إسرائيل تتوجس من حزب الله في سوريا
الإنشغال الاسرائيلي بحزب الله لم يغمض طرفة عين، والكيان في حالة ترقب دائم، وهو حذر جداً من الجبهة السورية، ويردد باستمرار ان حزب الله بات على مقربة من حدوده مع الجانب السوري، أي أن خطر صواريخ المقاومة بات محتملاً من اكثر من جهة في حال اندلعت الحرب، في حال شنت تل ابيب عدواناً على لبنان، ولهذه الاسباب تواصل القوات الصهيونية مناوراتها، لتحاكي اي حرب مقبلة على حزب الله.
حزب الله هو التهديد الحقيقي الأخطر الذي تواجهه إسرائيل، وفقاً لتقرير صدر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
التقرير الذي قدمه رئيس المعهد عاموس يادلين، للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، يندرج ضمن التقييم السنوي لإسرائيل لعام 2017، في شأن التهديدات التي تواجهها، مع توصيات لتنفيذ السياسة العامة لصانعي القرار.
حدد التقرير ثلاثة تحديات رئيسية هي: القدرات النووية للبلدان التي تسعى لتدمير إسرائيل، تشكيل واقع الدولة الواحدة وتآكل مكانة إسرائيل في العالم. وسيُعرض التقرير في غضون أسبوعين على وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي وغيرهما من كبار المسؤولين.
ولأن حزب الله يمتلك صواريخ يمكن أن تصل إلى أي مدى وموجهة بدقة، ويستطيع تنفيذ هجمات انتحارية عبر طائرات بدون طيار، إضافةً إلى استحواذه على أفضل أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع والوحدات البرية التي يتم تدريبها للتغلب على البلدات والمدن الإسرائيلية، يوصي المعهد بتحسين جمع المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية في محاولة لمواصلة خفض نقل الأسلحة المتطورة إلى الحزب. بالتالي، التقليل من فرص حدوث تصعيد.
يضيف التقرير أن احتمال اندلاع صراع مع حماس هو أعلى من الدخول في مواجهة مع حزب الله أو إيران. ويمكن للصراع أن يندلع بسبب حوادث عنف أو بسبب الإحباط الاجتماعي والاقتصادي العميق في الشريط الحدودي لغزة الذي سيعبر عن نفسه في أعمال عنف ضد إسرائيل.
على المدى المتوسط والطويل، يرى التقرير أن إيران أصبحت أكثر خطراً وستتمتع بشرعية دولية لبرنامج نووي واسع وغير مقيد. لذلك، يشير يادلين إلى وجود فرص من شأنها أن تسمح لإسرائيل بالتعامل مع هذه التحديات من خلال الاستفادة من دعم إدارة ترامب في الولايات المتحدة، إضافة إلى مصالح إسرائيل المشتركة مع الدول العربية المعتدلة. ويقترح اعتماد نهج من أسفل إلى أعلى في التعامل مع الفلسطينيين، بالتعاون مع العالم والقوى الإقليمية من جهة أخرى، نشر موقع الإسرائيلي مقابلة مع مسؤول كبير في وزارة الدفاع في تل أبيب عن تقييم التحديات الأمنية لعام 2017، قال فيها إن الجيش الإسرائيلي «متفائل بحذر» من عدم اندلاع أي مواجهة مع الحزب هذا العام.
وبالنسبة إلى المسؤول، فإن إسرائيل قلقة من احتمال بقاء إيران وحزب الله في سوريا بعد مرحلة تخفيض الوجود الروسي، ما سيشكل مصدر قلق دائم للدولة العبرية. ويلفت إلى أن إسرائيل ستستمر في استخدام العمليات الاستباقية، مثل الهجمات التي لا يُعلن عنها رسمياً على مستودعات الأسلحة السورية وعلى قوافل شاحنات الأسلحة المتطورة عبر الحدود اللبنانية، التي من المفترض أن يتم تسليمها إلى حزب الله.
يضيف المسؤول قائلاً إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتحدث كل أسبوع تقريباً عن اليوم الذي سيقهر فيه إسرائيل. فلماذا الانتظار؟ لماذا نعطيه الشعور بأنه قوي بما فيه الكفاية ليهزمنا؟
ويقول إن قوات حزب الله في سوريا يمكن أن تنقلب على الروس، وذلك باستخدام أسلحتها المتطورة، بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات خاصة بهم. ويختم: «إذا سنحت لي الفرصة لإعطاء المشورة للرئيس بوتين، أقول يجب إبقاء العين على حزب الله إذا كنت ترغب في شرق أوسط مستقر، وإذا كنت ترغب في حماية المكاسب الخاصة بك في سوريا».