تركيا تصدر مذكرة توقيف بحق القيادي الكردي السوري صالح مسلم
أصدرت السلطات التركية الثلاثاء مذكرة توقيف بحق رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم للاشتباه بعلاقته باعتداء وقع في انقرة في شباط/فبراير الماضي، كما افادت وكالة انباء "الاناضول" الحكومية.
وطلب القضاء التركي وفق الوكالة اعتقال 48 شخصا ايضا بينهم قادة من حزب العمال الكردستاني، على صلة باعتداء ارتكب في انقرة في شباط/فبراير الفائت وحملت تركيا مسؤوليته للحزب الذي تعتبره "منظمة ارهابية"، وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب".
ومذكرات التوقيف مرتبطة باعتداء وقع في انقرة في 17 شباط/فبراير الماضي وأسفر عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا. وتبنت الهجوم حينذاك مجموعة "صقور حرية كردستان" المنشقة عن حزب العمال الكردستاني، مؤكدة أنه ردا على العمليات الامنية في جنوب شرق البلاد.
لكن انقرة اعتبرت أن الامر بتنفيذ الاعتداء صدر عن "القيادة العليا" في حزب العمال الكردستاني وأن "صقور حرية كردستان" ليست سوى "واجهة" للحزب.
وفي رد فعل على صدور مذكرة التوقيف، قال صالح مسلم لوكالة فرانس برس "الكل يعرف انه ليس هناك ديموقراطية في تركيا، والمحاكم تأتمر باوامر السلطة، حتى اعضاء البرلمان معتقلون، هو نظام ديكتاتوري".
واضاف "لا اعتقد ان احدا سيأخذ هذا القرار بجدية، وانا لست مواطنا تركيا ليصدر بحقي مذكرة توقيف"، متابعا "سبق ان استنكرنا التفجير المذكور، ونعتبر محاولة زج اسمنا في هذا الامر غير مقبولة اطلاقا".
وندد حزب الاتحاد الديموقراطي في بيان "بما أصدرته السلطات التركية من مذكرة منافية للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان"، مؤكدا انه لا يعترف بها ويؤكد "بطلانها وافتقادها لأدنى الحالة القانونية والدستورية. وكل ما هو مذكور بحق السيد صالح مسلم هو افتراءٌ وتهمةٌ باطلةٌ لا أساس لها".
واضاف البيان "مرة أخرى أُثبت للرأي العام العالمي بأن الدولة التركية وسلطة أردوغان تقوم بمعاداة الشعب الكردي بأجمعه أينما وجد".
وصدرت مذكرة التوقيف بعدما اوقفت تركيا في وقت سابق هذا الشهر عشرة من نواب حزب الشعوب الديموقراطي، أكبر حزب مؤيد للاكراد، بينهم رئيسه صلاح الدين دميرتاش، في اطار تحقيق "لمكافحة الارهاب" متصل بحزب العمال الكردستاني، ما أثار موجة تنديد دولية.
- منطقة خالية من المقاتلين الاكراد -
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي منظمتين "ارهابيتين".
وتخشى انقرة اقامة منطقة حكم ذاتي كردية عند حدودها مع شمال سوريا، وكثفت قصفها لاهداف عائدة الى وحدات حماية الشعب.
ونهاية آب/اغسطس، بدأ الجيش التركي عملية غير مسبوقة في سوريا بهدف صد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد نحو الجنوب.
وتعتبر الولايات المتحدة ان المقاتلين الاكراد قوة محلية فاعلة للتصدي للجهاديين وخصوصا لاستعادة مدينة الرقة، معقلهم في سوريا، في حين اعلنت تركيا انها لن تكون جزءا من عملية تشارك فيها وحدات حماية الشعب.
وأكد اردوغان في كلمة القاها الثلاثاء أن الفصائل المقاتلة السورية المدعومة من أنقرة تعتزم التقدم نحو مدينة منبج الاستراتيجية لطرد المقاتلين الاكراد المتبقين فيها.
وقال "نريد أن نرى المنطقة خاليا تماما من وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي".
والى صالح مسلم، تستهدف مذكرات التوقيف ثلاثة قياديين كبار في حزب العمال الكردستاني هم جميل باييك ومراد كارايلان وفهمان حسين على ارتباط بالاعتداء، بحسب وكالة الاناضول.
ويعتقد ان الثلاثة موجودون في قواعد الحركة الخلفية في شمال العراق.
ويسافر مسلم غالبا وقد زار مرارا بروكسل. واخر زيارة قام بها لتركيا تعود الى صيف 2015 بحسب الاعلام التركي.
وفي بداية النزاع السوري، كان مسلم يزور تركيا على الدوام حيث كان يعتبر شريكا محتملا على غرار اكراد العراق.
لكن الحكومة التركية باتت تعتبره اليوم "زعيما ارهابيا" وتتهمه بدعم الرئيس السوري بشار الاسد، وهي اتهامات ينفيها حزب الاتحاد الديموقراطي.
- "بأي حق؟" -
وفي بيروت، قال المسؤول في حزب الاتحاد الديموقراطي ابراهيم ابراهيم لوكالة فرانس برس الثلاثاء "باي حق يصدر اردوغان مذكرة توقيف ضد مواطن سوري؟"، معتبرا ان هذا القرار يعكس "كره الاتراك" للاكراد.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، قال صالح مسلم لفرانس برس في ستوكهولم ان "من المستحيل" تحقيق مصالحة مع تركيا ما دام اردوغان في الحكم.
وقال إن هدفه هو قيام "سوريا ديموقراطية... لا سبيل غير ذلك. سوريا فدرالية ديموقراطية".
ومن المستهدفين بمذكرات التوقيف ايضا زعيمان كرديان مقيمان في بروكسل هما زبير ايدار ورمزي كارتال، وكلاهما من الشخصيات البارزة في "منظومة المجتمع الكردستاني" التي تعتبرها انقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني.
وكانت السلطات البلجيكية اعتقلت ايدار وكارتال في اذار/مارس 2010، الامر الذي اثنت عليها انقرة، غير أنه اطلق سراحهما لاحقا.
وكثف القادة الاتراك في الايام الاخيرة انتقاداتهم للدول الاوروبية وفي مقدمها المانيا متهمين اياها ب"دعم" حزب العمال الكردستاني.