روسيا تحصل على أول قاعدة عسكرية في الخارج

صادق مجلس الدوما في نهاية الأسبوع الماضي، على اتفاق بين الاتحاد الروسي والجمهورية السورية، لنشر مجموعة جوية من للقوات المسلحة في منطقة مطار حميميم لفترة غير محددة ودون مقابل. أي مجانا. هذه هي أول قاعدة عسكرية روسية في الخارج بعد العام 1991، وتمنح موسكو مخرجا على منطقة البحر الأبيض المتوسط بأسرها. وستصبح محط قدم جديد للإمبراطورية الروسية.

وقد أظهرت الحرب في سوريا، فعالية المجموعة الجوية الروسية، إلا أن القوات الموجودة في سوريا، لا تكفي لتغطية كامل أراضي سوريا، ناهيك عن غيرها من المناطق الساخنة، أو تلك التي قد تتدخل القوات المسلحة الروسية فيها. السوريون شكروا روسيا بشكل كاف على أدائها الدؤوب لالتزاماتها.

ما الذي ستحصل عليه موسكو من الاتفاق الجديد مع سوريا؟
وفقا للإتفاق، تتمتع المجموعة الجوية الروسية بحصانة كاملة من السلطة القضائية المدنية والإدارية للجمهورية العربية السورية، وهي معفاة من أي ضرائب، روسيا لها الحق في استيراد وتصدير الأسلحة والذخائر والمعدات والمواد بشكل معفى من الرسوم الجمركية.

كما أن موظفي القاعدة الجوية من العسكريين والمدنيين الروس لا يخضعون للتفتيش من قبل خدمات الحدود والجمارك في سوريا. في الواقع، القوات الروسية تحصل على حقوق السلك الدبلوماسي. خلال العمليات في سوريا، العالم كله شاهد مدى فعالية تعبير هؤلاء الدبلوماسيين عن الاحتجاج تجاه الجماعات الإرهابية.

الآن قاعدة حميميم ستصبح أوسع، والمعدات الموجودة هناك ستصبح أكثر. وستتم تهيئة الظروف لنشر طائرات النقل الثقيلة وبناء مدارج جديدة ومواقف للطائرات وتركيب معدات لاسلكية جديدة، بما في ذلك نظام مراقبة الحركة الجوية. كما سيتم بناء منشآت جديدة في القاعدة - الثكنات، والمقاصف، والمستشفيات، وبالإضافة إلى ذلك، ستكون القاعدة مجهزة بمنظومات صاروخية ومدافع مضادة للطائرات من طراز "بانتسير" كما ستتم زيادة عدد القوات البرية.

كما قامت موسكو بتوسيع التعاون مع تركيا. في أنقرة، يجري الحديث عن ضرورة إزالة وحدة حلف شمال الاطلسي بقاعدة انجرليك، التي انطلق منها متمردو غولن لتنسيق أعمالهم أثناء محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو، ومنها انطلقت المقاتلة التي اسقطت القاذفة الروسية. تبعد قاعدة انجرليك عن قاعدة حميميم الروسية 100 كيلومتر. وعلى سبيل المثال، من حميميم إلى مضيق البوسفور 3 ساعات طيران. الحلم القديم يصبح حقيقة. عادت روسيا إلى الساحة السياسية في الشرق الأوسط لتبقى.

قاعدة حميميم ليست المكان الوحيد الذي ستنتشر فيه القوات الروسية - هناك أيضا المركز البحري في طرطوس ومطارات شيرات وتياس، ونقطة التواجد في مطار كويريس ومطار القامشلي في شمال سوريا. لذلك، حميميم ستصبح مركزا كاملا للبنية التحتية العسكرية الروسية في هذه المنطقة المهمة استراتيجيا.