الجيشان السوري والتركي في معركة الباب، الرقص على حافة الهاوية؟

09.02.2017

تختلف آراء الخبراء العسكريين والسياسيين حول الجهة التي ستدخل مدينة الباب شمال شرق حلب، ففي الوقت الذي تتقدم فيه "قوات درع القرات" المدعومة تركيا ببطئ على أطراف مدينة الباب من الجهة الشمالية والغربية لمدينة الباب، تتقدم وحدات الجيش السوري من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية، وفي حين كانت قد صدرت تصريحات رسمية تركية بأن تركيا لن تسلم الباب للجيش السوري، إلا أن تقدم وحدات الجيش السوري المتواصل باتجاه المدينة يشير إلى إرادة سورية بتطهير الباب من داعش ومنع دخول الجيش التركي إلى المدينة.

من جانبها جددت القوات المدعومة من تركيا أمس هجومها على بلدة بزاعة الواقعة شمال الباب، في محاولة منها استعادة بسط سيطرتها عليها للمرة الثالثة على التوالي. وبدعم من المقاتلات التركية، ووحدات خاصة من الجيش التركي بدأت عملية عسكرية جديدة تهدف للسيطرة على بزاعة، حيث تدور معارك عنيفة على أطراف البلدة وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين التنظيم و«درع الفرات» دون أي تقدم يذكر للأخيرة حتى الآن، وفق «رأي اليوم». في هذا الوقت تحدثت مصادر محليه بأن المنطقة الجنوبية داخل مدينة الباب قد خرجت عن سيطرة تنظيم داعش إثر اشتباكات بين التنظيم وأهالي الجزء الجنوبي على خلفية محاولة التنظيم الاستيلاء على بيوتهم.
وإذ تعيش المدينة سباقاً محموماً لتحريرها من داعش لا يمكن التنبؤ حتى الآن من هي القوة التي سترفع رايتها فوق المدينة.

وتقدم الجيش العربي السوري باتجاه مدينة الباب، وسيطر على تل العويشنة وقطع الطريق الواصل إلى المدينة، وأصبحت قواته مشرفة تماماً على طريق إمداد تادف جنوب الباب وباتت على بعد 2 كم فقط عنه، لتصبح بذلك المسافة التي تفصل بينه وبين القوات التركية الداعمة لعملية «درع الفرات»، تقارب الـ4 كم. وتواصل وحدات الجيش السوري في هذه اللحظات تقدمها باتجاه بلدة ابو طلطل جنوب تادف وسط معارك عنيفة مع ارهابيي داعش.

وأفادت التقارير أن انتحاريين من داعش استهدفا بمدرعتين مفخختين المجموعات المسلحة التركية التي دخلت منطقة المستشفى، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة طليعة القوة التركية ومَن معها من الميليشيات السورية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه على مداخل المدينة، بانتظار بدء تقدّم الجيش السوري، بينما تتولى موسكو تنظيم قواعد الاشتباك منعاً لتصادم تركي سوري هناك.

ووفقا لقواعد الاشتباك المتفق عليها دوليا في سوريا، فإن المنطقة التي تعتبرها القيادة السورية خطا أحمرا، لا يمكن لأي طرف كسر هذا الخط الأحمر السوري، تفاديا لأي توتر إقليمي، فأوراق القوة في سوريا لا يستطيع أي طرف إنكارها أو التهاون بها، وهي نفسها التي منعت إدارة أوباما من قصف سوريا عام 2013 عندما اخترعت الولايات المتحدة ذريعة "استخدام الكيميائي". وخاصة أن القيادة في سوريا تجيد سياسة "اللعب على حافة الهاوية". ولكن أيضا لا يمكن التخمين فيما يتعلق بقرار أردوغان حول الباب، ولكن يمكن القول إنه في حال دخول تركيا لمدينة الباب، فإن تبعات هذ الدخول ستفرض على تركيا الانسحاب خلال مدة قصيرة وتسليم الباب للجيش السوري.