في عهد ترامب.. الصين قد تحل مكان روسيا كعدو أمريكا الرئيسي

16.11.2016

إن بوادر التغيير أصبحت وشيكة الحدوث في سياسة الولايات المتحدة مما سيغير علاقات واشنطن مع العالم، مع وعود دونالد ترامب لاتخاذ موقف متشدد من التبادل التجاري مع الصين والذي قد يؤدي الى توتر في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. وفي الوقت نفسه، فإن تصريحاته الإيجابية حول روسيا ستؤدي إلى حدوث تقارب ملموس في العلاقات مع موسكو.

كما أن إنتخاب دونالد ترامب كرئيس الولايات المتحدة القادم قد أحدث تغييرا في علاقات أمريكا مع العالم الخارجي. فالتحول من المواجهة العالمية إلى الاقتصاد العالمي سيحمل مواجهة جديدة لا مفر منها بين واشنطن وبكين .

ترامب، الذي يرى أن المصالح الوطنية تتركز على حماية السوق الأمريكية، يعتزم اتخاذ تدابير حماية ضد الصين، الأمر الذي قد يؤدي الى توجيه ضربة خطيرة لاقتصادها.

هذا الوضع يمنح روسيا فرصة جديدة لرفع العقوبات المفروضة ضدها ولاستعادة العلاقات مع الغرب بشكل تدريجي. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك فترة شهرين متبقية حتى يتم التسليم الرسمي للسلطة في واشنطن، فقد بدأت عواصم دول العالم في التحضير لوصول القائد الأميركي الجديد.

وقد كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول قادة العالم المهنئين لترامب على انتخابه. في حين أعرب مسؤولون في موسكو صراحة عن ارتياحهم لتغيير السلطة الوشيك في واشنطن.

تصريحات ترامب تترك الصين مترقبة:

لقد أتت ردة فعل بكين متحفظة جدا. إذ أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ عن أمله في أن تتبنى القيادة الأمريكية الجديدة "وجهة نظر موضوعية للعلاقات التجارية والاقتصادية" بين البلدين.

جاء ذلك ردا على طلب الصحفيين لتوضيح موقف بكين من بعض التصريحات المتشددة التي ذكرها ترامب أثناء الحملة الانتخابية. حيث تم تخمين الوضع على أن الأرباح الرئيسية من التجارة الثنائية تذهب إلى بكين وتنحسر عن واشنطن. أما ترامب فقد أوضح أكثر من مرة أنه إذا انتخب رئيسا، فهو ينوي تغيير هذا الوضع لحماية مصالح رجال الأعمال الأميركيين بشكل فعال.

وذكر كانغ: "لو لم تكن المسألة تخدم مصالح أمتينا، لكان من المستحيل التوصل إلى مثل هذا المستوى من التجارة. هذا التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة "مفيد للطرفين " وتابع بقوله أنه في عام 2015 وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين الى أرقام فلكية بلغت 560 مليار دولار.

وقال الدبلوماسي: "من جانبها بكين توقعت أن يعمل ترامب على تحديد موقف واضح في أحد أكثر القضايا حساسية في العلاقات الثنائية والتي تتعلق بالأمن، وتشمل هذه نشر الولايات المتحدة نظام دفاع صاروخي THAAD في كوريا الجنوبية والنزاعات الاقليمية في بحر الصين الجنوبي."

البراغماتية قبل الأيديولوجية

يعتقد الخبراء أن انتخاب دونالد ترامب يفتح آفاقا لروسيا بحيث لم يعد ينظر إليها في أمريكا كعدو محتمل أساسي.

قال الكسندر لومانوف، وهو كبير الباحثين فى الاكاديمية الروسية للعلوم "معهد الشرق الأقصى: " هناك بالفعل مخاوف في الصين من أن يسبب دونالد ترامب تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين وهذه المخاوف لها ما يبررها، رغم أن هذا السيناريو لا يمكن بعد اعتباره واضحا تماما".

ويشير لومانوف إلى أن العديد من التناقضات السياسية قد تراكمت في العلاقات بين البلدين خلال فترة رئاسة باراك أوباما. و تم ربط هذه التناقضات بالوضع في بحر الصين الجنوبي، والحاجة إلى الدفاع عن الحلفاء الآسيويين من "التهديد الصيني" والتوترات حول هونغ كونغ وغيرها.

ووفقا لمكسيم سوشكوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية، ترغب موسكو في رؤية ما وراء أفق الإدارة الأميركية الجديدة "نظام جديد لأولويات الأمن القومي حيث روسيا لن تكون التهديد الرئيسي."

استجاب لهذه الرؤية لدى فلاديمير سوتنيكوف، رئيس مركز الشرق والغرب الروسي للدراسات والتحليل الاستراتيجي، فقال: "هل تذكر من أدرج باراك أوباما كأعداء رئيسيين لأميركا؟ روسيا، الدولة الإسلامية والايبولا" ، وأضاف من غير المحتمل أن يسير ترامب على نفس هذا النهج.

وأردف سوتنيكوف قائلا: "إنه يميل للبراغماتية أكثر من الأيديولوجية. إنه يدرك أن روسيا لا تشكل خطرا على المصالح الحيوية للولايات المتحدة. و هذه المصالح الحيوية لا تكمن في الاتحاد السوفياتي السابق وأوكرانيا، ولكن في مناطق مختلفة تماما. وهذا يعني فتح الطريق أمام الحوار مع موسكو والمساومات الجيوسياسية المحتملة والتي لم تكن الادارة الديمقراطية في البيت الأبيض لتوافق عليها."