تعثّر في معركة الرقة... ووفد كردي إلى حميميم مجدداً

04.01.2017

بينما تتهادى وتيرة معارك «قوات سورية الديموقراطية» التي يرعاها «التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» في الرقة، تتواصل المساعي الروسية لتقريب وجهات نظر الكرد والحكومة السورية، لضمان دخولهم أي تسوية مرتقبة.

لم تعد وتيرة تقدم «قوات سوريا الديموقراطية» في معركة الرقة كما كانت في بداية انطلاقها منذ قرابة شهرين، رغم استمرار الدعم الجوي الكثيف لطائرات «التحالف» الدولي. ومع إدراك الكرد أنّ الاقتراب من عاصمة تنظيم «داعش» في الرقة يحتاج لإمكانات أكبر، لتجنّب عبء حمل راية معركة الرقة وحدهم كقوة قائدة لـ«قسد»، فهم يحاولون ضم قوات عربية إضافية تمثّلت بـ«قوات النخبة السورية» و«مجلس دير الزور العسكري»، وفصائل أخرى، غير أنها لا تُعَدّ قوات كافية لخوض معركة بحجم معركة الرقة.

وقد يعود تعثّر تقدم «قسد» في اتجاه قلعة جعبر الأثرية وسد الفرات الاستراتيجيين، رغم أن قواتها بعيدة عنهما أقل من 5 كيلومترت منذ أكثر من عشرة أيام، إلى استقتال التنظيم في الدفاع عنهما، رغم عشرات الغارات من «التحالف». الزخم في تلك المنطقة يؤكد أن التنظيم سيقاتل بشراسة دفاعاً عن معاقله، ما يعني أن الحذر الكردي في أي تقدم ميداني، هو في محلّه، لتجنب الوقوع بكمائن من شأنها أن ترفع من الكلفة البشرية للمعركة.
تباطؤ التقدم من محور ريف الطبقة نحو بحيرة الأسد وسد الفرات وقلعة جعبر وتطويق مدينة الطبقة، دفع قيادة «قسد» إلى إعادة فتح جبهة محور ريف عين عيسى منذ يومين، باتجاه بلدة حزيمة، بغية تضييق الخناق على «داعش» من الشمال والتغطية على تباطؤ القوات المتقدمة في الغرب. وقال مصدر في «قسد» لـ«الأخبار» إن «معركة الرقة طويلة وتحتاج لتكتيكات إضافية، لأنّ من الطبيعي أن يقاتل (داعش) بكل قوته»، لافتاً إلى أن «التباطؤ سببه كثرة الألغام والمفخخات».

إلى ذلك، سيتوجّه خلال أيام وفدٌ من الأحزاب الكردية إلى قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، لعقد مفاوضات مع ممثلين عن الحكومة السورية برعاية روسية، وذلك استكمالاً لاجتماع سابق بين الروس والكرد في حميميم منذ أقل من شهر. وحول هذا الاجتماع، أكد مستشار الرئاسة المشتركة لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، سيهانوك ديبو، لـ«الأخبار» أن «الاجتماع يُعَدّ خرقاً مهماً في تقليص مسافات التباعد والاختلاف في وجهات النظر بين الطرفين، في ما يخص حل الأزمة السورية»، لافتاً إلى أنهم يتمسكون برؤيتهم للحل عبر «نظام فدرالي ديموقراطي للجمهورية السورية». وكشف ديبو أن «الإدارة الذاتية أو الحزب لم يتلقيا أية دعوة لحضور مؤتمر الأستانة»، مؤكداً أنه «في حال عدم دعوتهم، لن يكونوا معنيين بأي من مخرجات أو تفاهمات يجري التوصل إليها خلال المؤتمر، وأن لا حل للأزمة السورية دون إشراك فاعل للكرد في التسوية السياسية النهائية».

وبالتوازي، لا تزال الخلافات الكردية ــ الكردية تتعمّق في ظل العجز عن تشكيل وفد موحّد من أحزاب «الإدارة الذاتية» و«المجلس الوطني الكردي»، وهو ما قد يؤخّر لقاء «حميميم» أو يجبر الجانب الروسي على عقد اللقاء بوفدين منفصلين. وتجسدت الخلافات في تصريحات سكرتير «الحزب التقدمي الكردي» في سوريا عبد الحميد درويش، التي أكد فيها «رفض الذهاب إلى حميميم تحت عباءة حزب الاتحاد الديموقراطي». ولفت إلى «أن موقف الحكومة السورية، أفضل من موقف الائتلاف والمعارضة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن وجهة نظر حزبه تقول إن «الحكم الذاتي هو أفضل حل للقضية الكردية في سوريا».

أنقرة تعرقل مشاركتنا في مفاوضات أستانة

أكد مستشار الرئاسة المشتركة لحزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي، سيهانوك ديبو، أنّه «لا يوجد أي علاقة أو تواصل مع الأتراك». ولفت إلى أنهم «يرون الأتراك قوة احتلال ويجب التعامل معهم، كما يجري التعامل مع داعش»، مشيراً إلى أنهم «يتمنون أن تكون لهم علاقات جيدة مع الأتراك سواء ككرد أو كسوريين، إلا أن النظرة العدائية التركية لقواتنا، تمنع أي تحسّن في العلاقة معهم». وتوقّع أن تعرقل تركيا دعوتهم إلى مؤتمر الأستانة، «ما سيضعف فرص نجاحه».

نشرت للمرة الأولى في "الأخبار"