على حافة النزاع.. هل تندلع الحرب بين أمريكا والصين؟
كتبت مجلة تايم الأمريكية أن "القوات المسلحة الأمريكية أقوى في المجالات كافة من القوات الصينية. بيد أن المعارك في مياه الصين الإقليمية ستكون دموية ولن يكون بالإمكان كسبها". ما الذي حصل، حتى يبدأ المحللون بالحديث عن احتمال نشوب الحرب بين أكبر دولتين رائدتين اقتصاديا في العالم؟
أول "جرس" قُرع للصين من وراء المحيط كان خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة. فقد وعد دونالد ترامب بزيادة الضرائب المفروضة على البضائع الصينية بنسبة 45 في المئة، تحت ذريعة حماية المنتج الأمريكي، الذي لم يعد بمقدوره منافسة المنتجين الصينيين.
وبعد ذلك جرى في بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري اتصال هاتفي بين رئيسة جزيرة تايوان، التي لا تعترف الصين باستقلالها حتى الآن. فقد كانت واشنطن حتى هذا الوقت تنتهج سياسة "الصين الواحدة"، بعد قطعها علاقاتها الدبلوماسية مع الجزيرة عام 1979.
لذلك، فإن التخلي عن هذه السياسة جاء كطعنة في الظهر. وقد يتسبب هذا بوقوع مواجهة مسلحة مع الأسطول الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، حيث عززت الصين وجودها العسكري فيه خلال السنوات الأخيرة خلافا لرغبة واشنطن. وأعلن قائد الأسطول الحربي الأمريكي في المحيط الهادئ الأميرال هاري هاريس قبل أيام عن الاستعداد لمواجهة الصين، إذا ما أصرت على "مطالبها البحرية غير المشروعة". بيد أن الصين لم تتراجع، بل واستولت على مسبار بحري أمريكي، ما حدا بترامب إلى اتهامها بـ "السرقة". وقد ردت علية وسائل الإعلام الصينية الموالية للحكومة بأنه "غير جدير بإدارة دولة عظمى".
يقول رئيس أكاديمية العلوم الجيوسياسية قسطنطين سيفكوف، إن "احتمال وقوع نزاع مسلح ضئيل جدا. فالصين والولايات المتحدة دولتان نوويتان. لذلك لا يمكن استبعاد محاولات استعراض القوة في مواجهات محلية تصل إلى إسقاط الطائرات. بيد أن من المرجح أن يكون النزاع بينهما اقتصاديا. وأعتقد أنهما سوف تقفان وجها لوجه، كما كان الوضع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة بين عامي 1960 - 1970".
أما نائب رئيس معهد الشرق الأقصى أندريه أوستروفسكي، فيقول: يجب التعرف على السياسة "الواقعية" لترامب تجاه الصين بعد أن يتسلم منصبه، "فإذا رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية، فسوف يسبب استياء المواطنين العاديين، حيث تشير الإحصاءات إلى أن كل عائلة أمريكية تدخر سنويا 1000 دولار من توريد البضائع الصينية. والصين من جانبها تهتم بالتكنولوجيا الحديثة التي تحصل عليها من الولايات المتحدة. أي أن النزاع الكبير ليس من مصلحة الطرفين". وإضافة إلى هذا، فقد بينت الصين قدراتها في حال نشوب نزاع بينهما.
هذا، وبعد أن قصفت الطائرات الأمريكية بلغراد وقُتل عدد من أفراد البعثة الدبلوماسية الصينية بنتيجة القصف، نظمت بكين أمام السفارة الأمريكية لديها تظاهرة احتجاج شارك فيها مليونا شخص، رمي كل منهم عند مروره أمام المبنى زجاجة فيه أو حجر، حيث بانتهاء التظاهرة بدت السفارة وكأنها أنقاض... لذلك تدرك واشنطن ماذا يعني دس العصا في مملكة النمل الكبيرة".
صحيفة "أرغةمنتي إي فاكتي" الروسية