مدخل لفهم الوضع الجيوسياسي للجزائر

27.07.2016

بادئ ذي بدء، أود أن أتحدث إلى أهمية علم الجيوسياسة. كثير من العلماء يقولون الآن أنه نظام مفتوح. إذا تحدثت عن الوضع الجيوسياسي في الجزائر، يجب أن أضعه في السياق الصحيح. الجزائر يحدها ما يسمى المنطقة "الرمادية". لدينا مشاكل بالقرب منا في ليبيا وتونس ومالي. يمكن وصف الوضع الجيوسياسي الجزائري في العديد من مستويات التحليل. يمكننا وصفه كمنطقة مغاربية، أو كجزء من منطقة البحر الأبيض المتوسط، أو من المنطقة العربية. الجزائر لديها خبرة كبيرة في إدارة الشؤون الدولية ولدينا كبار الخبراء في وزارة الشؤون الخارجية، على سبيل المثال السيد رمضان العمامرة.

قراراتنا الخارجية حيوية دائما. وأيضا، هناك تفاعل واسع النطاق بيننا وبين دول أخرى. لدينا الكثير من العلاقات حتى مع القوى الغربية. هناك توازن وتفاعل مع مختلف القوى العالمية. وفي معرض الحديث عن القوى الغربية، نحن في الجزائر لدينا علاقات خاصة مع فرنسا لأننا مستعمرة فرنسية سابقة. وقد وفر هذا الأمر لنا علاقات اقتصادية جيدة مع أوروبا. وهناك أيضا وجود اقتصادي للولايات المتحدة. ولكن فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، نحن نسعى للتعاون مع قوى مثل روسيا والصين وإيران. نحن نناضل من أجل العديد من القضايا الجيوسياسية التي نعتقد أنها على حق وعادلة.
إذا تحدثنا عن وجود فرنسا، يجب أن نذكر أيضا موضوع التراث الفرنسي التاريخي. وقد كان لتجربة الاستعمار الماضي لدينا تأثير كبير على نظام الإدارة. فاللغة الفرنسية هي اللغة الثانية في الجزائر. بالطبع هناك حضور للغة الفرنسية في الاقتصاد والسياسة، ولكننا نحافظ على سيادتنا بكل فخر. وهناك تعاون، ولكن منذ عام 1962 حصلنا على استقلالنا ونحن نعمل للحفاظ عليه. هناك بعض الصعوبات في علاقاتنا، مثل مشاكل الهجرة، وبعض الضغوط السياسية. على فرنسا إيجاد وسيلة جديدة للتفاعل معنا بالشكل الذي يحترم سياستنا الخارجية الخاصة. في الوقت الحاضر نحن نسعى من أجل زيادة فرص الوصول الاقتصادي للعالم بأسره.
لا أستطيع أن أقول أن هناك وجود فرنسي حقيقي في الجزائر. هناك تعاون متبادل، ولكن نحن بشكل صارم ضد أي تدخل.

الآن ينتشر الإرهاب في كل أنحاء العالم، وهذا ما يرتبط بالجماعات الإسلامية المتطرفة. مرت الجزائر بحقبة الإسلام السياسي في الثمانينات والتسعينات. كان ذلك الوقت دامي للشعب الجزائري، لكننا اكتسبنا خبرة في مجال مكافحة الإرهاب. روح الإرهاب لا تعمل فقط على الأيديولوجية، ولكن أيضا على الأشياء المادية والمالية. لدينا جيش وطني لديه خبرة كبيرة في القتال ضد هذا النوع من المجموعات. يجب على جميع البلدان التواصل والتعاون من أجل حل هذه المشكلة. الإسلام الراديكالي هو شيء جديد، لا يتصل مع التاريخ والثقافة الإسلامية. يمكن أن نجد العديد من نماذج هذه الجماعات المتطرفة. "داعش" ليس إسلام حقيقي، والعديد من مقاتليه لا يعرفون الإسلام، وفيه العديد من الأجانب. أولا وقبل كل شيء، يجب أن يتوقف تمويل هذه المجموعات.