رد دبلوماسي روسي غير مسبوق على العقوبات الأمريكية

02.01.2017

دفع التراجع الذي منيت به الإدارة الأمريكية الحالية في عدد من الملفات الدولية أمام الدب الروسي، الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما إلى القيام بآخر محاولة استفزازية ضد روسيا، حيث اعتبر 35 دبلوماسياً روسياً أشخاصاً غير مرغوب فيهم" في الولايات المتحدة وأعلن إغلاق مجمعين روسيين في نيويورك وماريلاند وفرض عقوبات على 9 كيانات وأفراد بينهم مديرية الاستخبارات الروسية وجهاز الأمن الفدرالي الروسي.

روسيا صاحبة الموقف القوي و الناجحة في ملفات عام 2016، ردت بشكل دبلوماسي غير مسبوق على الخطوة الأمريكية، وهذه المرة من قبل رئيسها فلاديمير بوتين، الذي صرح يوم الجمعة "الخطوات غير الودية الجديدة للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، هى استفزاز يهدف إلى مزيد من تقويض العلاقات الروسية - الأمريكية، مما يتعارض بوضوح مع المصالح الأساسية للشعبين "الروسى والأمريكى"، نظرا لأن روسيا والولايات المتحدة لديهما مسئولية خاصة، للحفاظ على الأمن العالمى، وعدم الأضرار بمنظومة العلاقات الدولية بأكملها".

وأضاف بوتين: "نحن لن نخلق مشاكل للدبلوماسيين الأمريكيين، ونحن لن نطرد أحد، ونحن لن نحظر على أسرهم وأطفالهم استخدام أماكن الراحة المعتادة لهم فى أيام العطل ورأس السنة الميلادية. وعلاوة على ذلك، أدعو جميع أولاد الدبلوماسيين الأمريكيين المعتمدين فى روسيا، إلى شجرة السنة الجديدة وعيد الميلاد فى الكرملين".

وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر»: «خطوة موفقة (من بوتين) بالنسبة إلى الإرجاء. لقد عرفت دائماً أنه شديد الذكاء»، في إشارة إلى استبعاد الرئيس الروسي معاملة واشنطن بالمثل بعد فرضها عقوبات على موسكو تضمنت طرد دبلوماسيين.
وقد سلط ترامب الضوء على تغريدته طوال النهار من خلال إبقائها في أعلى صفحته على تويتر، وقد أعادت السفارة الروسية في واشنطن نشر تغريدته على الفور.

ووجه بوتين رسالة بمناسبة رأس السنة إلى ترامب أعرب فيها عن الأمل «بأن تتخذ الدولتان إجراءات فعلية لإعادة آليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات» بعد تأدية ترامب القسم في كانون الثاني الحالي، بحسب بيان للكرملين.

من حهة أخرى أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التصريحات التي تزعم بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هو مرشح روسيا بعيدة عن الواقع وتصب في إطار الحرب الإعلامية التي تستهدف موسكو.
وقالت زاخاروفا في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: «إن تصريحات الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها حول أن روسيا كانت تراهن على ترامب وأنه مرشحها ليست سوى عنصر من عناصر الحرب الإعلامية علينا»، لافتة إلى أنه «بعد اتضاح حقيقة أن ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون هما المرشحان الرئيسيان أصبح واضحاً أن أحدهما يبني حملته الانتخابية بشكل كامل على أساس الخطابات المعادية لروسيا».
وأوضحت المتحدثة الروسية أنه «لم يكن هناك أي مرشحين موالين لروسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية بل كان هناك مرشح واحد يتسم بكراهية الروس».
ولفتت زاخاروفا إلى وجود انطباع بأن فريق الحزب الديمقراطي يحاول الانتقام من ترامب لفوزه في الانتخابات الرئاسية عبر اتخاذ قرارات سخيفة قبل شهر من توليه منصبه فالإدارة الأميركية التي تشارف على الرحيل لا تترك فرصة إلا وتنتهزها محاولة تخريب العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا غير مدركة أنه لم يعد هناك مجال لتخريبها أكثر.

وأشارت زاخاروفا إلى «أن الاتصالات بين موسكو وإدارة الرئيس الأميركي المنتخب ستبدأ بعد تسلمه المنصب رسمياً حيت سيتم حينها تحديد جدول اللقاءات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي الجديد لذلك فنحن بانتظار قدوم الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض». وأكدت زاخاروفا وجود جميع المقومات الكفيلة بالخروج من المأزق الذي أوصلت إليه الإدارة الأميركية العلاقات الروسية الأميركية.