على الصين أن تبقى خارج فوضى شبه الجزيرة الكورية

27.09.2016

التقى وزراء خارجية الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في نيويورك الأحد الماضي، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأصدروا بياناً مشتركاً حول التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية، وهو الوثيقة الأولى لوزراء خارجية البلدان الثلاثة منذ 2010.

وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ- سي، قال إن الأطراف الثلاثة يعتقدون أن على كوريا الشمالية دفع ثمن استفزازها الأخير. أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فحضّ بيونغيانغ على تجميد خططها النووية حتى "يمكن جمع الدول معاً لبدء مفاوضات جادة حول المستقبل".

وبالاستناد الى صور الأقمار الاصطناعية من المصادر المفتوحة، يعتقد المحللون أن كوريا الشمالية ربما تكون قد أنجزت الاستعدادات اللازمة لثلاثة اختبارات نووية إضافية قد تُجرى في أي وقت، وفقاً لوسائل إعلام أميركية وكورية جنوبية.

ويظهر بيان الوزراء الثلاثة الموقف المتشدّد لبلدانهم نحو كوريا الشمالية، لكنه يكشف أيضاً قلقها من واقع أن كوريا الشمالية قد تجري تجارب نووية جديدة، وأن العقوبات الدولية تكاد تكون بلا أثر. وعلى الأرجح، يشعر الوزراء بالتشاؤم حيال حلولهم، لكن عليهم ادعاء أنهم يقفون الموقف الحازم.

كانت كوريا الشمالية قادرة على مقاومة ضغط العقوبات الدولية. وفيما تشدد سيول وواشنطن وطوكيو العقوبات، تقدمت بيونغيانغ بتجاربها النووية والصاروخية. حازت بيونغيانغ على المبادرة، على الأقل على المدى القريب. الأسوأ، أن بيونغيانغ في عزلتها الشديدة، تبدو كأنها تسيء استخدام المبادرة وتدفع الوضع الى حده الأقصى. في المرحلة الحالية، يظل التهديد النووي الكوري الشمالي عند المستوى النظري. لكن ماذا سيحصل إن أصبح التهديد الموجّه الى الولايات المتحدة حقيقياً وعاجلاً؟ يسود اعتقاد أن قادة بعض الجهات المعنية بحثوا في وسائل غير تقليدية.

تكاد الصين لا تملك تأثيراً في كوريا الشمالية. وليس في وسعها إقناع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان بوجهة نظرها. وعلى رغم الجهود الضخمة التي تبذلها الصين، يسير الوضع في دوامة لا تسيطر الصين عليها. وتعارض الصين الحروب والفوضى في شبه الجزيرة الكورية، لكن ذلك لا ينبغي أن يصبح سبباً لتتحمل عبء المسؤولية الأكبر.

وفي حال وقعت المواجهة بين كوريا الشمالية والدول الثلاث المذكورة واتخذت منحى غير عقلاني، على الصين أن تدرس إمكان تجنّب مواجهة كهذه. في هذه الأثناء، عليها تطوير قدرتها التي تتيح لها البقاء في منأى عن الفوضى. لا ينبغي للصين أن تسمح للأطراف الأخرى بأن تتوقع منها ما لا مكان له في الحقيقة.

وعلى الصين تعزيز قدرتها على تجنّب تهديد الأزمة في شبه الجزيرة للمصالح الصينية. وفي وسعها رسم خطوط حمر على غرار ألا يكون موقع التجربة النووية الكورية الشمالية شديد القرب منها، وألا يهدد الانتشار العسكري الكوري الجنوبي والأميركي الصين تهديداً مباشراً.

وتستطيع الصين ترك الأعمال العدائية بين الجانبين على حالها. وعندما يشعرون جميعاً بالخشية من الحرب الممكنة، قد يرغبون في الإنصات الى الصين وتقديم تنازلات متبادلة بوساطة صينية.

ولا يعني الحفاظ على موقف هادئ ومتواضع أن الصين ستتخلى عن نفوذها في شمال شرقي آسيا. بل تستطيع الصين رفع مستوى ردعها النووي وأن يكون لها القول الفصل في مسألة شبه الجزيرة.

وعلى الصين الاستعداد لسيناريو الحالة الأسوأ في شبه الجزيرة الكورية، وأن تتحرك في الوقت عينه في الاتجاه الأفضل الذي يجعلها تشعر بالارتياح على المستوى الاستراتيجي.

موقع "غلوبال تايمز" الصيني