وقف اطلاق النار في قرة باغ لن يستمر طويلا

06.04.2016

اتفق طرفا النزاع في ناغورني قرة باغ على هدنة. وحسب السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع في جمهورية ناغورني قرة باغ، سينور اسراتيان تم التوصل إلى الاتفاق في 12:00 بالتوقيت المحلي. عشية مشاورات بشأن التسوية عقدها وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا، جون كيري وسيرغي لافروف. وتمت مناقشة الصراع في اجتماع مجموعة مينسك حول تسوية قرة باغ. ومن المتوقع أن يتوجه الرؤساء المشاركون للمجموعة - ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة وفرنسا- اليوم الى المنطقة.
أذربيجان لا تتوقف
في اليوم السابق، وفقا لوزارة دفاع أرمينيا، أفادت التقارير بأن الجانب الأذربيجاني استخدم منظومة "سميرتش" الصاروخية، وبدأ باستخدام طائرات من دون طيار إسرائيلية من طراز "ناغور"، التي عند كشفها للهدف، تتحول إلى صاروخ موجه. أذربيجان تدحض هذه المعلومات، رغم أنها تعترف بإمتلاكها مثل هذه الأسلحة. ويقوم الجيش الأذربيجاني بتعزيز مواقعه في أراضي قرة باغ المحتلة. سابقا، أعلنت أذربيجان بالفعل عن الهدنة، وفي مساء 3 أبريل/ نيسان، انتهكتها. وأثبتت تصرفات الجانب الأذربيجاني أنه لا ينوي التوقف، ويخطط لمواصلة التقدم في عمق الأراضي الأرمينية. لذا، فإن مصير الهدنة معلق بخيط رفيع.
وسائل الإعلام الغربية وأذربيجان
تثير سياسة التغطية الإعلامية الغربية للصراع الإنتباه. وعلى الرغم من تأثير اللوبي الأرمني، تقف وسائل الإعلام الغربية الرائدة إلى جانب أذربيجان. إذ روجت وسائل الإعلام الغربية للمناورة الدبلوماسية الأذربيجانية، ومزاعم وقف الأعمال العدائية، وهذا يدل على أن آلة الدعاية أكثر خطورة من تلك التي استخدمتها أجهزة الأمن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
يد واشنطن
على الرغم من التعزيزات العسكرية، فإن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إلتزم في الماضي بسياسة التوازن بين روسيا والغرب. ومع ذلك، مع بداية الصراع في أوكرانيا ازداد عدد الاستفزازات في منطقة قرة باغ الجبلية بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، حاولت القوات الموالية للغرب في أرمينيا، تنظيم ما يسمى بـ "ثورة إلكترونية"، وقبل ذلك إقامة حملة معادية لروسيا بسبب قتل الروسي فاليري بريماكوف لأسرة أرمنية. وبعد بدء العملية العسكرية الروسية في سورية، أصبح من الواضح أن منطقة قرة باغ، هي المرشح الأوفر حظا لزعزعة الاستقرار من قبل الغرب والدوائر الموالية للغرب في تركيا.
ابتزاز علييف
من المهم أن القوات المسلحة الأذربيجانية بدأت الصراع، في وقت كان فيه رئيس البلاد في الولايات المتحدة، حيث تم توقيع اتفاق للتعاون مع مجال الهيمنة العالمية. وبعد بعض الوقت، نشر الأميركيون وثائق تمس بعلييف، ضمن تسريبات بنما. سلوك رئيس أذربيجان، يدل على أن ابتزازه سياسيا من قبل الغرب لا يزال مستمرا. ولم يتم إتخاذ قرار الحرب في باكو. الغرب مهتم بالصراع. لذا، فإن نشوب حرب كبيرة أمر لا مفر منه، على الرغم من مبادرات السلام الدبلوماسية.
الحرب لا تخدم مصالح لأذربيجان
الصراع يضر ليس فقط بروسيا وأرمينيا. فالأولى ستضطر للإنشغال به عن المشاكل الدولية الأخرى، بما في ذلك أوكرانيا وسورية. الحرب في قرة باغ، في الواقع، جبهة جديدة للصراع العالمي بين الغرب وروسيا. أرمينيا وناغورنو قرة باغ تشهد خسائر بشرية، فالحرب تدور بالفعل على أراضيها.
أظهرت أذربيجان، رغم قدراتها عسكرية العالية، أنها لا تستطيع كسر أرمينيا وجمهورية قرة باغ، عبر هجوم مفاجئ، وبالتالي، فإن حربا طويلة تلوح في الأفق. والعودة إلى الوضع السابق، سيعني هزيمة علييف ورحيل محتمل لنظامه.
التوقعات
التكتيكات التي اختارتها أذربيجان، تشير إلى استعدادها للتحرك في خطوات صغيرة، لقضم قطعة من الأرض، ومن ثم إعلان هدنة، لتعزيز ومواصلة الهجوم. وفي مرحلة ما، سيتعب الجانب الأرميني من هذه الهدنة. وحينها يمكن اتهامه بكبح عملية السلام. القوى الغربية تتغاضى عن مثل هذا السلوك من قبل أذربيجان، بما في ذلك استخدام عامل النفوذ التركي. تركيا نفسها ربما ليست مهتمة بالحرب، فهذا سيزيد أعبائها بالإضافة إلى الجبهة الكردية والسورية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغير نظام أردوغان بنظام أكثر موالاة للغرب.