واشنطن تبحث إغتيال الأسد
يدرس أصحاب الرؤوس الحامية في الكونغرس الأمريكي وسائل أكثر "قسوة" للتعامل مع الأزمة السورية، منها اقتراح اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقليت وسائل إعلام أميركية عن مصادر مطلعة، أن اقتراح إغتيال الأسد جاء خلال جلسة مغلقة في الكونغرس نظمها مجلس العلاقات الدولية، يوم الخميس الماضي، عندما تساءل أحد أعضاء فريق النائب الجمهوري دوغ لامبرون: "ماذا عن اغتيال الأسد؟".
وأكد 3 من المشاركين الـ75 في الاجتماع، نقاش هذا الخيار أثناء الجلسة، غير أن الخبير فيليب غوردن، المنسق السابق في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، رفض هذه الفكرة باعتبارها غير شرعية وغير فعالة في آن واحد.
وقال أحد المصادر "كان جوهر جواب غوردن يتلخص في أن ذلك سيكون مخالفا للقانون ولن يأتي بأي تغيير كبير في جميع الأحوال، لأن ذلك لن يزيل مصلحة الروس والإيرانيين في سوريا".
وذكرت وسائل إعلام أن هذه المبادرة أثارت دهشة المشاركين في الاجتماع. إذ صدر مرسوم في العام 1976 عن الرئيس جيرالد فورد، يحظر مشاركة مسؤولي الحكومة الأمريكية في تدبير عمليات اغتيال سياسية.
يذكر أن إصدار هذا المرسوم جاء بعد تسريب معلومات عن خطط وكالة الاستخبارات المركزية لاغتيال الرئيس الكوبي فيديل كاسترو. ومنذ ذلك الحين، تمسك جميع رؤساء الولايات المتحدة بهذا المرسوم، الذي يؤكد أنه لا يحق لأي موظف في حكومة الولايات المتحدة الانخراط أو التآمر لتنفيذ عملية اغتيال سياسية.
وقال أحد مساعدي لامبرون إن أي نقاش حول هذا الموضوع، ربما دار خلال الجلسة، لا يعكس بأي شكل من الأشكال موقف عضو الكونغرس نفسه. وردا على سؤال حول موقف النائب من خيار اغتيال الأسد، قال مساعده إن ذلك "يتعارض مع السياسية الأمريكية"، مضيفا أن مثل هذه الخطوة "لن تشكل تغييرا كافيا ليحدث شيء جديد". وتابع أنه لم يسمع أي مناقشات جادة حول هذا الموضوع.
وبرأي أندرو بوين، الخبير في الشأن السوري في مركز ويلسون، فإن "اغتيال الاسد سيحدث بالتأكيد فوضى في دمشق...الا أنه لن يؤدي بالضرورة الى انهيار النظام، وكل من ايران وروسيا يوفر حماية شخصية كبيرة للأسد وعائلته، لذا لن يحصل ذلك". وأضاف: "لا أعرف ما اذا كنا نريد ارساء سابقة بقتل الزعماء على طريقة الحرب الباردة".
الثابت أن لا أحد في مجتمع السياسة الخارجية يدعو الى عودة لسياسات بوش التي أدت الى اطاحة نظام الرئيس صدام حسين وغزو العراق. ما يدعو اليه هؤلاء الخبراء هو حل وسط في الشرق الاوسط بين سياسة التدخل لبوش والتقشف لأوباما. ولكن ما ليس واضحاً بحسب "الواشنطن بوست" ما اذا كانت سياسة كهذه تحظى بشعبية بين الرأي العام الاميركي القلق من الحرب في الشرق الاوسط والمعارض في شكل كبير لأي مساعدة لدولة أجنبية.
ومن غير المرجح أن يقبل الرئيس الأمريكي الجديد نهجا سياسيا جديدا يسمح باغتيال الأسد، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية تبحث عن حلول أكثر "عدوانية" لإنهاء الأزمة المستمرة منذ نحو 6 سنوات، بما في ذلك عمليات عسكرية لزيادة الضغط على الحكومة السورية والقوات الروسية، بهدف دفع "عملية الانتقال السياسي" إلى الأمام.
يذكر أن المقاتلات الأميركية كانت قد وحهت ضربة لموقع للقوات السورية في منطقة دير الزور، وقالت فيما بعد أن وجهت عن طريق "الخطا"، إلا أن روسيا نشرت بعد هذا الحدث مضادات جوية إضافية في سوريا، وهددت باستهداف أي طائرة أو صواريخ قد تستهدف القوات والمنشآت السورية.