تركيا على خطى حزب الله اللبناني

الاثنين, 6 فبراير, 2017 - 13:00

أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريح له أن "أمن تركيا لا يبدأ من غازي عنتاب إنما من حلب". هذا الكلام يذكر باستراتيجية "حزب الله" بمحاربة التنظيمات الارهابية "امن لبنان يبدأ في العمق السوري"، والتي نالت انتقادات عديدة من بينها انتقادات اردوغان منذ العام ٢٠١٣، حيث قال حينها ان "قتال حزب الله إلى جانب القوات السورية في مدينة القصير تدخل أجنبي".

فما الذي قلب قناعات اردوغان؟!

"تركيا تشارك منذ العام ٢٠١٤ بثقلها العسكري في الشمال السوري"، ويقول الخبراء الى انه لا يخفى على أحد ان من أحلام تركيا السيطرة على شمال سوريا وبالتالي على مدينة حلب، وهو ما لم تنجح به في هذا الوقت.
ويشير الخبراء الى ان التنسيق الروسي - التركي قائم اليوم على الساحة السورية وهو ما جعل تركيا ترفع الغطاء عن المسلحين في حلب وتتخلى عنهم ما سرّع في تحرير حلب الشرقية، وتسبب بالاحباط لدى هذه الجماعات.
التطورات التركية ميدانيا من تفجيرات واعتداءات إرهابية دفعت أردوغان الى إعلان ما قاله اليوم بشكل واضح وصريح، فلم يبقى امامه خيار سوى كشف اوراقه. بعدما شعر أن تركيا باتت في مرمى الهجمات الارهابية، اتبع السياسة التي اتبعها حزب الله لحماية الداخل اللبناني من الجماعات الارهابية التي انتقدها في السابق وهي الحرب الاستباقية ضد هذه الجماعات، وخوفه من ردّة فعل الشعب التركي بعد التطورات الامنية الاخيرة جعله يبرر تدخله في الشأن السوري ويربطه بأمن تركيا ويشدد على اهمية مواجهة المجموعات الارهابية في دارها.
كما أن لدى أردوغان هاجس من محاولة انقلاب جديدة تنطلق من تحميله ذنب ما يحصل في تركيا، بعد إعلانه محاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وإصراره على المشاركة في عملية الرقة، ووضع ما يحصل ضمن تداعيات تدخل تركيا في سوريا، كما حصل في لبنان خلال التفجيرات في السنوات السابقة حيث كانت تخرج اصوات تقول ان التفجيرات هي نتيجة تدخل حزب الله في سوريا.

يرى الخبراء العسكريون جدية من قبل تركيا في محاربة "داعش" هذه الفترة إلا انها تدفع ثمن اتاحة المجال لهذا التنظيم في التغلغل داخلها، عوضا عن ان أردوغان أمضى خمسة أعوام يزرع في عقول الجيش التركي أن هذه الجماعات ليست ارهابية، ما يجعل محاربة هذه التنظيمات ليس بهذه السهولة.

 

المصدر: وكالات