لأول مرة في الحرب السورية .. "أستانا" دخل حيذ التنفيذ
اعتبر وزير الخارجية الكازاخستاني أن أهم ما خلصت إليه مفاوضات السوريين في أستانا يومي الـ23 والـ23 من يناير/كانون الثاني، دخول مقرراتها حيز التنفيذ وصمود وقف النار في سورية.
وأضاف خيرت عبد الرحمنوف في حديث أدلى به الجمعة 3 فبراير/شباط أن المباحثات الروسية التركية الإيرانية المرتقبة في أستانا في الـ6 من الشهر الجاري، تؤكد أن "حلبة أستانا تسهم بشكل فعال في تسوية الوضع في سوريا".
وأشار إلى أن اجتماعات أستانا المنتظرة "سوف تحمل طابعا فنيا، أي ستقتصر على الخبراء المنخرطين بشكل مباشر في مراقبة استمرار وقف إطلاق النار في سوريا".
وكان البيان الختامي لمفاوضات أستانا، قد أعلن عن وحدة الأراضي السورية كدولة متعددة الأديان، وتعزيز تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، وإقامة آلية ثلاثية لمراقبة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ومنع أي استفزازات وتثبيت كل آليات تطبيق الهدنة.
وبعد مؤتمر أستانة، توقفت المعارك والاشتباكات المباشرة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة المختلفة باستثناء "جبهة النصرة" و"داعش"، وساهم وقف إطلاق النار في إنجاز عدد من المصالحات في بعض المناطق في سوريا، الأمر الذي خفف من الأعباء عل ىسكان هذه المناطق وكذلك استطاعت وحدات الجيش السوري التفرغ لقتال "داعش" في كل من ريف حمص وشمال حلب ودير الزور.
ومن أهم المناطق التي توقف فيها القتال ريف حلب الغربي والجنوبي، وريف حماه الشمالي وصولا إلى إدلب، وما تبقى من قرى في ريف اللاذقية الشمالي، وريف دمشق الغربي والشمالي والجنوبي، وكذلك بعض مناطق درعا. وستشمل المحادثات التي ستعقد في 6 شباط في "أستاانا" بين الأطراف الراعية للاجتماع الأول الخطوة الثانية من تنفيذ قرارات مؤتمر "أستانا" والتمهيد للانتقال إلى مباحثات جنيف التي تم تأجيلها إلى 20 شباط بسبب عدم استكمال تشكل وفد المعارضة. والخطوة الثانية المنتظرة الآن هي فصل جبهة النصرة عن باقي الفصائل في المناطق المشتركة، وهذه الخطوة قد تؤدي إلى تعاون معين بين الجيش السوري وبعض الفصائل المسلحة التي حضرت مؤتمر "أستانا". إلا أن هذه الخطوة ستكون الأصعب على فصائل المعارضة وعلى الداعمين لها وخاصة بعض الاصطفافات التي شهدتها الفصائل المسلحة في إدلب وريف حلب وانضمام عدد منها إلى جيهة النصرة مشكلة "هيئة تحرير الشام"، إلا أن التزام تركيا وفصائل المعارضة الراغبة في إحلال السلام في سوريا أمام تعهداتها سيفرض عليها تحديد الجماعات التي لا تريد الدخول في عملية التسوية السياسية مثل "النصرة" و"داعش" وغيرها.
ويرى متابعون للشأن السوري أن مؤتمر أستانا نجح نسبيا، وتأتي الآن مرحلة اختبار الاستراتيجية التركية نحو سوريا، فهناك معركة الباب شمال حلب حيث تتقدم قوات الجيش السوري ياتجاهها من الجنوب، وتحاصرها قوات "درع الفرات" التركية من الشمال والغرب، بالوقت الذي تنص فيه مقررات اجتماع أستانا الذي وقعت عليه تركيا على وحدة واستفلال أراضي سوريا، و هذا يحتم على تركيا الانسحاب من الباب وتركها للجيش السوري، وكذلك تعتبر مسألة تمويل وفتح الحدود أمام تدفق السلاح والمسلحين نقطة اختبار أخرى للاستراتيجية التركية في سوريا، فتعزيز وقف إطلاق النار يستوجب وقف مد المجموعات المسلحة بالسلاح القادم من تركيا، وهذه النقطة ليست فقط هامة، بل هي أساسا وشرطا لازما من أجل إحلال السلام في سوريا. ويبدو الموقف الروسي واضحا فهو يعول على التغير التركي في التعامل مع الملف السوري، وفي الوقت نفسه تنتهج روسيا الاستراتيجية نفسها التي اتبعتها في سوريا منذ بداية الأزمة وهي محاربة الإرهاب ودعم الدولة السورية والجيش السوري.