إدارة أوباما تشعل النار قبل تسلم ترامب
تشعر إدارة أوباما والليبيراليون في الولايات المتحدة بلحظات سحب البساط من تحت أقامهم قبل أيام من استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي يمثل جناحا مختلفا يحمل توجها مختلفا عن إدارة أوباما وهيلاري كلينتون (فيما لو فازت في الانتخابات).
ويعتبر استمرار إدارة أوباما بعرقلة الحل السياسي في سوريا ودعم أطراف معينة تحمل طابعا راديكاليا في المضمون، وكذلك استمرار استفزاز روسيا وخاصة خطوة طرد الدبلوماسيين الروس ومحاولات كسر العلاقة الروسية التركية، كل ذلك يعتبر خلق لأزمات وإشعال لحرائق أمام ترامب اللذي يبدو أنه سيعمل في اتجاه مغاير لاتجاه الإدارة الأمريكية السابقة.
وأكد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج أن سبب اتهام واشنطن لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية يعود إلى محاولات إدارة باراك أوباما «نزع الشرعية» عن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وقال أسانج لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: إن «الإدارة الأميركية تحاول نزع الشرعية عن إدارة ترامب التي ستدخل البيت الأبيض قريباً».
ونفى أسانج وجود أي تعاون بين موقع ويكيليكس وروسيا أو دولة أخرى، مؤكداً أن الموقع لا يعتمد في معلوماته على أي دولة.
ورداً على سؤال عن إذا كان للوثائق التي نشرها ويكيليكس تأثير في نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية قال أسانج: إن «تصريحات هيلاري كلينتون ورئيس مقرها الانتخابي جون باديستا هي التي غيرت تلك النتائج».
ويتسلم دونالد ترامب بعد أقل من ثلاثة أسابيع زمام السلطة في بلاد منقسمة، لكن إستراتيجية الخطاب الشديد النبرة التي أوصلته إلى سدة الرئاسة قد تصطدم بواقع السلطة الصعب في البيت الأبيض.
ففي 20 كانون الثاني، يدخل رجل الأعمال الملياردير الذي أحدث فوزه المفاجئ في الانتخابات صدمة مدوية في الولايات المتحدة والعالم على السواء، إلى المكتب البيضاوي بنسبة شعبية مقدارها 48%.
غير أن الملياردير الشعبوي الدخيل تماماً على السياسة خالف كل التوقعات وخرج عن كل الأعراف، إذ تفوق على خصومه الجمهوريين قبل أن يهزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون رغم حصولها على أغلبية التصويت الشعبي.
ومنذ انتصاره، تبقى الأجواء السياسية الأميركية في هذه الفترة الانتقالية مثقلة بالغموض والشكوك.
وعيّن ترامب أمس روبرت لايتزير مندوباً للتجارة الخارجية، أي المسؤول عملياً عن المفاوضات التجارية الدولية.
وكان لايتزير الذي يبلغ التاسعة والستين كما تقول وكالة بلومبرغ، المسؤول الثاني في هذا المكتب إبان رئاسة الجمهوري دونالد ريغان في الثمانينيات، ويتمتع بخبرة مستمرة منذ عقود في مجال التجارة الدولية، وخصوصاً في مكتب المحاماة الذي يعمل فيه بواشنطن اليوم.
ويميل البرنامج التجاري لدونالد ترامب إلى اعتماد «السياسة الحمائية». وتوعد باتخاذ تدابير جمركية انتقامية بحق شركاء أميركا، ولاسيما منهم الصين، وتعهد بسحب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ التي وقعها باراك أوباما مع 11 بلداً من منطقة آسيا المحيط الهادئ، لكن الكونغرس الأميركي لم يصدق عليها.
واتهم ترامب السلطات الصينية بالتقاعس عن تسوية القضية الكورية الشمالية قائلاً: «جنت الصين أرباحاً كبيرة جراء التجارة أحادية الجانب مع الولايات المتحدة، ولكنها لا تساعد في تسوية المسائل المتعلقة بكوريا الشمالية.. رائع!».
وفي وقت لاحق ردت الخارجية الصينية على تصريحات ترامب قائلة: «الجهود التي تبذلها بكين بغية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية واضحة للجميع»، مضيفة إن الموقف الصيني من ملف بيونغ يانغ النووي ثابت ويرمي إلى تأمين السلام والاستقرار في المنطقة.
وحسب الخارجية الصينية فإن بكين تدعو جميع الأطراف المعنية إلى إجراء الحوار والتخلي عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد الوضع.
وكان كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، قد أعلن مؤخراً أن بلاده ستصنع قريباً صاروخاً عابراً للقارات، وأن إنتاجه «في آخر مراحله»، على حين وعد بمعاقبة أعداء بيونغ يانغ عن طريق زيادة قدراتها العسكرية إذا لم تتخل واشنطن وسيئول عن إجراء مناورات.
وكانت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أفادت في وقت سابق بأن بيونغ يانغ ستتمكن حتى عام 2020 من صنع صاروخ عابر للقارات قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
من جهتها كشفت شركة «RAND» الأميركية للأبحاث عن أن كوريا الشمالية تستطيع، حتى ذلك التاريخ، إنتاج من 50 إلى 100 رأس نووي.