روسيا: تأجيل استئناف محادثات السلام السورية لأجل غير مسمى
قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يوم الثلاثاء إن فشل الغرب في كبح جماح الإسلاميين المتشددين في سوريا تسبب في إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى.
وأضاف شويجو أن مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم الحكومات الغربية يهاجمون المدنيين في مدينة حلب على الرغم من تعليق الضربات الجوية الروسية والسورية.
وتابع قوله "نتيجة لذلك فإن احتمالات بدء عملية التفاوض وعودة الهدوء للحياة في سوريا أرجئت لأجل غير مسمى."
وشنت قوات المعارضة هجوما الأسبوع الماضي على غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة بعد أكثر من شهر من عملية بدأها الجيش لاستعادة الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة والتي يحاصرها بالفعل.
ومنذ 18 أكتوبر تشرين الأول أوقفت روسيا الضربات الجوية في حلب. لكن توقف الضربات الجوية في حلب هش وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي إن استمراره يعتمد على تصرفات جماعات المعارضة المعتدلة في حلب وداعميها الغربيين.
فرص مفقودة
كان شويجو يتحدث أمام اجتماع لمسؤولين عسكريين وشجب جماعات المعارضة هذه وداعميها قائلا إنهم أهدروا فرصة إجراء محادثات سلام.
وتابع قوله "حان الوقت لكي يتخذ زملاؤنا الغربيون قرارا بشأن من يقاتلون ضده: الإرهابيون أم روسيا."
وأضاف "ربما نسوا من كان المسؤول عن قتل أبرياء في بلجيكا وفرنسا ومصر وأماكن أخرى؟"
وتساءل مشيرا إلى هجمات قال إن مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب داخل حلب نفذوها "هل هذه معارضة يمكن أن نتوصل معها إلى اتفاقات؟"
واستطرد قائلا "حتى ندمر الإرهابيين في سوريا من الضروري أن نعمل معا وألا نضع قيودا على عمل شركائنا. لأن المقاتلين يستغلون ذلك لمصلحتهم."
مهمة السفن الروسية في المتوسط لم تتأثر
وقال شويجو إنه فوجئ أيضا بأن بعض الحكومات الأوروبية رفضت السماح لسفن روسية متجهة إلى سوريا بأن ترسو في موانئها على البحر المتوسط لإعادة التزود بالوقود أو الحصول على إمدادات.
لكنه قال إن ذلك الرفض لم يؤثر على المهمة البحرية أو على وصول الإمدادات إلى العملية العسكرية الروسية في سوريا.
مصير هدنة حلب رهن لوقف المسلحين هجماتهم
وبشكل منفصل قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على حلب إذا استمرت الفصائل المسلحة المعارضة في هجماتها.
وقال بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن "التوقف الإنساني" في الغارات الجوية الروسية في حلب سمح للمدنيين بالفرار وأتاح الفرصة لإدخال المساعدات.
وأضاف "لكن كل ذلك سيكون مستحيلا في حال استمر الإرهابيون في قصف الأحياء والطرق التي تسلكها المساعدات الإنسانية وفي شن الهجمات والاختباء خلف الدروع (البشرية). هذا لن يتيح الاستمرار في فترة التوقف الإنسانية."
وأوضح بيسكوف أنه "عندما لمس رئيسنا ضرورة تمديد الهدنة في حلب، أكدنا حينها أن كل شيء يعتمد في جميع الأحوال على الموقف الذي سيتبناه الإرهابيون، وهذا يعني أنه سيستحيل تجديد الهدنة في حلب إذا ما قرر المسلحون الهجوم، ورئيسنا قد أوضح ذلك".
وأضاف: "الهدنة لا تزال قائمة في الوقت الراهن، والعمل مستمر الآن على ضمان خروج المدنيين وإجلاء الجرحى من حلب الشرقية، وخلق الظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية. إلا أن جميع هذه التدابير سوف تصبح ضربا من المستحيل إذا ما استمر الإرهابيون في قصف الأحياء ومعابر إيصال المساعدات الإنسانية وشرعوا في الهجوم، جاعلين المدنيين دروعا بشرية لهم".
وفي التعليق على ما أوردته صحيفة "تايمز" البريطانية مؤخرا حول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارك خطة جاهزة لاجتياح حلب، أضاف بيسكوف: "من الأجدر بهذه الصحيفة إذا توفرت لديها معلومات عن نية المسلحين شن عمل عسكري واسع النطاق، أن تكتب عن ذلك. من المستبعد حصول "تايمز" على معلومات متعلقة بخطط الرئيس الروسي".
المصدر: وكالات