احتمالات كسر العلاقات بين روسيا والأطلسي عام 2017

27.12.2016

يتوقع خبراء من أحد المعاهد البحثية في الولايات المتحدة RBTH إمكانية وجود تعارض بين موسكو ومنظمة حلف شمال الأطلسي بما يشكل تهديدا واضحا في العام القادم. ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟ المعهد يقدم أربعة سيناريوهات.

نشر مجلس العلاقات الخارجية، وهو منظمة أمريكية غير حكومية ومركز أبحاث في نفس الوقت تقريرا يذكر فيه احتمال قيام صراع بين روسيا والناتو لأول مرة في السنة القادمة وتم تقييمه في فئة التهديدات "العالية" واحتمالات وقوعه "متوسطة".

التهديد الأكبر الذي يذكره التقرير في عام 2017 هو "المواجهات العسكرية المتعمدة وغير المتعمدة" التي يمكن أن تنتج في أوروبا الشرقية. طلب المركز RBTH من الخبراء الروس إيضاح الخطوط العريضة لجوانب هذا الصراع وما هو الأمر الذي يمكن أن يقود موسكو والحلف إلى المواجهة.

1. الصراع العسكري في دول البلطيق

يقول المحللون ان الصراع في أوروبا الشرقية أصبح محتملا جدا نتيجة لتمركز قوات حلف شمال الاطلسي في الاقليم . وقد قرر الحلف مؤخرا إرسال وحدات عسكرية إضافية إلى دول الاقليم. يلاحظ بيوتر توبيشكانوف ، الباحث في مشاكل برنامج حظر الانتشار في مركز كارنيغي في موسكو أنه "نتيجة لوجود القوات على مقربة من بعضها البعض فإن احتمال المواجهة قد ينتج عن طريق الخطأ أو نتيجة لاستفزاز ما."

وحسب وجهة نظر توبيشكانوف ، فإنه في هذه الحالة لا يمكننا استبعاد حدوث تصعيد للصراع مماثل لذلك الذي وصفته بي بي سي في سلسلة مثيرة عام 2016 داخل غرفة قيادة الحرب. في هذا السيناريو، "إذا حدث نزاع في لاتفيا، فسوف تواجه روسيا الغرب مع احتمال وجود القرار أو عدم وجوده باستخدام الأسلحة النووية. توبيشكانوف يقول أنه على الرغم من هذا السيناريو الممكن، فأنه «ليس من المرجح أبدا"، لأنه "لا أحد في الغرب أو في روسيا يريد الحرب في أوروبا."

في الوقت نفسه، يرى اليكسي فينينكو من الأكاديمية الروسية للعلوم ومعهد الأمن العالمي، أنه في حالة واحدة فقط يمكن أن نتصور أن تقوم روسيا بالدخول إلى دول البلطيق - إذا حاولت قوات حلف شمال الاطلسي حصار كالينينغراد، الجيب الروسي في البلطيق.

2. اشتباك القوات الروسية وقوات الناتو في سوريا

موسكو وحلف شمال الاطلسي يمكن أيضا أن يتصادما في سوريا. الأمور قد تتفاقم سوريا اذا ما قررت الدول الغربية تحويل تهديداتها ضد الرئيس بشار الأسد إلى أفعال وبدء عمليات عسكرية ضد القوات الحكومية السورية.

ويقول المحللون إن في مثل هذه المواجهة العسكرية مع القوات الروسية والتي تدعم الجيش السوري أمر ممكن. ومع ذلك، وفقا لاناتولي تسيغانوك، الخبير العسكري والمحاضر في جامعة موسكو الحكومية في قسم السياسة العالمية، حتى من الناحية النظرية فإن مثل هذا مستبعد جدا في الأشهر المقبلة.

ويوضح أنه في المستقبل القريب سوف تنشغل الولايات المتحدة "بنقل شؤونها" لدونالد ترامب، والذي لن يكون لديه الوقت لسوريا. ثم يبدأ موسم العواصف الترابية في سوريا. لهذا السبب، فإن أي نوع من التصعيد ، لن يكون قبل نهاية شهر مارس.

ألكسندر جولتس، وهو خبير عسكري مستقل ومحرر ورئيس قسم النشر على الانترنت للمعارضة في المجلة اليومية Yezhednevny Zhurnal يربط الوضع في سوريا مع التغيير القادم في البيت الأبيض. الرئيس المنتخب في الولايات المتحدة دونالد ترامب قال باستمرار أنه من الضروري مراجعة نهج السياسة الخارجية لواشنطن، وهذا هو السبب في الوقت الحالي بصعوبة التنبؤ بأفعاله.

يقول جولتس ان الخبراء الذين تحدثوا عن خطر نشوب صراع في شرق أوروبا يستندون على الأحكام المعارضة لروسيا التي سادت في سياسات الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. هذا المنطق يكمن في صميم فكرة وجود صراع محتمل في سوريا. ومع ذلك، مع انتخاب ترامب الوضع السياسي قد يشهد حاليا تغيرا جديا.

3. التصعيد الناتج عن أوكرانيا

هناك أيضا احتمال لحدوث تصعيد بين موسكو والحلف الأطلسي بسبب أوكرانيا، على الرغم من أن هذا الاحتمال ليس عاليا. ويرتبط هذا "بشكل" الصراع في شرق أوكرانيا: رسميا تنفي روسيا وجود قواتها في المنطقة.

الأسباب السياسية مهمة أيضا. فدولتان من الدول الأربع التي شاركت في مفاوضات مينسك لتسوية النزاع الأوكراني وهما ألمانيا وأوكرانيا ستجري فيهما قريبا انتخابات رئاسية. في مثل هذه الظروف لا تحتاج هذه الدول إلى تصعيد النزاع الأوكراني، ناهيك عن زيادة المشاكل مع روسيا.

4. الهجمات في الفضاء الحاسوبي

يقتنع المحللون الروس أن أحد سيناريوهات التصعيد في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي لا يرتبط بالجغرافيا، ولكنه يرتبط بالتهديدات في الفضاء الإلكتروني. في الآونة الأخيرة تتهم الحكومة الامريكية القراصنة الروس بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. ويعتقد توبيشكانوف أن التصعيد في العلاقات بين روسيا مع إحدى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في الفضاء الإلكتروني مرجح جدا. ويقول إن الهجمات الإلكترونية بين الهند وباكستان قد تصبح جزءا طبيعيا من وجود النزاع بينهما.

ومع ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح تماما ما هو المقصود بالعدوان الإلكتروني وماذا على البلد الذي تعرض للعدوان القيام به. من الممكن "أن في حالة حدوث هجوم إلكتروني على محطة للطاقة النووية أو مرفق للنقل، فقد يتطلب أن يكون رد الفعل ذا طبيعة عسكرية تقليدية"، كما يقول توبيشكانوف.