبه تشير الى "انخفاض كبير في العنف"، مع اشارته الى ورود تقارير عن اعمال عنف وخصوصا ليل الاثنين الثلاثاء، لكن الصورة الاشمل كانت ايجابية مع فجر الثلاثاء. والاختبار الرئيسي لوقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي هو ما اذا كانت الاطراف المتحاربة ستسمح بوصول المساعدات الانسانية الى المدنيين الذين هم بامس الحاجة اليها. ونفى دي ميستورا تقارير للاعلام الرسمي التركي افادت ان شاحنات تابعة للامم المتحدة عبرت الثلاثاء الحدود باتجاه مدينة حلب السورية. وقال "ليس لدي اي معلومات حول اي شاحنات تابعة للامم المتحدة تتحرك في هذه المرحلة"، مطالبا ب"تطمينات الا يصاب السائقون والقوافل باذى". بدوره، اكد المتحدث باسم مكتب الشؤون الانسانية في المنظمة ينز لايركي انه لم يتم ارسال اي قوافل تابعة للامم المتحدة عبر الحدود او داخل سوريا منذ بدء الهدنة قبل 24 ساعة. المصدر: رويترز، ا ف ب