ترامب: محاربة "داعش" أولى من إسقاط الأسد
خرج دونالد ترامب من مؤتمر الحزب الجمهوري أمس، مرشحاً رسمياً للاقتراع الرئاسي، بعد أن انتزعه في الانتخابات التمهيدية في الربيع، وأقره رسمياً الثلاثاء حوالي 2500 مندوب في المؤتمر الذي اختتمت أعماله أمس، في مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو.
وسيواجه الملياردير النيويوركي في تشرين الثاني المقبل مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، التي تعرضت لانتقادات من كل حدب وصوب، وسيتم تعيينها رسمياً الأسبوع المقبل.
"حقيقة أنّي محبوبٌ بشكلٍ كبير"، هذا ما جدد ترامب التأكيد عليه في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قبل يوم من نهاية المؤتمر الذي اتسم بالانقسامات بين الجمهوريين، مشدداً على شعار "أميركا أوّلاً"، شارحاً أنّ "الشّعار يعني لي أنّنا سنهتمّ بهذا البلد أوّلاً قبل أن نبدي قلقنا على جميع من في العالم".
الشعار الشعبوي انعكس على مواقفه الخارجية في المقابلة التي أجرتها الصحيفة أمس الأوّل، فقبل أنّ يعترف ترامب أنّ مقاربته في التّعامل مع حلفاء الولايات المتّحدة وخصومها مختلفة بشكلٍ جذريّ عن تقاليد الحزب، جدّد موقفه بشأن الأزمة السورية، معتبراً أنّ "الأولويّة الآن" للولايات المتحدة يجب أن تكون لمحاربة تنظيم "داعش" بدلاً من إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن كان منافسوه قد هاجموه خلال حملته الانتخابية بسبب موقفه هذا.
وأوضح "منقذ أميركا" كما يطرح نفسه، أنّ "الأسد رجلٌ سيّء، لكنّ تنظيم داعش يمثّل تهديداً أكبر للولايات المتّحدة".
وحول إدارته لعلاقة بلاده بالنظام في تركيا التي تشهد اضطراباً عقب محاولة انقلاب فاشلة، أشاد ترامب بالرّئيس التركي رجب طيب إردوغان، قائلاً "إنّني أعطي له فضلاً كبيراً في نجاحه بتحويل هذه العمليّة (محاولة الانقلاب) في الاتّجاه المعاكس"، مضيفاً "هناك من يقول إنّ كلّ ذلك كان مسرحية، لكنني لا أعتقد ذلك".
وأكّد ترامب أنّه في حال فوزه في الانتخابات الرّئاسيّة، لن يضغط على تركيا وعلى الدّول الحليفة الأخرى "التي تحكمها أنظمة استبداديّة بشأن حملات التّطهير أو ملاحقة المعارضين أو انتهاك الحرّيّات المدنيّة"، معتبراً أنّ "على الولايات المتّحدة أن تحلّ مشاكلها الخاصّة أوّلاً قبل أن تحاول تغيير تصرّفات الدّول الأخرى".
وأضاف "لا أعتقد أنّنا نملك الحقّ في إلقاء المحاضرات، أنظروا إلى ما يحدث في بلادنا، كيف سنلقي المحاضرات بينما هناك أشخاص يُطلقون الرّصاص على رجال الشّرطة بدمٍ بارد؟".
وأثار ترامب تساؤلات جديدة حول التزام بلاده بالدفاع تلقائياً عن أعضاء حلف شمال الأطلسي إذا ما تعرضوا لاعتداء، واشترط على الحلف احترام "واجباته" حيال أميركا لمساعدة بلد مهدّد من بلدان الحلف، متجاهلا بذلك المادة 5 من معاهدة "الناتو" التي تنص على أن الهجوم على بلد عضو هو هجوم على كل الدول الأعضاء، وهي نقطة استخدمتها الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 أيلول العام 2001 لتبرر تدخل الحلف في أفغانستان.
وفي وقت تعبّر دول البلطيق عن القلق من تطور الموقف الروسي في المنطقة، قال ترامب، إنه في حال تعرض أي من دول "الناتو" لهجوم من موسكو، فسيقرر تدخل بلاده أم عدمه فقط بعد التحقق من أن هذه الدول "احترمت واجباتها حيالنا".
وأضاف "إذا احترمت واجباتها حيالنا، عندها نعم" تتدخل الولايات المتحدة من دون أن يحدد طبيعة "الواجبات".
وأكد ترامب أنّ التدخل الأميركي لمساعدة بلد مهدّد من بلدان "الناتو" لن يكون تلقائياً، وأن مصاريف الحلف يجب أن تكون موزعة بإنصاف أكبر.
وأعلن أنه ينوي إرغام الحلفاء على المساهمة في تكاليف الحلف التي تتحملها بشكل رئيسي الولايات المتحدة منذ عقود.
وأضاف أن على الحلفاء أن يعتادوا على المقاربة الأميركية الجديدة. وقال "أفضل أن استمر في" احترام التحالفات السابقة، لكن على الحلفاء الكف عن استغلال سخاء الولايات المتحدة، بحسب قوله، لأنها لم تعد قادرة على تحمل هذه الأعباء.
وردّ وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بعد ساعات على ترامب، أنّ ضمان الدفاع المشترك الذي يوفره حلف شمال الأطلسي يمثل التزاماً لا تصاحبه أي "شروط أو محاذير".
وأضاف فالون متحدثاً في واشنطن "هذا التزام مطلق بأن نساعد بعضنا البعض في حال تعرض أي عضو في حلف شمال الأطلسي لهجوم".