روسيا ترد على عدوان الناتو بأسلحة تفوق سرعة الصوت
عند تحليل القدرات الصاروخية البالستية الأمريكية والصواريخ المضادة للأهداف الجوية ذات القدرات البالستية بعيدة المدى، وجد الخبراء الروس أن مشكلة الأميركيين، أنهم لا يملكون صواريخ اعتراض للصواريخ الباليستية في طبقة الميزوسفير (من ارتفاع 35 إلى 80 كم). لذلك ركزت روسيا على تطوير وسائل دفاعية تفوق سرعتها سرعة الصوت تعمل لمسافات طويلة في مثل هذه الارتفاعات.
المبدأ المستخدم من قبل الدرع الباليستي الأمريكي هو إرسال الصاروخ إلى الفضاء أو إلى داخل نقطة التأثير قبل حساب مسار الصواريخ الباليستية. لذلك فالصواريخ الأمريكية الاعتراضية تعمل كصواريخ شبه مدارية على الوقود الصلب. منذ أن يتم إطلاقها لا يمكن وقفها ولا يمكن تعديل مسارها. وإذا كانت الحسابات لا تتوافق مع أهداف الصواريخ البالستية فإن مناورات الاعتراض سوف تفشل.
نوعين من الأنواع الثلاثة للصواريخ الأمريكية المضادة للصواريخ الباليستية THAAD وSR19 من التصنيف SM-3 بلوك 1B ، يعملان بنفس المحرك الذي يعتمد على الوقود الصلب وهما مشتقان من احد نوعين من الصواريخ العابرة للقارات MX (خرج من الخدمة) ومينوتمن الثاني. ينتج محرك هذا الصاروخ عن طريق شركة "ايروجت جينير".
وزن الصاروخ SR19 هي 15 طن ويصنع لدى شركة فورت غريلي (الاسكا) في فاندنبرغ (كاليفورنيا) وفي هاواي، ويهدف إلى ضرب الصواريخ الباليستية التي تسير على ارتفاع بين 150 و 500 كم. أما صاروخ THAAD (يزن 900 كجم) ويشكل الدرع الأرضي ضد الصواريخ الباليستية، وهو يعمل في الارتفاعات ما بين 80 و 150 كم. لذلك فصاروخ SR19 أثقل وسرعته أبطأ، ولديه وقود أكثر من THAAD.
ويوجد الصاروخ الثالث المعترض للصواريخ الباليستية ، SM-3 بلوك 1B، في السفن ايجيس الامريكية في ديفيسيلو في رومانيا، ويهدف إلى ضرب الصواريخ الباليستية التي تسير على ارتفاعات تتراوح بين 100 و 300 كم. ويزن هذا الصاروخ SM-3 بلوك 1B 1.5 طن وهو صاروخ ثلاثي المراحل يعمل بالوقود الصلب، وهو إلى جانب صواريخ باتريوت المضادة للأهداف الجوية بعيدة المدى يمكنه ضرب الصواريخ البالستية التي تسير تحت ارتفاع 35000 متر.
السلاح الروسي الأول من نوعه المصمم لاختراق الدروع البالستية الأمريكية هو النظام الصاروخي اسكندر ارض ارض الذي يبلغ مداه الأقصى 500 كلم، وتصل سرعته إلى 7600-9300 كلم / ساعة.
الصاروخ 3M22 ZIRKON مخصص لضرب حاملات الطائرات. في اختبارات الإطلاق التي بدأت في 18 مارس، 2016. الصاروخ ZIRKON الذي يزن 5 أطنان يمكن أن يطلق من طائرة ومجهز بنوع من المحرك النفاث الذي يستخدم فقط الضغط الديناميكي وتصل سرعة الصواريخ ZIRKON إلى 6.2 ماخ (6500 كم / ساعة) ويسير على ارتفاع 30000 متر وتأثير الطاقة الحركية على الهدف أعلى ب 50 مرة من تأثير الصواريخ المتاحة جو- بحر.
من الأسلحة القتالية الأخرى التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي الآن في الاختبار في روسيا، هو الصاروخ الفضائي يو 71 (مشروع 4202)، الذي أطلق 4 مرات بين عامي 2013 و 2016 من دومباروفسكي كوسمودرو باستخدام المرحلة الأولى من الصواريخ البالستية UR-100. على ارتفاع 70 كم، يبدأ الصاروخ التصحيحات والانزلاق الأفقي بسرعة تصل 11200 إلى 12500 كم/ساعة ، ثم يحدث الانفصال. إن الرحلة الفضائية التي تبلغ مسافتها الكاملة 5500 كيلومتر لا تتجاوز 16 دقيقة. على عكس الرؤوس الحربية للصواريخ البالستية، فإن الصاروخ الفضائي يو 71 يزيد من إمكانية المناورة بحيث لا يمكن أن تحسب رحلته من قبل أجهزة الكمبيوتر في مراكز الدروع البالستية الأمريكية. بدءا من العام 2020، سيكون لدى روسيا 24 صاروخ يو 71 في القاعدة النووية الإستراتيجية في دومباروفسكي.
يستخدم 50٪ من وقود الصواريخ لرفعها عن الأرض ولتأمين استمرار ارتفاعها في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي حتى تصل إلى ارتفاع 10 كم. لذلك فإن الباحثين الروس يعملون على التكيف مع منصات إطلاق تعمل مع الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، مع مسارات قابلة للتعديل، ووقت تشغيل بين 300-400 ثانية. يجب أن يكون وزن الصاروخ الفضائي حوالي 40 طن، ويطلق من ارتفاع 8 إلى 10 كم من طائرة النقل IL-76M.