إقتراب حل عقدة حلب.. تفاؤل روسي وتنازل أمريكي
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن احتمال التوصل قريبا إلى اتفاق روسي أمريكي، يضخ حدا لأزمة حلب، عبر خروج جميع المسلحين من المدينة.
وأكد الوزير الروسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلبيني في موسكو اليوم الاثنين، أن الاتفاق المرتقب يجب أن ينص على خروج جميع المسلحين، في حين سيتم التعامل مع من يرفضون الخروج، باعتبارهم إرهابيين.
وأشار لافروف إلى أن خبراء روس وأمريكيين سيبدأون العمل في جنيف قريبا، من أجل إتمام صياغة الاتفاق، مؤكدا أن لدى موسكو ما يبعث على الأمل في نجاح الجهود الروسية الأمريكية من أجل إنهاء قضية حلب، وإعلان وقف إطلاق النار هناك وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأوضح لافروف أن اقتراح نظيره الأمريكي جون كيري حول تسوية الوضع في حلب، ينص على مسارات معينة لخروج المسلحين من حلب ومواعيد محددة لهذه العملية. وكان كيري قد سلم اقتراحاته للجانب الروسي خلال لقائه لافروف في روما يوم الجمعة الماضي، وعلق وزير الخارجية الروسي على تلك الاقتراحات، قائلا إنها تتناسب مع المقاربات الروسية الأساسية بشأن سوريا.
وأضاف لافروف"ننطلق من أن الأمريكيين، عندما قدموا مبادرتهم حول ضرورة خروج جميع المسلحين من حلب الشرقية، كانوا يتفهمون تماما ما هي الخطوات المطلوب اتخاذها من جانبهم ومن جانب حلفائهم الذين لهم تأثير على المسلحين المتخندقين في شرق حلب".
وأكد أن الجانب الروسي كان مستعدا لبدء المشاورات اعتبارا من يوم الاثنين 5 ديسمبر، لكن واشنطن طلبت تأجيل لقاء الخبراء قليلا، ومن المتوقع أن تبدأ تلك المشاورات، مساء الثلاثاء أو صباح الأربعاء.
وأضاف "آمل أن تستغل واشنطن هذه المهلة التي طلبتها، من أجل استخدام كافة القنوات المتاحة من أجل تنفيذ مهمة إخراج جميع المسلحين من حلب الشرقية".
وبشأن مواضيع المشاورات الروسية الأمريكية القادمة، أوضح لافروف أنها ستركز على مسارات خروج المسلحين، ومواعيد هذه العملية، مؤكدا أن وقفا لإطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في حلب فور تنسيق كافة التفاصيل.
وشدد لافروف على أن أولئك المسلحين الذين سيرفضون الخروج من المدينة بحلول الموعد المتفق عليه، سيُعتبرون إرهابيين. وأوضح قائلا: "إننا سنتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين، وسندعم عملية الجيش السوري ضد مثل هذه العصابات".
وأضاف: "في حال جاء التعاون الروسي الأمريكي حول هذه المسائل بنتيجة (ولدينا ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه سينجح) فسيتم حل قضية حلب الشرقية".
وعن مشروع القرار الجديد في مجلس الأمن حول حلب، أكد لافروف أنه يزعزع الجهود الروسية الأمريكية بهذا الشأن ، محذرا من أن طرح مشروع القرار الجديد حول حلب للتصويت في مجلس الأمن الدولي، يعد أمرا ضارا لا ينسجم مع المشاورات الروسية الأمريكية حول تسوية الأزمة.
وأضاف الوزير أن هذا المشروع المقدم إلى مجلس الأمن، يتعارض والمقاربات التي تنسقها موسكو وواشنطن حاليا بصفتهما الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سوريا.
وذكر بأن الحديث في هذا المشروع يدور ليس عن خروج المسلحين، بل عن وقف فوري لإطلاق النار، دون توجيه أي مطالب بهذا الشأن إلى هؤلاء المسلحين، بل يمهلهم 10 أيام ليحسموا موقفهم من نظام وقف إطلاق النار.
وشدد لافروف على أن موسكو، انطلاقا من الخبرة المكتسبة خلال فترات التهدئة السابقة في حلب، لا تشكك في أن المسلحين سيستغلون هذه المهلة لإعادة نشر قواتهم، وللحصول على التعزيزات، وهو أمر سيعرقل تطهير حلب الشرقية من وجودهم.
ووصف طرح هذا المشروع الذي من المتوقع أن يصوت عليه مجلس الأمن الاثنين، بأنه "خطوة استفزازية تزعزع الجهود الروسية الأمريكية".
وكان لافروف قد كشف السبت 3 ديسمبر/كانون الأول، عن تلقيه من نظيره الأمريكي جون كيري، مقترحات حول تسوية في حلب "تنسجم مع المواقف التي تتمسك بها روسيا".
وقال لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو السبت 3 ديسمبر/كانون الأول مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا، إن كيري سلمه تلك المقترحات أثناء المباحثات بين الوزيرين في روما يوم أمس الجمعة 2 ديسمبر.
وأشار إلى أن المباحثات الروسية الأمريكية بشأن سوريا فشلت حتى الجمعة الماضية بسبب "سعي الجانب الأمريكي إلى طرح بنود إضافية على اتفاقاتها مع موسكو، تمنح غطاء لمسلحي جبهة النصرة".
وشدد رئيس الدبلوماسية الروسية على ضرورة ألا تكون مشاورات جنيف الممكنة مجرد "لقاء من أجل ذاته"، على حد قوله، بل ينبغي أن تتوج بتحديد مواعيد دقيقة لاتخاذ الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة في حلب.
وأوضح لافروف أن هذه الخطوات المنسقة مع الجانب الأمريكي يجب أن تضمن انسحاب جميع المسلحين، دون استثناء، من شرق حلب، ما سيتيح إيصال مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة، وتطبيع الأوضاع فيها.
وذكر الوزير الروسي أن سبب انهيار الاتفاقات السابقة بين موسكو وواشنطن حول سوريا يكمن في عجز الولايات المتحدة عن الفصل بين المجموعات المتطرفة وفصائل المعارضة المعتدلة.