أوروبا تسعى من جديد لإدانة موسكو.. والقوات البحرية الروسية تتجمع قبالة سواحل النرويج

20.10.2016

رغم تمديد روسيا للهدنة الإنسانية المقررة اليوم في مدينة حلب ثلاث ساعات إضافية، لتصبح 11 ساعة "بناءً على طلب المنظمات الدولية"، ظهرت معلومات أن قادة أوروبا سيكتفون اليوم خلال اجتماع لهم بالإجماع على مشروع اتفاق لإدانة موسكو بسبب مشاركتها في العمليات العسكرية في المدينة، ومطالبة بالوقف الفوري للأعمال القتالية. ورغم عدم اتفاق الأعضاء الـ28 على رأي واحد، يبقى إحتمال فرض عقوبات فردية على السلطات الروسية، مستبعدا وفق ما توقعت مصادر ديبلوماسية متطابقة.

في هذه الأثناء، أكد ديبلوماسي في "حلف شمال الأطلسي" أن الروس يحشدون "أكبر انتشار (للقطع البحرية الحربية) منذ نهاية الحرب الباردة" قبالة ساحل النرويج، مرجحاً استخدامها لتعزيز هجوم نهائي على شرق حلب.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه بحث مع الرئيس فلاديمير بوتين سبل التوصل إلى اتفاق لإخراج مسلحي تنظيم "جبهة النصرة"، من مدينة حلب. ونقلت وكالة "الأناضول" عن أردوغان قوله، إن بوتين دعا إلى التعاون لإخراج "النصرة" من حلب، و"قمت بدوري بإبلاغ المعنيين للقيام بما يجب، واتفقنا على القيام بهذه الخطوة كي نتيح لأهل حلب فرصة العيش بأمان".

من جانبه، قال رئيس دائرة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، إنه "بعد تلقي العديد من طلبات منظمات دولية، تم اتخاذ قرار بشأن تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 3 ساعات، حتى الساعة السابعة مساء"، موضحاً أن "ذلك سيسمح لممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بتأمين خروج المرضى والمصابين والأشخاص المرافقين وكذلك المدنيون من المدينة".

وقال إن قيادة الجيش السوري أصدرت أمراً بسحب قواتها إلى مسافة تسمح للمسلحين بمغادرة المدينة، معرباً عن أمله أن تؤثر الولايات المتحدة وغيرها من الجهات المعنية في قادة المسلحين لتأمين خروجهم من حلب.

الجيش السوري أعلن بدوره أن الهدنة الإنسانية في الأحياء الشرقية في حلب ستطبق على مدى ثلاثة أيام لثماني ساعات يومياً.

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله "بهدف تحسين الأوضاع في المدينة يجري تطبيق وقف للأعمال القتالية لفترات محددة" من جانب الجيش السوري. كما "تم ترتيب نقل السكان المدنيين دون قيود وتوفير نقل الجرحى وخروج المسلحين مع سلاحهم دون عوائق من الأجزاء الشرقية".

وفي إطار المساعي السياسية لإيجاد حل للنزاع السوري، استضافت برلين، أمس، لقاءً ثلاثياً ضم بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن الدول الثلاث اتفقت على إجراء مشاورات بشأن سوريا في برلين، لافتاً إلى أن المحادثات ستشكل فرصة جيدة لإيصال الموقف الروسي إلى الشركاء مجدداً.
من جهة ثانية، أظهر مشروع اتفاق أن القادة الأوروبيين الذين يعقدون قمة، اليوم، في بروكسل "سيدينون بشدة" مشاركة روسيا في عمليات قصف الأحياء الشرقية لحلب، وسيطالبون بوقف "فوري" للأعمال القتالية. وأورد النص أن "المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان يجب أن يحاسبوا".

إلى ذلك، قال ديبلوماسي في "حلف شمال الأطلسي"، طلب عدم الكشف عن اسمه، نقلاً عن معلومات لأجهزة استخبارات غربية أن السفن الحربية الروسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة من المرجح استخدامها لتعزيز الهجوم النهائي على شرق حلب.

وأوضح أن الروس "ينشرون كل أسطول الشمال وجزءاً كبيراً من أسطول البلطيق في أكبر انتشار بحري منذ نهاية الحرب الباردة"، مضيفاً "هذه ليست زيارة ودية، فخلال أسبوعين سنرى تصعيداً في الهجمات الجوية على حلب في إطار استراتيجية روسيا لإعلان النصر هناك".

وأوضح الديبلوماسي أن الأسطول مر بمدينة بيرغن، أمس، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أنه سيمر في القنال الإنكليزي ويعبر مضيق جبل طارق إلى البحر المتوسط ومنه إلى الساحل السوري.

وفي جنيف، أجرى مسؤولون أميركيون وروس محادثات تهدف إلى الاتفاق على كيفية فصل مسلحي "جبهة النصرة" عن مقاتلي "المعارضة المعتدلة" في حلب، من أجل تمهيد الطريق لوقف إطلاق النار.

وقال ديبلوماسي غربي إن مسؤولين من قوى إقليمية مثل السعودية وقطر انضموا للمحادثات لكن لم تشارك إيران التي لم توجه لها الدعوة، فيما لم تحضر المحادثات أيضاً الأطراف السورية المتحاربة.

من جهته، قلل وزير الخارجية الأميركي جون كيري من شأن التوقعات بالتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع روسيا بشأن سوريا في أعقاب محادثات في جنيف، وحث موسكو على التزام الجدية بشأن إيجاد سبيل لإنهاء الصراع.

بدوره، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن مجلس الأمن عطل بياناً روسياً بشأن حلب يتضمن فصل الإرهابيين عن "المعارضة المعتدلة" في سوريا.