قمة البحرين.. شراكة مع بريطانيا وعداء لإيران وتهنئة لترامب
لم تتمخض قمة البحرين عن "اتحاد" بين دول الخليج في العام 2016، بل اكتفت بـ "مواصلة التعاون"، مع إعادة صياغة مشابهة لمقررات صدر مثلها عن اجتماعاتهم الأخيرة. الجديد في هذه القمة، هو تهنئة موجهة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وأمل بالتعاون، وتنديد بقانون "جاستا"، ورسالة بريطانية من داخل قمتهم في المنامة، موجهة لمحاصرة تداعيات الـ"بريكست" وتوسيع التعاون البريطاني مع دول الخليج الغنية، أكثر منها إلى "عدوانية إيران"، بحسب الضيفة البريطانية الاستثنائية على القمة تيريزا ماي.
وأجل زعماء الخليج، أمس، تقرير مصير "الاتحاد" إلى عام إضافي، بعدما اتفقوا في ختام قمتهم الـ37 في المنامة، على "مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد"، ورفع ما يتم التوصل إليه إلى القمة الخليجية المقبلة المقررة في الكويت عام 2017.
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع أميركا ودونالد ترامب، أكد قادة الخليج "تطلعهم إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة والعمل معاً لما يحقق السلم والاستقرار في المنطقة والعالم"، معربين "عن بالغ قلقهم واستنكارهم لإصدار الكونغرس الأميركي تشريعاً باسم قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)"، ومُعربين "عن الأمل أن تتم إعادة النظر في هذا التشريع".
وفي إعلان مشابه للبيانات الصادرة عن اجتماعاتهم الأخيرة، أعرب زعماء الخليج عن رفضهم "التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة"، داعين طهران لـ"الكف الفوري عن الممارسات التي تمثل انتهاكاً لسيادة دول المجلس واستقلالها".
وفي هذا الصدد، شدد الزعماء الخليجيون على ضرورة "التزام إيران بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع مجموعة 5+1 في يوليو/تموز 2015 بشأن برنامجها النووي"، و"ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة، وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران لالتزاماتها طبقاً للاتفاق".
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، قال البيان إن "سفك الدماء المتواصل في سوريا والحالة الإنسانية المتفاقمة، خاصةً في مدينة حلب، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ترقى لمستوى جرائم الحرب، تستدعي عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة"، مؤكدين "دعمهم للجهود المبذولة من الإمارات والسعودية وقطر وتركيا، الداعية لعقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الحالة في سوريا".
واعتبر البيان أن "تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وما يسمى مجلساً سياسياً في الجمهورية اليمنية، بين الحوثيين، وأتباع علي عبد الله صالح، خروج عن الشرعية الدستورية المعترف بها دولياً، ويضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق سياسي".
وفي الشأن العراقي، أكد البيان "دعم المجتمعين لحكومة بغداد في عملية تحرير الموصل مما يسمى داعش"، معربين عن إدانتهم لـ"الجرائم التي تُرتكب على أساس طائفي ضد المدنيين في المناطق المحررة". كما أعربوا عن أسفهم لـ"تصريحات بعض المسؤولين العراقيين ووسائل الإعلام تجاه بعض دول المجلس، واستخدام الأراضي العراقية للتدريب وتهريب الأسلحة والمتفجرات للدول الأعضاء".
وهنأ "المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي"، ميشال عون لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، كما هنأ سعد الحريري بتسميته رئيساً للوزراء، متمنياً "التوفيق والنجاح لهما في مهامهما بما يسهم في مضي البلاد قدماً على طريق التقدم والازدهار وبما يحقق الأمن والاستقرار للبنان الشقيق"، متطلعاً إلى "تطوير وتعزيز العلاقات بين دول المجلس ولبنان في مختلف المجالات".
وشدّد المجلس الأعلى مجدداً "على قرار دول المجلس باعتبار مليشيات حزب الله بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية"، وأن دول المجلس "ماضية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة".
وفي ملف الإرهاب، أشار البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي إلى "استمرار الدول الأعضاء بمحاربة ما يسمى داعش، بكل الوسائل في سوريا والعراق وغيرهما من الجبهات، والالتزام بالمشاركة في التحالف الدولي لمحاربته".
وفي ما خصّ العمل العسكري المشترك، أعرب قادة الخليج "عن ارتياحهم وتقديرهم للإنجازات التي تمت في نطاق تحقيق التكامل الدفاعي بين دول المجلس بهدف بناء شراكة استراتيجية قوية، وإقامة منظومة دفاعية فاعلة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات، والخطوات التي تحققت لإنشاء القيادة العسكرية الموحدة".
وشدد زعماء الخليج على دعمهم "انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة كعضو كامل العضوية في كل المحافل الإقليمية والدولية".
إلى ذلك، أطلق زعماء دول الخليج ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال قمة المنامة "شراكة استراتيجية" في المجالات الامنية والسياسية والتجارية، متعهدين العمل معا لمواجهة "عدوانية ايران".
وقالت ماي في كلمة ألقتها أمام الزعماء الخليجيين "علينا أن نواصل مواجهة الاطراف التي تزيد أفعالها من عدم الاستقرار في المنطقة"، مضيفة "أود أن أؤكد لكم أنني على دراية تامة بالتهديد التي تمثله إيران بالنسبة الى الخليج ومنطقة الشرق الاوسط. علينا العمل معا من أجل التصدي للتصرفات العدوانية لإيران في المنطقة".
وشددت المسؤولة البريطانية على أهمية "الشراكة الاستراتيجية" بين بريطانيا ودول الخليج بهدف تعزيز أمن دول الخليج، بما يشمل الاستثمار في مجالات التسليح وكذلك التدريب في البحرين والاردن.
وقال بيان صادر عن مجلس التعاون الخليجي إن دول الخليج اتفقت مع رئيسة وزراء بريطانيا على "إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة لتعزيز علاقات أوثق في كل المجالات، بما في ذلك السياسية والدفاعية والامنية والتجارية" والثقافية والاجتماعية، مضيفاً أن "الجانبين توافقا على هزيمة المتطرفين الذين يمارسون العنف، بما في ذلك تنظيم داعش، والتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".