الحرب الأهلية القادمة في العالم الإسلامي

09.03.2017

زعزعة استقرار العالم الإسلامي هو الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة من أجل القضاء على أية أقطاب يمكن أن تكون بديلة لهيمنتها. 
المقدمة
عندما انتهت الحرب الباردة سلميا عام 1989 مع انهيار الكتلة الشيوعية التي يقودها الاتحاد السوفييتي، وظهر الأمل ببناء "سلام عادل وبعالم آمن وديمقراطي" في أذهان الكثير من الناس. استحضر الخطاب المتشدد للعولمة، والذي ترافق مع التطورات في مجال الاتصالات والنقل في جميع دول العالم، وازداد التفاعل والتعاون بين الدول في السياسة والتجارة والسياحة والثقافة. وقد افترض العديد من المفكرين من دعاة الديمقراطية والحرية والمساواة، بأن الولايات المتحدة ستقود العالم إلى نظام دولي عادل ، وسيتم الابتعاد عن فرض هيمنة على أية دولة في العالم. 
للأسف كان الواقع عكس ذلك تماما. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وعدت الروس أنه إذا أنهى الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة سلميا ، فإن الغرب لن يتقدم ولو حتى سنتيمترا واحدا نحو الشرق ، ولكن انضمت الدول الشيوعية السابقة الاثني عشر إلى حلف شمال الأطلسي، وتم نشر قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في دول البلطيق وبولندا ورومانيا. وبدأ حتى التوأمان (الروس والأوكرانيين) بالقتال ضد بعضهما البعض في أوكرانيا بسبب استفزازات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعزل أوكرانيا عن مجال العالم السلافي ودمجها في الكتلة الغربية كمنطقة عازلة واستغلال اليد العاملة الرخيصة والسلع ذات النوعية الجيدة، وتأمين سوق تصدير لمنتجات الاتحاد الأوروبي الذي يتكون من 45 مليون نسمة.
الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة هي دائما عرقلة أي قطب من السيطرة على قلب الأرض (هارتلاند) أوراسيا. وعلى افتراض نفسها أنها الحاكم الوحيد في العالم الذي لا يقهر، فقد اختارت الولايات المتحدة العالم الإسلامي كهدف ثان يجب أن يتم إضعافه وتمزيقه. بعد انهيار الكتلة الشيوعية والسيطرة على محيط روسيا، كان قرار الولايات المتحدة بالحرب ضد العالم الإسلامي حاسما جدا للقضاء على القطب المحتمل الذي يمكن أن يقوي قلب الأرض (هارتلاند)، والذي يمكنه في المدى الطويل أن يحد من هيمنة الولايات المتحدة، وخاصة إذا تمكن من تأسيس تحالف مع العالم السلافي أو مع الصين ودول المحيط الهادئ. ومما لا يثير الدهشة، أن الولايات المتحدة لم تضيع أي وقت، فبعد 434 يوما فقط  من سقوط جدار برلين، غزت العراق في الأيام الأولى من عام 1991.
لماذا تم اختيار العراق أولا كأول دولة يتم زعزعة استقرارها؟
لقد تم اختيار العراق بوعي كامل كهدف وكبلد أكثر ملاءمة لتغزوه الولايات المتحدة بهدف تحقيق زعزعة استقرار العالم الإسلامي. عندما نتحدث عن العالم الإسلامي، فإننا نعني أساسا العرب والأتراك والفرس، والأكراد من حيث العرق، والسنة والشيعة من حيث الطوائف. بالطبع، هناك أعداد كبيرة من المسلمين الذين يعيشون في أجزاء أخرى من العالم مثل باكستان وإندونيسيا وغيرها، ولكن وسط أو قلب العالم الإسلامي هو بلاد ما بين النهرين.
يتكون الشعب العراقي من العرب السنة والعرب الشيعة والأكراد السنة، والأكراد السنة والشيعة من الأتراك (التركمان)، ويحيط بالعراق كل من إيران وتركيا وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت. وبالتالي لا تنبع أهمية العراق فقط من موقعه الجغرافي ، ولكن أيضا بتفرده كمثال صغير عن العالم الإسلامي من حيث الأعراق والطوائف، وهو البلد الأكثر ملاءمة لزعزعة استقرار العالم الإسلامي بأسره.
من ناحية أخرى، كان يحكم العراق من قبل صدام حسين منذ عام 1979، وانخرط في الحرب ضد إيران بين عامي 1980 و 1988. وقد أيدت معظم الدول العربية "باستثناء سوريا" العراق ضد ايران لتحقيق رغبة الولايات المتحدة في الشرق. لكن نصف سكان العراق من الشيعة العرب حاربوا ضد بلد شيعي. وعلاوة على ذلك فإن الاضطهاد الذي حصل للأكراد في شمال العراق من قبل نظام صدام حسين، والمذابح في حلبجة التي استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية، هي أمور لا تنسى من قبل الأكراد.
ونتيجة لذلك، فإن عهد صدام حسين السني مهد الطريق للتوترات بين السنة والشيعة والعرب والفرس والأكراد. الولايات المتحدة استغلت الوضع وبدأت بزعزعة استقرار العالم الإسلامي من العراق مع حرب الخليج الأولى عام 1991، وأخيرا الغزو المباشر له عام 2003.
سارت الأحداث كما هو مخطط له من قبل الولايات المتحدة، فكان العراق مقسما في الواقع إلى ثلاثة أجزاء، في شمال البلاد، تأسست حكومة للأكراد مستقلة تتمتع بحكم شبه ذاتي، وفي الجنوب وبغداد حكم العرب الشيعة، وفي المركز عاش السنة دون إدارة. بدأت حوادث التفجير تحدث بين السنة والشيعة مما أدى إلى زيادة التوتر في البلاد بين الطائفتين. الشيعة والأكراد أسسوا جيوشهم شبه النظامية من الجيش الوطني العراقي. وبسبب التناحر بين الطوائف والأعراق يرافقه القتال ضد الغزو الأميركي، وجدت المنظمات السلفية المتطرفة قاعدة لها بين العرب السنة والتي أسفرت في نهاية المطاف عن إنشاء ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). من ناحية أخرى، فإن وجود منطقة الحكم الذاتي الكردية في الشمال هدد تركيا وسوريا وإيران، التي تعيش فيها أقليات كردية. ولهذا كله تم فتح صندوق العجائب (صندوق باندورا) في العالم الإسلامي.
نموذج الحرب الأهلية في العالم الإسلامي
حاليا، يستمر الصراع في العراق بين العرب السنة والشيعة وبين العرب والأكراد. وبعد استعادة معظم الموصل من داعش، فإن مصير البلاد سيكون أكثر وضوحا. في الجنوب يعتمد العرب الشيعة على إيران، بينما للسنة العرب تمثيل في الحكومة العراقية والى حد ما تقوم تركيا والمملكة العربية السعودية بمحاولة تمثيل مصالحهم. والأكراد منقسمون أيضا، فأكراد البارزاني قريبون من تركيا في حين أن الجانب الطالباني أقرب إلى إيران. للأسف، في مثل هذه الحالة فالعراق أبعد ما يكون عن الوحدة والاستقرار في المستقبل القريب.
كانت الحرب في السورية هي المشهد الأكثر إيلاما والأكثر دموية في ما يسمى ب"الربيع العربي" (ومن الأفضل أن نقول "بالشتاء العربي"). وقد تأثرت فيها سلبا كل الطوائف والأقليات والأعراق بدون استثناء– وكذلك تشتبك أيضا تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية بشكل مباشر أو عن طريق الوكلاء وتقاتل بعضها البعض في الحرب الأهلية السورية. على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار عموما في البلاد بين الفصائل المسلحة "المعتدلين" والجيش السوري، فإن الجيش السوري يحارب داعش والتقدم مستمر، ويستمر التوتر والاشتباكات بين تركيا وأكراد سوريا والتدخلات العسكرية  المباشرة التركية والروسية في سوريا، وتدفق المسلحين الأجانب من الخارج. الوضع الحالي في سوريا مشابه للعراق من حيث الانقسام الإقليمي وظروف زعزعة الاستقرار.
الحرب الأهلية اليمنية اعتمدت على الخلافات الطائفية بين العرب السنة والعرب الشيعة وقسمت البلاد، والمملكة العربية السعودية مع حلفائها العرب قد تدخلوا مباشرة. وليس هناك أي أمل بإنهاء الصراع في المدى القصير، وهذا هو مسرح الحرب بين السعودية وإيران.
وعلاوة على ذلك، فباكستان ولبنان ودول أخرى غير مستقرة حيث تزداد الاشتباكات بين السنة والشيعة إلى حد الدموية. في باكستان، تحدث التفجيرات الانتحارية بين السنة والشيعة وفي لبنان الشيعة لديهم قوة حزب الله العسكرية. وبينما يُدعم حزب الله من قبل إيران، يعتمد المسلمون السنة  على  تركيا والمملكة العربية السعودية. إذا انتشرت الحرب الأهلية في العالم الإسلامي وتوسعت فإن إسرائيل والهند وأذربيجان وأرمينيا يمكن أن تكون مرشحة للمشاركة في الاشتباكات العسكرية.
ونتيجة لذلك فإن العراق وسوريا واليمن، قلب العالم الإسلامي من حيث العرق والطوائف (العرب والأتراك والفرس والأكراد والسنة والشيعة) هي إما في حرب مباشرة أو عن طريق الوكلاء ضد بعضهم البعض. للأسف، إذا لم تغير الجهات الفاعلة الرئيسية في العالم الإسلامي من سياساتها ضد بعضها البعض، فإن المعارك الجارية هي النموذج الوحيد الذي يشير الى حرب أهلية كبيرة في العالم الإسلامي. وإن الحرب الأهلية الكبرى في العالم الإسلامي لن تكون عبر الوكلاء كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن، بل سيتم استخدام الجيوش النظامية والأسلحة المدمرة فيها. والحرب ستطغى والخراب في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي سيعم.
ساحات الحرب الممكنة في الحرب الأهلية في العالم الإسلامي
المملكة العربية السعودية والممالك الخليجية ضد إيران:
الممالك العربية السنية - الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، الكويت، وسلطنة عمان - تعمل معا في إطار مجلس التعاون الخليجي (GCC) بقيادة المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من أن القيادات الموجودة في دول مجلس التعاون الخليجي سنية ، إلا أن 70٪ من سكان البحرين و 15٪ من سكان المملكة العربية السعودية و 30٪ من سكان الكويت هم من الشيعة. تصاعدت الاضطرابات والاحتجاجات بين الشيعة خلال "الربيع العربي" وخاصة في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية. دول مجلس التعاون الخليجي لديها علاقات عسكرية وسياسية وثيقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا. وعلى الرغم من أنها تستثمر بكثافة في مجال التسلح، فهي بحاجة إلى دعم عسكري أجنبي ضد إيران. وبالإضافة إلى القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية في دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أنشأت تركيا قاعدة عسكرية في قطر العام الماضي.
ممالك دول مجلس التعاون الخليجي هي في موقف ضد إيران حاليا. القوة العسكرية الإيرانية تستند فقط على المصادر المحلية ويمكنها سحق دول مجلس التعاون الخليجي بسهولة. الأحداث في العراق وسوريا واليمن هي في صالح إيران، ودول مجلس التعاون الخليجي على الجانب الخاسر إقليميا. وعلى الرغم من أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد بشكل رئيسي على المساعدات العسكرية الأمريكية والبريطانية، فتركيا تتحول كحليف ضد ايران بسبب تزايد التوتر بينها وبين وإيران. من ناحية أخرى، فإن دول مجلس التعاون الخليجي يحاولون دمج الدول السنية العربية والأفريقية الأخرى تحت مظلة الجيش الإسلامي ضد إيران.
تركيا ضد إيران:
تركيا تقاتل ضد حزب العمال الكردستاني الكردي الانفصالي منذ العام 1984. وبعد التدخل العسكري الأمريكي في العراق عام 1991، أعلن الأكراد في شمال العراق عن الحكم الذاتي. تركيا نظرت أولا لأكراد العراق باعتبارهم يشكلون تهديدا لوحدة أراضيها ، ولكن في وقت لاحق بدأت تركيا وأكراد العراق يتصرفان بطريقة تعاونية ضد الشيعة في العراق. تركيا تعتبر أكراد العراق كمنطقة عازلة أمام العرب الشيعة والنفوذ الإيراني في العراق. من ناحية أخرى، الأكراد العراقيون يعتبرون تركيا كحليف لوجودهم وشريكا اقتصاديا. بعد الحرب الأهلية السورية، بدأت وحدات حماية الشعب الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني بالسيطرة على الأكراد السوريين في شمال سوريا. وخلافا لأكراد العراق فإن أكراد سوريا لديهم علاقات لغوية وقرابة وثيقة مع الأكراد الذين يعيشون في المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا. 
وعلاوة على ذلك فقد تركت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية تحكم المناطق العربية ذات الكثافة السكانية السنية في سوريا. لذلك، بالإضافة إلى مخاوف تركيا على وحدة أراضيها، فقد رأت بجهود إيران والولايات المتحدة محاولة لإيجاد حزام من الأكراد والشيعة في سوريا والعراق لكسر أواصر العلاقات بين السنة الأتراك و السنة العرب. العلاقات التاريخية بين السنة من الأتراك والعرب تعود إلى زمن الإمبراطورية العثمانية. حكم العثمانيون جميع الأراضي العربية والأجزاء الغربية من ايران حيث يعيش شيعة أذربيجان الأتراك. وقد تحالف الأتراك والعرب " ضد إيران لعدة قرون وليس لدى ايران فرصة لفرض الهيمنة على العالم العربي، والذي كان تحت حماية الأتراك السنة. وخلافا لدول مجلس التعاون الخليجي، فتركيا تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، ولديها قوة عسكرية قوية قادرة على المنافسة ضد إيران.
وعلاوة على ذلك كل من تركيا وإيران لديها مشاكل مع الأقلية الكردية لم يتم حلها بعد. من ناحية أخرى فإن  20٪ من سكان إيران من الذين يعيشون في المحافظات الشمالية هم من الأذربيجانيين الأتراك الذين هم أمة واحدة مع الأتراك في تركيا. في أي اشتباك بين تركيا وإيران، سيكون الموقف من هذه الطائفة وهذا العرق هو الموقف الحاسم جدا لتحديد نتيجة الحرب.
تركيا ضد الأكراد:
الأتراك والأكراد لديهم علاقات تاريخية مميزة. في العهد العثماني، كان الأكراد ضد إيران الشيعية. كل الأكراد المسلمين السنة موالون للخلافة المسلمة في اسطنبول. بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الدولة القومية الحديثة في تركيا التي تأسست أساسا على الأغلبية التركية، بدأ عزل الأكراد وفي عام 1984 بدأ الكفاح المسلح من أجل الانفصال من قبل حزب العمال الكردستاني. بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، تم فصل الأكراد في أربع دول: تركيا وسوريا والعراق وإيران. حزب العمال الكردستاني الكردي في تركيا ووحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سوريا والتي تهيمن على شمال سوريا هم خصوم تركيا الحالية. من ناحية أخرى، ينقسم أكراد العراق بين موال لتركيا يعمل إلى جانب البارزاني حليف تركيا، وموال لإيران ويعمل إلى جانب الطالباني حليف ايران.
الأكراد ضد العرب:
نتيجة للتدخل العسكري الأمريكي في العراق والحرب في السورية فقد بدت الاشتباكات بشكل رئيسي على أساس طائفي بين العرب. استغل الأكراد الصراعات البينية العربية وأسسوا أنظمتهم شبه المستقلة في الأجزاء الشمالية من تلك البلدان. ويعتبر الأكراد خطرا يهدد الحكومات العربية المركزية في كل من العراق وسوريا على الرغم من أن الحكومة العراقية السابقة كان يحكمها السنة والحكومة السورية الحالية (علمانية) متنوعة الطوائف. لذلك، في حرب أهلية شاملة في العالم الإسلامي، فإنها لن تكون مفاجأة أن نشهد معارك بين العرب والأكراد.
مشهد لبنان:
لبنان، يتألف من السنة والشيعة المسلمين وكذلك من المسيحيين، والسياسة الداخلية تعتمد على أساس الهويات الدينية والطائفية الحادة، وهو مشهد مثالي لحدوث مواجهات قاسية بين السنة والشيعة. لاجئون من فلسطين وسوريا، الاحتلال الإسرائيلي، وجود حزب الله وتدخله الفعال في الحرب السورية أضافت تعقيدات جديدة. دعم إيران لحزب الله ضد إسرائيل والمعارضين السنة، ودعم تركيا والمملكة العربية السعودية لسنة لبنان العرب واللاجئين الفلسطينيين، مخاوف إسرائيل الأمنية والعمليات العسكرية ضد حزب الله والجماعات الفلسطينية المسلحة يمكن أن تجتذب بسهولة البلاد إلى الحرب الأهلية في العالم الإسلامي.
مشهد باكستان: 
باكستان كبلد مسلم سني، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، هي الحليف التاريخي والطبيعي لتركيا. التقارب بين الهند وإيران الشيعية، قد يسبب المشهد الدموي الآخر في الحرب الأهلية في العالم الإسلامي. باكستان تواجه حاليا تفجيرات بين السنة والشيعة، والجماعات الاسلامية المسلحة المتطرفة وقتالها ضد الحكومة، والتي نشأت نتيجة عدم استقرار أفغانستان. من ناحية أخرى، جامو وكشمير هي المشكلة التي لم تحل مع الهند، حيث يصطدم المسلمون والهنود في بعض الأحيان، هي مصدر آخر من مصادر عدم الاستقرار في باكستان.
مشهد أذربيجان:
"نحن الأمة نفسها، ولكن في دولتين" هو شعار الأتراك في تركيا والاذر الأتراك في أذربيجان وهو ما يعبر عن درجة العلاقات الوثيقة بين تركيا وأذربيجان. من ناحية أخرى، "أمة واحدة ولكن طوائف مختلفة" هو نقطة تميز العلاقات بين تركيا وأذربيجان. إذا شجعت تركيا ثورة وطنية في جنوب أذربيجان وهي الآن جزء من إيران، فإن على  الاذر الأتراك أن يختاروا بين العرق أو الطائفة الشيعية. اختيارهم سيحدد مصير الحرب بين تركيا وإيران. في مثل هذه الحالة، يمكن لأرمينيا أن تدخل الحرب ضد أذربيجان إما كحليف لإيران ضد الأتراك، أو لمجرد استغلال ظروف الحرب لتعزيز وجودها العسكري في ناغورنو كاراباخ في أذربيجان.
سيناريو الحرب الأهلية في العالم الإسلامي
في عام 1979، عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران، كان التهديد الأكبر لإسرائيل وللمملكة العربية السعودية والممالك الخليجية يتمثل حقيقة بالتأثير المحتمل على سكانها لإسقاط الأنظمة الملكية الموالية للغرب،وأمريكا وإقامة نوع من الحكومات الإسلامية في تلك البلدان. الغزو الأميركي للعراق، تلته الحرب الأهلية السورية واليمنية، أزال التوتر حول الحرب الأهلية بين السنة والشيعة التي تجري عن طريق الوكلاء. وقد انضمت تركيا إلى الصراع أساسا للتعامل مع النزعة الانفصالية الكردية. على الرغم من أن الأكراد هم من المسلمين السنة، فلديهم مخاوف قومية ومحاولة لاستغلال الصراعات في الشرق الأوسط للحصول على استقلالهم عن العراق وإيران وتركيا وإيران.
خطوة إيران القادمة ستكون النقطة الحاسمة الأهم في تحديد مصير الحرب الأهلية في العالم الإسلامي. إذا تدخلت إيران عبر وكلائها في العراق، وتدخلت في الكويت و / أو البحرين، فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر سترد فورا وبشكل كبير. الخطوة التالية يمكن أن تكون مواجهات مباشرة في الخليج بين إيران والممالك العربية. عند هذه النقطة، مع تحكيم روسيا وتركيا، يمكن للتوتر أن ينخفض، وإلا ستدخل تركيا شمال العراق لضرب معسكرات حزب العمال الكردستاني وحماية العرب السنة وأكراد البارزاني. اذا عملت الحكومة المركزية العراقية والميليشيات الشيعية ضد تركيا، فسينضم الأكراد السوريين أيضا للحرب ضد تركيا. ردة فعل تركيا ستكون ضم الأتراك الاذر في إيران إلى الصراع من أجل إضعاف إيران داخليا. ايران ستسرع في تعزيز جهود الأرمن ضد أذربيجان من أجل منع دعم ممكن من أذربيجان إلى الأذر الأتراك في إيران.
لاستغلال هذه الظروف، فإن إسرائيل لن تنتظر وستضرب حزب الله في لبنان. وتركيا والمملكة العربية السعودية وغيرهما من الممالك الخليجية ستستخدم علاقاتها الوثيقة مع المجموعات المسلحة الفلسطينية السنية لإضعاف حزب الله في لبنان وسوريا. كرد فعل، ستعمل إيران على استغلال الهند للصراع في جامو كشمير لمنع مساعدة باكستان الممكنة لتركيا، ثم الأوزبكيون الأتراك المسلحون والجماعات الإسلامية السنية في أفغانستان سيكونوا الوكلاء لتركيا والمملكة العربية السعودية ضد إيران.
وهذا من شأنه حدوث حرب أهلية محتملة في العالم الإسلامي تسبب ملايين الضحايا، وتغيير الحدود في منطقة الشرق الأوسط وخراب الاقتصاد في الدول الإسلامية، وسيحتاج العالم الإسلامي إلى قرن على الأقل للتعافي. في هذا السيناريو، ستكون الجهات الفاعلة الخارجية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين غير مستبعدة. في الواقع، فإن مواقفها تحدد انتهاء الحرب. وإذا تدخلت عسكريا بشكل مباشر، فهذا يعني بداية الحرب العالمية الثالثة. 
استنتاج 
زعزعة استقرار العالم الإسلامي هو الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة من أجل القضاء على أي قطب بديل لهيمنتها. يجب أن تكون روسيا والصين والهند، والاتحاد الأوروبي على بينة من هذا الخطر الذي هو ضد التعددية القطبية، والتوسط بين السنة والشيعة لتجنب الحرب الأهلية في العالم الإسلامي التي لا تزال في مرحلتها الأولية. يجب على الدول الإسلامية أن تسعى إلى الحوار بدلا من استخدام المعتقدات المذهبية لمصالحها الوطنية، وأن تفضل السلام والدبلوماسية لحل النزاعات، وتركز على التنمية الاقتصادية، لمنع الفقر الذي يغذي الاضطرابات بين المسلمين، دمقرطة الأنظمة السياسية لتمثيل مختلف الفئات في بلدانهم، و المساهمة في الحضارة العالمية من خلال التفاعل مع الحضارات الأخرى من حيث السلام والدبلوماسية والاقتصاد والتعاون الثقافي.