هل اقتربت مصالحة الغوطة الشرقية ؟

16.01.2017

أكد محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم أن الأيام القليلة القادمة ستشهد عملية مصالحة في إحدى مناطق الغوطة الشرقية لدمشق وربما في أكثر من قرية وبلدة فيها، ودعا المسلحين إلى تسليم السلاح والاستفادة من مرسوم العفو رقم 15 لتحقيق المصالحة وعودة السلام للغوطة الشرقية، مؤكداً أن المحافظة جاهزة لإعادة الخدمات إلى بلدات وقرى الغوطة وتأمين ما يحتاجه مواطنوها بشكل كامل.
من جهتهم، أكد أعضاء لجان المصالحات أن أغلبية أهالي الغوطة الشرقية يرغبون في المصالحات في حين تعمل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) وبعض المستفيدين على رفضها وعرقلتها ويضغطون على الأهالي لرفض القبول بها.
وعقد في مبنى محافظة ريف دمشق أمس اجتماع لمناقشة وعرض نتائج عمل لجان المصالحة في عدد من قرى وبلدات الغوطة الشرقية وذلك بحضور محافظ ريف دمشق وممثلي لجان المصالحات المحلية وفعاليات دينية وأهلية ورئيس مركز التنسيق الروسي للمصالحات العماد إيغور رتيشينوك، وقائد المجموعة العملياتية الوطنية اللواء هيثم عمران.
وأكد أعضاء لجان المصالحات، وفق ما نقلت وكالة «سانا»، أن أغلبية الأهالي في الغوطة الشرقية يرغبون في المصالحات في حين تعمل المجموعات الإرهابية التابعة لجبهة النصرة وبعض المتنفذين المستفيدين من استمرار الفوضى في الغوطة الشرقية على رفضها وعرقلتها وتضغط على الأهالي لرفض القبول بالتسوية والمصالحة.
وناقش المجتمعون آليات توسيع نطاق المشاركة في المصالحات المحلية بالغوطة الشرقية بما فيها المجموعات المسلحة والعقبات التي واجهتهم خلال عملهم، لافتين إلى أن التوجه العام لدى معظم أهالي الغوطة هو إنجاز المصالحات والتسويات التي تضمن لهم العودة إلى حضن الوطن.
وشدد المجتمعون على دور رجال الدين في عمليات المصالحة والاستفادة من مزايا مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016 وعدم تفويت الفرصة والضغط على جميع الأطراف للقبول بالمصالحة وإنهاء المظاهر المسلحة وتسوية أوضاع جميع المسلحين.
وأكد محافظ ريف دمشق أن الأيام القليلة القادمة ستشهد عملية مصالحة وتسوية أوضاع في إحدى مناطق الغوطة الشرقية وربما في أكثر من قرية وبلدة فيها، مبيناً أنه تم تشكيل لجنة تفاوض موسعة من جميع المناطق للاتصال بالأهالي في الغوطة الشرقية بالكامل إضافة إلى التواصل مع المسلحين لإعادتهم إلى حضن الوطن.
ودعا المحافظ المسلحين إلى تسليم السلاح والاستفادة من مرسوم العفو رقم 15 الذي ينتهي العمل به في الـ27 من الشهر الجاري وذلك ليستفيدوا من هذه الفرصة لتحقيق المصالحة والمسامحة وعودة المحبة والسلام للغوطة وأهلها، مؤكداً أن محافظة ريف دمشق «جاهزة لإعادة الخدمات إلى البلدات وقرى الغوطة وتأمين ما يحتاجه المواطنون هناك بشكل كامل».
من جانبه شدد مفتي دمشق وريفها الشيخ عدنان الأفيوني على أهمية الضغط الشعبي من قبل الأهالي في الغوطة الشرقية على المسلحين لإنجاح عملية المصالحة.
ولفت الأفيوني إلى «أهمية تنفيذ جميع الاتفاقات التي يتم التوصل إليها بشكل كامل للتأسيس لمصالحات أخرى كالمصالحة التي تمت في قدسيا والتي حفزت أهالي التل لإبرام مصالحة مماثلة»، مبيناً أن بعض المسلحين لا يريدون المصالحة أو التسوية حيث عطلوا الكثير من القضايا ويهددون كل من يدخل فيها، ولذلك «نحتاج إلى مزيد من الحراك والقوة مع التأكيد على مسألة الحراك الجماهيري في هذا المجال».
من جانبه أشار العماد رتيشينوك إلى وجود نتائج إيجابية لما تم إنجازه في الاجتماعات السابقة من خلال العمل مع المواطنين في الغوطة الشرقية مؤكداً أهمية دور رجال الدين الذين يقومون بجهد كبير لإتمام عمليات المصالحة المحلية.
وشدد رئيس مركز التنسيق الروسي على أهمية تسليط الضوء على المصالحات المحلية في الغوطة الشرقية من خلال وسائل الإعلام و«العمل الحثيث لضمان التحاق جميع المجموعات المسلحة باتفاق وقف الأعمال القتالية وتسوية وضع الذين يحملون السلاح بعد تسليم أسلحتهم وإخراج المسلحين التكفيريين منهم وتشكيل فصائل حماية ذاتية إضافة لتأمين ممرات عبور آمنة للمواطنين الراغبين في المصالحات وتشكيل هيئة تابعة للحكومة السورية لإيصال المساعدات للمواطنين الذين يتم إخراجهم من تلك المناطق».