الصراع الأطلسي الأوراسي حول الباب

13.09.2016

فيما يتركز كل الاهتمام في الحرب السورية على العاصمة الصناعية والتجارية للبلاد حلب، فإن لمدينة الباب أهمية إستراتيجية. منذ عام 2013 تمت السيطرة على هذه المدينة من قبل داعش وهي الآن تواجه القوتين  الأوراسية والأطلسية على حد سواء.
منذ بدأت  القوات المسلحة التركية عملية "درع الفرات" في شمال سوريا أنجزت خطوة مهمة في تغير مسار الحرب الدائرة منذ ست سنوات في المنطقة. هناك خطة لضرب حلفاء الولايات المتحدة في المجال الذي يتواجد فيه مقاتلو  حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية  PYD / YPG، وقد تم الإعلان عن الهدف الجديد في نهاية أغسطس – وهو مدينة الباب. قامت تركيا بالخطوة التالية المكملة لخطتها في 3 سبتمبر أيلول حيث دخلت القوات المسلحة التركية أخيرا مدينة كوباني  في منطقة كيليس وحققت السيطرة على الحدود. النقطة الإستراتيجية لتغيير مسار الحرب هي مدينة الباب لأنها بوابة لمركز سوريا الصناعي والتجاري، مدينة حلب. فماذا يعني هذا بالنسبة لجميع الأطراف؟ لماذا تعتبر الباب مدينة في غاية الأهمية؟ وهنا يكمن الجواب ...
أهمية الباب بالنسبة لتركيا
الباب، حتى عام 2012، لم تكن عاملا فاعلا في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا بشكل عام. ومع ذلك حدثت اشتباكات بعد المظاهرة التي نظمت في المدينة في 20 أبريل 2012، سهلت السبيل للمعارضة لكسب قاعدة سياسية في المدينة. في مايو من العام نفسه، وحتى منتصف يوليو، تمكنت المعارضة من إنشاء مجموعات من المسلحين في المدينة. في 18 يوليو عام 2012  تم الاستيلاء على مقر الحكومة في المدينة. وفي نوفمبر تشرين الثاني 2013، تمت السيطرة على الباب من قبل داعش.
داعش تسيطر منذ عام 2013 على الباب حيث أغلبية السكان من العرب السنة. مدينة الباب تملك موقعا ذا أهمية إستراتيجية حاسمة بالنسبة لتركيا. وفي هذا السياق، فالباب هي الممر إلى حلب - العاصمة الصناعية والتجارية في سوريا، وكذلك الدخول من خلالها  إلى كانتون كردي في عفرين يسيطر عليه حزب الاتحاد اديمقراطي / PYD.
في هذه الحالة فإنه من خلال السيطرة على اعزاز  وجرابلس، تستطيع تركيا أن تشكل ضربة كبيرة ضد خطط إنشاء ممر إرهابي يعمل ضد تركيا. أصبحت الباب هدفا إلزاميا ثانيا في إستراتيجية منع الإرهاب والممرات، فضلا عن إمكانية إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا.
أهمية الباب للولايات المتحدة و PYD
حزب الاتحاد الديمقراطي بدعم من الجيش الأميركي استولى على  منبج في 12 أغسطس آب. وقد أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي في أغسطس أن الهدف القادم سيكون الباب وأعلن عن إنشاء المجلس العسكري في الباب. ويفسر التركيز من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي على الباب من خلال مصلحته  بخلق ممر من منبج التي تقع غربا، لذلك فالتوسع هي الفكرة التي يعمل عليها الحزب. نصح وكيل المخابرات المركزية الأمريكية السابق هنري باركي  حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بكسب تأييد الولايات المتحدة كورقة رابحة قوية. في هذا السياق، قال انه يعتقد أن حزب الاتحاد الديمقراطي يحتاج أيضا لاحتلال  مساحة أكبر من أجل أن يكون له رأي وازن في المفاوضات. ووفقا لباركي، احتلال الباب من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، إذا نجح، سيعني استمرار العملية نحو حلب. وهذا يعني بالفعل إنشاء الممر الكردي.
أهمية الباب لداعش
الباب هي أكبر منطقة في ريف حلب وهي أيضا موطئ قدم مهم للغاية بالنسبة لداعش بسبب المركز الصناعي لمدينة حلب ولأن تمركز داعش في الباب هو أكبر تمركز بعد الرقة. ومن المعروف أن داعش  يزيد من تعداده بشكل كبير في هذه المنطقة. ولكن قبل كل شيء، فللمدينة والمنطقة أهمية بالنسبة للمراجع الدينية حيث تقع بلدة مرج دابق على بعد 35 كم من الباب. حيث يسود الاعتقاد أنه في هذا المكان ستكون المعركة النهائية حسب علم آخر الزمان ، وبالتالي  يستخدم داعش سيطرته على المنطقة بهدف تجميع  المسلمين ليأتوا إلى المنطقة وينضموا إلى المعركة النهائية.
أهمية الباب لسوريا وروسيا
يقوم الجيش السوري بإبقاء مركز مدينة حلب تحت الحصار، حيث تسيطر عليه المعارضة. الطائرات الروسية أيضا تقدم الدعم لتوجيه ضربات جوية ضد المجموعات المحاصرة. مؤخرا أعلنت المعارضة أنها كانت تعمل على كسر الحصار من خلال فتح ممر في الشمال الغربي بعرض 2.5 ميل ، ولكن الجيش العربي السوري أكمل الحصار وأعلن أنه قطع طرق الإمداد. الباب مهم لهم لأنه بمثابة البوابة الشمالية لحلب، والسيطرة عليه تقطع خطوط الإمداد التي تغذي العناصر الإرهابية في حلب، إضافة للأهمية الكبيرة لتعزيز القوات المسلحة في الشمال.