مجازر "التحالف" في الموصل.. غارة أمريكية تقتل عائلة عراقية بأكملها

02.11.2016

قُتل 8 مدنيين من عائلة واحدة، 3 منهم من الأطفال، في غارة جوية أميركية على منزلهم على بعد بضعة كيلومترات خارج مدينة الموصل، وفقاً لما ذكره أقاربهم ومسؤولون والقوات الكردية التي تقاتل في المنطقة.

وجاء الهجوم بعد أسبوع من القتال العنيف في قرية الفاضلية، حيث تقاتل القوات العراقية والكردية، المدعومة من قبل القوات الجوية للتحالف، مقاتلي داعش، كجزء من حملة لاستعادة ثاني أكبر مدينة في العراق.

وأظهرت لقطات مصورة القرويين وهم يبحثون عن الجثث في كومة من الأنقاض التي كانت منزلهم بالأمس القريب. وقد ضرب المنزل مرتين، وتطاير بعض الركام والشظايا لمسافة تصل إلى 300 متر.

قال قاسم، شقيق أحد القتلى، عبر الهاتف من القرية "نحن نعرف الفرق بين الغارات الجوية والمدفعية وقذائف الهاون، عشنا لأكثر من عامين محاطين بالقتال". كما أكدت القوات التي تقاتل في المنطقة، وكذلك النائب المحلي، أنهم قتلوا في غارة جوية.

وقالت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربات جوية "في المنطقة التي ذكرت في هذه المزاعم" في 22 أكتوبر/تشرين الأول، وأن "التحالف يأخذ مزاعم سقوط ضحايا من المدنيين على محمل الجد، وسوف يواصل التحقيق في هذا التقرير لتحديد الوقائع".

ويزيد هذا الحادث من المخاوف بشأن المخاطر على العراقيين العاديين المحاصرين الآن في المدينة. فقد حذر المسؤولون ووكالات الإغاثة منذ عدة أشهر بأن الجهود الرامية إلى طرد داعش من آخر معقل رئيسي له في العراق قد تكون لها تكلفة إنسانية عالية، سواء بالنسبة لمئات الآلاف من المدنيين المتوقع أن يفروا من القتال، أو أولئك الذين لا يستطيعون مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين.

وتعهدت القوات الكردية والعراقية ومؤيدوهم بحماية المدنيين وإعطاء المقاتلين المأسورين حقوقهم القانونية. لكن جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية تقول إن شدة المعركة وطبيعة تكتيكات "داعش" تؤديان إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين من الغارات الجوية.

في قرية الفاضلية، كان جميع القتلى من عائلة واحدة. ينتمي قاسم وشقيقه سعيد، وعامر الذي قتل، إلى الأقلية السنية. آثروا تحمل قسوة الحياة في ظل حكم داعش على مواجهة العوز في مخيمات اللاجئين، وحتى عطلة نهاية الأسبوع الماضية، كانوا يظنون أنهم قد نجوا.

كان سعيد في المنزل، يصلي ويدعو أن تنتهي المعركة الدائرة بالخارج، حين سمع انفجاراً ضخماً. عندما صاح أحد الجيران أن القنبلة قد سقطت بالقرب من منزل شقيقه، على بعد نصف كيلومتر عند سفح جبل بعشيقة، ذهب مسرعاً ليجد أن ما كان يخشاه قد حدث.

قال سعيد عبر الهاتف، وهو يبكي بمرارة، "كنت أرى جزءاً من جسد ابن أخي تحت الأنقاض. كلهم قتلوا". قُتل أخوه وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجة ابنه وحفيداه. ثلاثة من الضحايا كانوا أطفالاً، وبلغ عمر أكبر الضحايا 55 عاماً، وأصغرهم عامين.

وأضاف سعيد "ما فعلوه بأسرة أخي كان ظالماً، لقد كان مزارع زيتون وليس له صلة بداعش". بناته الثلاث اللواتي فررن إلى مخيمات اللاجئين مع أزواجهن، وزوجته الثانية التي تعيش في الموصل، لا يزالون على قيد الحياة.

حاول سعيد وقاسم إخراج الجثث لدفنها، ولكن القتال كان شديداً، حتى أنهم اضطروا إلى التراجع إلى منازلهم وترك أحبائهم حيث قتلوا لعدة أيام.

هذه ليست أول مرة يقصف فيها التحالف المدنيين في الفاضلية، وأكد ضابط البيشمركة المكلف بتوفير إحداثيات الغارات الجوية أن المنطقة مصنفة كمنطقة حساسة على الخرائط المستخدمة لتخطيط الغارات، نظراً لوجود عدد من المدنيين.

وقال إنه من المرجح أن تكون الغارة الجوية أميركية، لأن الكنديين قد أنهوا الغارات الجوية في المنطقة في شهر فبراير/شباط. وأضاف، طالباً عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام "الأميركيون هم المسئولون. أستطيع أن أقول أني متأكد بنسبة 95٪ أن هذه الضربة نفذت من قبل الأميركيين".

كما أكد ملا سالم الشبكي، النائب العراقي الذي يمثل الفاضلية، نبأ سقوط ضحايا، وقال إن السبب كان الضربات الجوية، وكذلك فعل مسؤول محلي، طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه لا يزال له أقارب داخل القرية، ويخشى وجود فلول داعش بالمنطقة.

وأضاف الشبكي "إننا ندعو التحالف لوقف قصف القرى لأن هناك الكثير من المدنيين في هذه المناطق. الجثامين لا تزال تحت الأنقاض، يجب أن يسمح للناس بدفن ذويهم".