وقف إطلاق النار مستمر في سوريا .. والجيش يدخل عين الفيجة
صمد وقف إطلاق النار في يومه الثالث في المناطق التي شملها، في وقت واصل الجيش العربي السوري عملياته في المناطق التي تتواجد فيها تنظيمات إرهابية وحقق تقدماً في تلك المناطق.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بأن «الهدوء لا يزال يسود على معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف إطلاق النار»، مشيراً في الوقت ذاته إلى «خروقات متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها»، في حين تحدث مراقبون عن تراجع العنف في الأيام الثلاثة الماضية على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليل الخميس الجمعة.
وتواصلت المعارك بين الجيش العربي السوري والمسلحين في منطقة وادي بردى التي يتواجد فيها مسلحون ينتمون إلى «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) غير المشمولة بوقف إطلاق النار.
وتحدث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن «وحدات من الجيش أصبحت داخل بلدة عين الفيجة وسط معارك عنيفة»، لكنهم ذكروا أن «لا سيطرة كاملة حتى اللحظة» للجيش على البلدة، مشيرة إلى أن الجيش يعمل على تثبيت مواقعه في النقاط التي سيطر عليها مع استمرار الاشتباكات لتوسيع دائرة الأمان في عين الفيجة.
وأكد ممثل مركز حميميم لتنسيق المصالحة العقيد سيرغي إيفانوف، السبت، أن استهداف الجيش العربي السوري لمنطقة وادي بردى لا يشكل خرقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار لأن «تلك المنطقة يتواجد فيها مقاتلون أعلنوا انتماءهم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المتشدد».
ولليوم الثاني على التوالي قام مسلحو الغوطة الشرقية في الأثناء، بخرق وقف إطلاق النار بالاعتداء على مواقع الجيش في بلدة حزرما في محاولة من الميليشيات المسلحة خرق خطوط التماس، الأمر الذي دفع الجيش إلى الرد وإفشال محاولات المسلحين.
إلى ذلك، استهدفت «فتح الشام» بقذائف الهاون ونيران الرشاشات المتنوعة قرية حرفا بريف دمشق الجنوبي الغربي. وبحسب وكالة «سانا» للأنباء فإن «إرهابيي تنظيم جبهة النصرة المنتشرين في مزرعة بيت جن استهدفوا ظهر اليوم (الأحد) بقذائف الهاون ونيران رشاشات متوسطة وثقيلة المنازل في قرية حرفا ما تسبب بإلحاق أضرار مادية بالمنازل والممتلكات العامة والخاصة من دون وقوع إصابات بين المواطنين».
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ساد الهدوء جبهات حماة، ولم تُسجّل خروقات إلا في محيط محردة حيث شنت مجموعات تنتمي لميليشيا «جيش العزة» هجمات متكررة على نقاط عسكرية، أخلاها الجيش لضغط الهجمات الشديد عليها وليتجنب خسائر بشرية، وليعد العدة المناسبة لاستعادتها وتنظيف المنطقة من جيوب الإرهابيين.
وقد استغل تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية سريان وقف العمليات العسكرية من جانب الجيش وحلفائه بتحصين مواقعه وتذخيرها بمختلف أنواع الذخيرة والأسلحة في معقله بناحية عقيربات بريف سلمية الشرقي.
وما كان ذلك بغائب عن رصد الجيش الذي أغار طيرانه الحربي صباح أمس على مواقع عديدة للتنظيم في بلدة حمادي عمر ودمرها على من فيها من دواعش. كما أغار الطيران ذاته بعد ظهر أمس على مستودع للذخيرة في البلدة المذكورة ودمره بما فيه من عتاد حربي وعناصر إرهابية.
وفي محافظة حمص كثفت وحدات من الجيش من عملياتها النوعية على تجمعات ومحاور تحرك داعش في ريف المحافظة الشرقي.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري بأن وحدات من الجيش «وجهت ضربات مكثفة على مواقع انتشار إرهابيي تنظيم داعش وطرق إمدادهم» في قرية عرشونة وشرق قرية تياس وشرق المحطة الرابعة لضخ النفط ومنطقة بئر الفواعرة ومحيط قصر الحير وشرق مدينة القريتين بالريف الشرقي. وأشار المصدر إلى أن الضربات أدت إلى «مقتل العشرات من إرهابيي التنظيم وتدمير عربات مدرعة وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة وجرافة لهم» كانت تقوم بأعمال تخريب وتدمير في البنى التحتية.