انتهت تدريبات "التعاون البحري - 2016" الروسية الصينية، والتي جرت في مياه بحر الصين الجنوبي.
وشارك في المناورات غواصتان و20 سفينة، و20 طائرة ومروحية، وأكثر من 250 من مشاة البحرية، و12 ناقلة جند مدرعة وبرمائيات مدرعة. ومثل أسطول المحيط الهادئ بمفرزة من السفن المضادة للغواصات "الأميرال تريبوت"، "الاميرال فينوغرادوف"، وسفينة الإنزال الكبيرة "بيريسفيت" والساحبة البحرية "آلاتاو" والناقلة "بيتشينغا". وخلال هذه التدريبات، نفذت عمليات مختلفة، بما في ذلك برمائية على الشاطئ. وخلال الحفل الختامي، قال نائب الأدميرال في البحرية الروسية الكسندر فيدوتينكوف انه راض عن النتيجة. "لقد أظهر البحارة القدرة على أن يكون أقوى من التهديدات التي تحدث في المحيطات"، وأضاف أن التدريبات الروسية غير موجهة "ضد أي بلد ثالث."
ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذه المناورات تقام في بحر الصين الجنوبي، في مياه الصين - قبالة ساحل مقاطعة قوانغدونغ، يعتبر في الغرب مظاهرة لدعم بكين بشأن قضية المناطق المتنازع عليها، وبالتالي تجاهل قرار المحكمة الدولية، التي وقفت إلى جانب الفلبين وفيتنام. وبالإضافة إلى ذلك، يرى محللو الولايات المتحدة أن تصرفات روسيا تجري في سياق الحرب الباردة والتعاليم المرتبطة بها في بحر الصين الجنوبي، والرغبة في تحقيق مكاسب للصين للحصول على موطئ قدم هناك، ومع النشاط في بحر الصين الشرقي، حيث أن الصين لديها أراض متنازع عليها مع اليابان، كما روسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، جرت التدريبات على خلفية جولة أخرى من التوتر في اليابان، حيث بالأمس كانت هناك مظاهرات حاشدة ضد اعتماد التعديلات على قانون الدفاع المشترك، التي تنص على أن اليابان يجب أن يدعم الحملة العسكرية الأميركية، وليس فقط في منطقة المحيط الهادئ. لذلك، تخطط الحكومة اليابانية لإرسال كتيبة إلى السودان، حيث ستنضم إلى قوات الولايات المتحدة. التدريبات الروسية الصينية تستخدمها واشنطن كحجة للتوقيع المبكر على التعديلات التي تنتظر التصديق أكثر من عام. وبالمثل، فإن اختبارات كوريا الشمالية أصبحت ذريعة، وحجة لنشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في كوريا الجنوبية.
على الرغم من حقيقة أن التدريبات تم الإعلان عنها مسبقا، وصفها قادة الناتو مرة أخرى بالمفاجئة، مع التعليق على حجمها الكبير. لذا الناتو يفقد بسرعة الثقة من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي ينوي تأسيس جيشه الخاص، ويحاول الناتو فرض بطريقة أو بأخرى نفسه على الاتحاد الأوروبي، الذي، بدوره، هو أيضا في حالة حرجة. على هذه الخلفية، وقد أصدرت عدة دول أوروبية ملخصات وتقارير مخصصة لـ"التهديد الروسي"، من بينها - السويد، التي ذكت أن البيانات عن طبيعة "التهديد" سرية بحيث أنها مجهولة. المملكة المتحدة تعاني أيضا من الخوف من روسيا، لذلك، في التقرير الذي أعد لوزير الدفاع، جاءء أن الجيش البريطاني لن يكون قادرا على مقاومة التهديد الروسي في حالة الاشتباكات المسلحة. وتضم الوثيقة من عشر صفحات مجموعة من الحجج التي تختزل إلى استنتاج مفاده أن الوزارة ليس لديها ما يكفي من التمويل.