صواريخ روسيا تحطم أسطورة البحرية الأمريكية التي لا تقهر
تسيطر الولايات المتحدة على العالم، وتملك قوات بحرية أقوى بثلاث مرات من روسيا. وعلاوة على ذلك، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية أمرا استراتيجيا بنشر وحدات كبيرة من القوات البرية، التي تتكون من مئات من سفن الشحن ذات السعات الكبيرة. ويتم تنظيم هذه السفن في مجموعات بحرية استكشافية قوية جدا حول حاملات الطائرات وتضم هذه المجموعات البحرية سفن إنزال برمائية ونواقل بحرية للقوات والمعدات العسكرية.
مع القوات المنتشرة في أوروبا وآسيا، ومع جيوش الدول المتحالفة، يمكن للولايات المتحدة أن تحاول غزو روسيا. لذلك فإن العقيدة العسكرية الجديدة التي ظهرت في روسيا تنص على أن أكبر خطر على مجموعات الأمان الروسية هو مجموعة التدخل السريع التابعة للبحرية الأمريكية، والتي يمكنها نقل قوات الغزو إلى الحدود الروسية.
هناك عدة أنواع من الدروع المضادة للصواريخ الباليستية لحماية المجموعات الاستكشافية ومناطق هبوط قوات البحرية الأمريكية من سفن النقل. النظام الأول هو نظام دفاع صاروخي بحري مزود بصواريخ SM-3 كتلة 1B والمثبت على المدمرات الأمريكية والطرادات المضادة للصواريخ البالستية، بالإضافة إلى الدروع المضادة للصواريخ الباليستية في بولندا ورومانيا. والنظام الثاني هو نظام "ثاد" المحمول مع القوات البرية الأمريكية للدفاع عن مناطق هبوط القوات. إضافة إلى ذلك هناك النظام المحمول للصواريخ طويلة المدى المضاد للطائرات (مثل صواريخ باتريوت) مع قدرات مضادة للصواريخ الباليستية التي تكون في مرحلتها النهائية تحت ارتفاع 35000 متر.
كان الافتراض الذي بدأ الخبراء الروس على أساسه بناء المركبات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هو أن الصواريخ الباليستية الأمريكية لا يمكنها اعتراض أية قذيفة تحلق في الميزوسفير (الارتفاع 35.000- 80.000 م)، وأن روسيا على عكس الولايات المتحدة تملك عددا من محركات الصواريخ القوية جدا. على سبيل المثال لا تستطيع وزارة الدفاع ووكالة ناسا إرسال أقمار صناعية إلى المدار إذا لم تسلمها روسيا محركات الصواريخ RD-180. روسيا تعمل على إنشاء منظومة لضمان علاج هذا الضعف عن طريق الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. يتم تصنيف المركبات الجوية وفقا لسرعة الطيران على النحو التالي: دون سرعة الصوت (أقل من سرعة 1220 كم / ساعة، - 1 ماخ) الأسرع من الصوت (بسرعة بين 1 ماخ و 5 ماخ - ما يصل إلى 6000 كم / ساعة)، والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت (مع سرعات بين 5 ماخ و 10 ماخ - ما يصل إلى 12000 كم / ساعة).
الأسلحة الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت
السلاح الروسي الرئيسي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مشتق من صاروخ الفضاء يو 71 (مشروع 4202)، الذي حلق خلال الاختبارات بسرعة 6000-11200 كم / ساعة على مسافة 5500 كم على ارتفاع تحت 80000 متر، حيث تلقي النبضات المتكررة من محرك الصاروخ للقيام بتنفيذ المناورات والانعطافات أثناء المسار. وتشير التقديرات إلى أن الصاروخ مزود برؤوس حربية متعددة، مع نظام توجيه مستقل مماثل لأنظمة الصواريخ جو-أرض KH-29 L / T والصواريخ T KH-25 (التي تسمح بانحراف محتمل من 2-6 م). على الرغم من أنه يمكن أن يحمل الرؤوس الحربية النووية، لكنه سيكون مزودا برؤوس حربية تقليدية وسوف يتم إطلاقه من الغواصات الروسية التي تعمل بالطاقة النووية.
عامل متغير آخر للسلاح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مستمد من الصاروخ يو-71 حيث تطلق هذه الصواريخ من طائرات النقل العسكري الروسية Il-76MD-90A (II-476) . حيث يستهلك الصاروخ 50٪ من وقوده فقط في طبقات الغلاف الجوي الكثيفة للغاية التي يصل ارتفاعها إلى 10000متر، لذلك فإن الصاروخ الذي يطلق من القاذفات العسكرية يوفر 50٪ من الوقود الذي يحتاجه الصاروخ الذي يطلق من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
أما النوع الثاني من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هو الصاروخ ZIRKON 3M22، الذي يطلق من طائرات الدوريات البحرية. يملك هذا الصاروخ سرعة تصل إلى 6.2 ماخ (6500 كم / ساعة) على ارتفاع يصل إلى 30000 متر وطاقته الحركية أكبر بـ50 مرة من تلك الصواريخ التي تطلق من الطائرات أو من السفن الحربية.
المفهوم الحربي للسرعات فوق الصوتية
تنص العقيدة العسكرية الروسية الجديدة على أن الهجوم على أسطول الغزو الأمريكي يتم تنفيذه على ثلاث دفعات، وبالتالي تمنع الجماعات البحرية الاستطلاعية الأمريكية من أن تستطيع التواجد بالقرب من الساحل الروسي في بحر البلطيق. الموجة الأولى من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تتألف من الصواريخ التي تنطلق من الغواصات الروسية التي تعمل بالطاقة النووية في أعماق المحيط الأطلسي، حيث تبدأ بمقاتلة مجموعات الاستطلاع في البحرية الأمريكية عندما تبدأ عبور المحيط الأطلسي إلى أوروبا. تحتاج المجموعات البحرية الأمريكية إلى 7-8 أيام لعبور المحيط الأطلسي. والطائرة الروسية 76MD-90A لديها إمكانية طيران قصوى تصل إلى6300 كم، ويمكن تعبئتها بالوقود في الهواء، ويمكنها الوصول إلى وسط المحيط الأطلسي في غضون ساعات قليلة.
إذا لم تدمر الموجة الأولى من الصواريخ الأهداف، فسيتم إطلاق الموجة الثانية من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت على المجموعات البحرية الأمريكية عندما تصل إلى 1000 كيلومتر من الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي. وسيتم شن الهجوم من الغواصات الروسية في بحر بارنتس أو من قاعدة بليسيسك للصواريخ الإستراتيجية، وتقع بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية والبحر الأبيض.
وسيتم إطلاق الموجة الثالثة من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت 3M22 Zirkon على المجموعات التابعة للبحرية الأمريكية عندما تكون في مضيق سكاجيراك (عبور بحر الشمال نحو بحر البلطيق)، على افتراض أن حلف الناتو سيهاجم روسيا عبر بحر البلطيق. إذا كان هناك احتمال لهجوم البحرية الأمريكية من البحر الأسود، فسيتم ضرب الموجة الثالثة من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في مضيق البوسفور ومضيق الدردنيل.
وهكذا فعلى بولندا ودول البلطيق ورومانيا وجميع دول حلف شمال الأطلسي التي تستخدم لغة عدوانية ضد روسيا، أن تفكر بشكل أفضل قبل التسبب في حادث عسكري مع روسيا، لأن هذه الدول تعتمد فقط على المساعدات العسكرية عبر المحيط الأطلسي، والتي قد لا تأتي أبدا.