القاذفة "تو 95" وصواريخها المجنحة ضد الإرهاب في سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه خلال الغارات الجوية التي قام بها سلاح الطيران الاستراتيجي الروسي، تم تدمبر تجمعات لمركبات مدرعة ومرافق إنتاج أسلحة لميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية". وخلافا للطلعات الجوية السابقة، فقد تم تنفيذ هذه المهمة دون الرور بأوروبا، إذ أطلقت الصواريخ المجنحة من البحر الأبيض المتوسط.
ونفذت القاذفة الاستراتيجية "توبوليف 95" التابعة لقوات الفضاء الروسية ضربات جوية ضد أهداف محددة في سوريا، يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة".
وبتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني، استخدمت القوات الجوية الروسية مرة أخرى الصواريخ المجنحة والتي أطلقت من القاذفات الإستراتيجية التي أقلعت من مطار انجلز (الذي يبعد 520 ميل شرق موسكو) واستهدف مواقع عسكرية للمتشددين في ضواحي مدينتي ادلب وحمص. حسب وزارة الدفاع الروسية.
وجنبا إلى جنب مع القاذفات الاستراتيجية، شملت المهمة مقاتلات من نوع "سو 33" المحمولة على حاملة الطائرات الادميرال كوزنتسوف والتي تؤمن تغطيتها طائرات "سو م س 30".
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية, تم تنفيذ الضربات الجوية ضد مراكز قيادة داعش, ومرافق لصنع الأسلحة، ومستودعات الذخيرة والأسلحة، وكذلك المناطق التي كانت تتمركز فيها الميليشيات المتشددة.
وحسب تصريح الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الروسية اللواء ايغور كوناشينكوف "تم فحص وتأكيد إحداثيات الأهداف والتحقق منها عبر عدة قنوات. وتم تدقيق نتائج الضربات بواسطة الطائرات بدون طيار".
طريق جديد للقاذفات الاستراتيجية
يذكر أن الغارات السابقة للقاذفات الاستراتيجية الروسية، كانت تتم عبر بحر قزوين، بحيث تعبر فوق أراضي إيران والعراق، والمهمات الأخيرة، تم تنفيذها بمرور القاذفات فوق البحار الشمالية والشرقية الأطلسية، في حين أطلقت صواريخ كروز من البحر الأبيض المتوسط.
يذكر أن طائرة "توبوليف 95 MS" قادرة على قطع مسافة 11 ألف كيلومتر، مع إعادة تزودها بالوقود في الجو.
ووفقا لرئيس مجموعة شركات "كولون"، بافل بولات، عما تم تداوله بخصوص قرار زيادة مدى تحليق المقاتلات بمقدار ضعفي المسافة، قال: "تجرب قوات الفضاء الروسية قدرات الطيران الاستراتيجي في حال تحقق إغلاق كامل للمجال الجوي. حيث يحتاج المرء الى التأكد من أنه يمكنه الوصول إلى أي شخص في أي مكان". على أي حال لم يتم تحديد مسار عودة "تو 95" الى الوطن من قبل ادارة الجيش.
وأشار رئيس المركز الدولي للتحليل الجيوسياسي، العقيد المتقاعد الجنرال ليونيد إيفاشوف، إلى أن روسيا ليس لديها القدرة على نقل الطيران الاستراتيجي إلى سوريا دون إنفاق المزيد من المال على الوقود. وأوضح أن مطار حميميم الذي يستخدم حاليا من قبل الطيران في سوريا، لا يناسب القاذفات الاستراتيجية حيث أن المدرج قصير جدا في ظل غياب البنية التحتية الأساسية.
أسباب إشراك الطيران الاستراتيجي في العملية بسوريا؟
وفقا لبافل بولات، كان لآخر طلعة قتالية مهمة تنفيذ هجوم متزامن ضد كل أهداف المتشددين المكتشفة. ولتنفيذ لمثل هذه المهام، يتم استخدام الطيران الاستراتيجي. وقال: هناك مصطلح عسكري لذلك - هجوم جوي شامل. وأوضح بولات أن هذا يسبب الفوضى في صفوف العدو ويعطي ميزة كبيرة للقوات برية.
ويضيف: تستخدم قنابل" احتياطية" لضرب الاتصالات، وبالتالي عزل مناطق القتال. وأضاف أنه، على سبيل المثال، "تم شن غارات قامت بها القاذفات على خط الجبهة الروسية لتدمير مصافي داعش للنفط وقوافل من صهاريج النفط المتجهة نحو الأراضي التركية".
صاروخ KH-101
توبوليف 95 MS واحدة من القاذفات الاستراتيجية الروسية الرئيسية القادرة على اطلاق الصواريخ المجنحة الجديدة من نوع KH-101 "وهو صاروخ مجنح تفوق سرعته سرعة الصوت ويصل مداه إلى5000 كيلومتر. ويمكن إطلاقه من على ارتفاع يصل إلى 10 آلاف كيلومترات ويزن رأسه الحربي نحو 400 كيلوغراما. وذلك حسب مصدر في مجال صناعة أسلحة الدفاع.
ووفقا للمصدر، لدى روسيا أيضا نسخة نزودة برأس نووي من هذا الصاروخ، وتحمل اسم KH-102.
"ويعتبر أحد معادلات صواريخ KH-101، الصواريخ بعيدة المدى الأميركية AGM-، وأضاف المصدر، هي تماما مثل الصاروخ الروسي، وتحتوي نظام ربط بالأقمار الصناعية GPS ونظام ملاحة مستقل بالقصور الذاتي.
أنظمة إطلاق جديدة
وفقا لمصدر مطلع، تم تزويد الطائرة المقاتلة "سو 33 " بنظام ملاحة جديد عالي الدقة، SVP-24، للصواريخ غير الموجهة. يوفر النظام الجديد إمكانية تحسين دقة الضربات الجوية بشكل كبير وتجنب سقوط ضحايا محتملين بين السكان المدنيين.
يقوم النظام بضبط مسار الصاروخ على أساس وضعية الطائرة المقاتلة ومكانها إحداثيات الرحلة. ونتيجة لذلك، لا يتجاوز الانحراف عن الهدف عدة أمتار.