مشروع قرار نيوزلندي لمجلس الأمن لـ"إنقاذ" حلب.. وإتهامات الغرب لروسيا تتواصل

الخميس, 13 أكتوبر, 2016 - 10:15

هذه المرة، تظهر نيوزيلندا على ساحة الصراع الدبلوماسي حول سوريا، عبر تقديمها يوم الأربعاء مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يطالب بوقف جميع الهجمات التي قد تسفر عن سقوط قتلى من المدنيين في سوريا، خاصة الضربات الجوية في حلب، وذلك بعد أيام من استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد نص فرنسي مماثل.

واستخدمت روسيا الفيتو يوم السبت ضد مشروع قرار فرنسي كان يطالب “بوقف كل القصف الجوي والطلعات العسكرية فوق مدينة حلب”. وجرى التصويت على نص روسي مماثل، ولم يتضمن ذلك الطلب بعد النص الفرنسي مباشرة، لكنه لم يحصل على عدد الأصوات الكافي لإقراره.

ويطلب مشروع القرار النيوزيلندي، “وقف كل الهجمات التي يمكن أن تؤدي لمقتل إو إصابة المدنيين أو إلحاق أضرار بمنشآت مدنية في سوريا، خاصة تلك التي تنفذ عن طريق الجو في حلب”.

وشنت القوات السورية هجوماً لاستعادة مناطق خاضعة لسيطرة الإرهابيين في حلب الشهر الماضي، بمساندة من سلاح الجو الروسي، بعد مرور أسبوع على وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه بمساعدة واشنطن وموسكو،وغشل بسبب عدم إلتزام جماعات مسلحة به.

وقال دبلوماسيون إن من المرجح أن يناقش مندوبو الدول بمجلس الأمن مشروع القرار الذي تقترحه نيوزيلندا خلال مأدبة غداء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس، وأشاروا إلى أن الهدف هو بحث ما إذا كان يمكن إجراء تصويت خلال أسبوع أو نحو ذلك.

ويحتاج مشروع القرار في الأمم المتحدة إلى تسعة أصوات مؤيدة وألا تستخدم أي من الدول الخمس دائمة العضوية حق الفيتو حتى يعتمد. والدول الخمس هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

وقال مندوب نيوزيلندا بالأمم المتحدة جيرارد فان بوهيمن “على المجلس مسؤولية محاولة التعامل مع أكبر قضية على جدول أعماله كما هو واضح والاستسلام في ظل مستوى القتل والدمار الذي يحدث لا يبدو التصرف السليم بالنسبة لنا”.

وأضاف “الهدف من هذا هو إحداث فرق عملي. نعلم أن مشاريع القرارات في حد ذاتها لا تؤدي هذا الغرض لكن إذا كانت ستساعد الناس في اتخاذ قرارات لتغيير نهجهم فإنها ستكون مفيدة”.

على صعيد منفصل قال دبلوماسيون إن كندا تسعى لإطلاع الجمعية العامة للأمم المتحدة على تطورات الوضع في سوريا الأسبوع القادم.

وقال مسؤولون إن وزير الخارجية الأمريكي سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سويسرا يوم السبت لبحث الأزمة السورية.

وتقود الولايات المتحدة وحلفاؤها حربا إعلامية ضد روسيا والحكومة السورية، تتهمها فيها بمهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية، وقصف المدنيين في مدينة حلب السورية.

وفي هذا الصدد، رفض مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين محاولات تحميل موسكو مسؤولية تدمير مدينة حلب، مؤكدا أن الدمار الذي لحق بالمباني ناتج عن الأعمال القتالية المستمرة منذ 5 سنوات

وفي مقابلة مع قناة "بي بي سي" بثت يوم الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، قال تشوريكن في معرض تعليقه على تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول احتمال تدمير أحياء حلب الشرقية بالكامل بسبب عمليات القصف، بحلول عيد الميلاد، "عندما أرى اللقطات التي يبثها التلفزيون، أعتقد أن حلب، لا سيما حلب الشرقية، كانت مدمرة (وقت بدء العمليات الروسية في المدينة). ولا يظهر في تلك اللقطات أي مبنى لم يتضرر. وحصل كل ذلك قبل بدء مشاركة الروس".

وأوضح أن هذا القدر من الدمار لا يمكن أن يؤدي إليه قصف يستمر لأيام عدة.

وشدد قائلا: "تستمر هذه الحرب منذ أكثر من 5 سنوات، وهذا الدمار الذي ترونه في حلب، في حلب الشرقية وفي حلب الغربية وفي بعض المدن الأخرى، مثير للصدمة، ولا شك في أن الروس لم يفعلوا ذلك، لأنهم يشاركون في (العمليات القتالية بسوريا) منذ فترة قصيرة نسبيا".

وأكد الدبلوماسي أن العسكريين الروس يواصلون عمليتهم بسوريا، لأن تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" مازالا ينشطان هناك.

وشدد قائلا: "من المهم أن نتذكر أنه كان هناك اتفاق تبناه مجلس الأمن في قرار له، يؤكد ضرورة محاربة هذين التنظيمين حتى هزيمتهما والقضاء عليهما. وهذا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه".