تقرير أمريكي: حافظ الأسد أحبط آمال واشنطن وحقق ما أراد في لبنان

18.01.2017

نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وثائق رفعت عنها السرية مؤخرا تضمنت تقارير لعملاء ومجندين من المناطق التي تشاطر فيها واشنطن مصالحها الاستراتيجية.

وفي تقرير للسي آي إيه (CIA) معنون بتاريخ 23 مايو/ أيار 1983 ومن ثم سٌمح بنشره في الـ"واشنطن بوست"، بعد أن سحبت منه المصادر الرئيسية والأسماء، يظهر فيه كيف تابعت واشنطن تحركات رفعت الأسد في الفترة التي سرت فيها شائعات عن مرض الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهو الشيء الذي سربه الموساد الإسرائيلي لواشنطن.

يقول التقرير :" إذا كان هناك شخص أحبط آمال(الرئيس الأمريكي) ريغان في لبنان فهو حافظ (الأسد)، الشخص العنيد الذي ما انفك يفاوض الأمريكيين عند كل منعطف حتى تحقق ما أراده هو ووصل قبل الأمريكيين في سباق الهيمنة على بيروت".

وذكر التقرير أن زيارة الأسد للأردن شكلت نقطة استنفار لواشنطن، إذ كانت فرصة لإرسال خبراء من العملاء راقبوا كافة تحركات الأسد في الزيارة التي حدثت بتلك الفترة وخرجوا بتقرير يفيد بأن الأسد مصاب باللوكيميا، أي سرطان الدم.

يذكر أن الرئيس الراحل حافظ الأسد شن حربا  ضد الكيان الصهيوني لتحرير الجولان السوري عام 1973، وكان أول من حارب الإرهاب والجماعات المتطرفة وتنبأ بخطرها على المجتمعات العربية منذ السبعينات، وأرسل الجيش السوري إلى لبنان لوقف الحرب الاهلية التي دمرت لبنان في وقت كانت تتصارع فيه القوى العالمية الكبرى وإسرائيل على لبنان، وتمكن الأسد من فرض السلام وإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وساهم الجيش السوري بصد الهجوم الاسرائيلي على بيروت والجنوب مقدما آلاف الشهداء من الجنود السوريين لحماية لبنان، وكان توجه حافظ الأسد واضحا في دعم المقاومة حتى تمكنت من تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، ودعم القضية الفلسطينية والمطالية بالتضمان العربي، والوقوف في وجه المخططات الغربية، وتمكن الأسد من بناء بنية تحتية ضخمة في سوريا من المصانع والمدن والجسور والمشافي والمدارس وقاد عملية التنمية في سوريا حتى أصبحت سوريا دولة مصدرة للغذاء ولديها اكتفاء ذاتي، وكانت سوريا تحتل المركز الثاني عالميا في مجال الاستقرار الأمني. 

 ومن خلال علاقته الجيدة مع الاتحاد السوفييتي، أسس حافظ الأسد جيشا قويا مدججا، يعتمد على فكرة الردع، حيث حقق توازن الرعب مع الكيان الإسرائيلي، وتمكن من استيعاب الأكراد في سوريا فكانت سوريا خالية تماما من عوامل التوتر التي تشكلها المشكلة الكردية في الشرق الأوسط. بالاضافة إلى ترسيخ العلاقات الإيجابية مع الدول العربية.