بوتفليقة يطلق نداء الأمل

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/f/f0/Constantine_bridge.jpg
25.02.2017

استنفر رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة أجهزة الدولة، وألزمها بإضفاء التجانس بين حرصها على ضمان القدرة الشرائية للعمال والتكفل بأوضاع الطبقات المعوزة من جهة وضبطها السوق وحماية المستهلكين من جحيم المضاربة واستنزاف مداخيلهم وتدهور مستوى معيشتهم من جهة أخرى، وفي وقت اعتبر أن الصعوبات المالية التي تعيشها الجزائر مردها إلى عوامل خارجية جعلتها ضحية أزمة اقتصادية تهز الدول المتقدمة.

وأكد رئيس الدولة، أن الانتصار "الجذري" و"المستدام" لتخطي الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر يتطلب نهضة قوية متعددة الجوانب، ووصف التدابير التي اتخذتها حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، بالرشيدة، وأثنى على فاعليتها في تحجيم آثار الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر.

وقال الرئيس في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى الـ61 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى الـ46  لتأميم المحروقات، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي خلال الاحتفالات الرسمية التي احتضنتها ولاية الجلفة، "إن هذه النهضة سوف تعيد مسار بناء اقتصاد وطني متحرر من هيمنة المحروقات ومتنوع، تنوع قدرات الجزائر الفلاحية والسياحية والمنجمية والصناعية وغيرها"، ووصف بوتفليقة الوضع الحالي بالمعركة "في هذه المعركة التي ينادينا إليها الواجب الوطني، فإن العمال درع الجزائر وقدوتها لتعزز الجزائر مرة أخرى خياراتها الوطنية الاجتماعية الموروثة من الثورة المجيدة، خيارات قال إنها أضحت في صلب الثوابت الوطنية".

وتابع الرئيس في رسالته التي شرح فيها الوضع المالي للبلاد الذي اعتبره غير مريح ووصفة بالصعب قائلا "تدركون أن بلادنا أصبحت اليوم ضحية أزمة اقتصادية تهز الدول المتقدمة مرفوقة بتراجع أسعار النفط وتذبذب سوقها الدولية وذلك رغم مبادرات بلادنا التي سمحت مؤخرا بتحسين جد طفيف لسعر المحروقات"، ولفت الرئيس إلى أنه إذا كانت أسباب المصاعب المالية الحالية للجزائر ذات أصل خارجي فلها، في نفس الوقت، آثار وتبعات على وتيرة التنمية، آثار ـ قال ـ "تمكنا من تحجيمها بفضل التدابير الرشيدة التي اتخذناها خلال السنوات الأخيرة"، مؤكدا أنه يتعين "على الدولة الاستمرار والإسراع في تنفيذ البرامج الوطنية للإصلاحات في مختلف المجالات الاقتصادية والإدارية"، كما أنه "على الدولة إضفاء المزيد من التجانس بين حرصها على ضمان القدرة الشرائية للعمال والتكفل بأوضاع الطبقات المعوزة من جهة وضبطها للسوق وحماية المستهلكين من جحيم المضاربة واستنزاف مداخيلهم وتدهور مستوى معيشتهم من جهة أخرى".

وقال الرئيس مخاطبا العمال: "عليكم أنتم كذلك ربح معركة الإنتاج والمنتوجية والقدرة التنافسية لضمان دخول السلع الجزائرية الأسواق الخارجية". وأضاف "علينا كذلك جميعا - يؤكد الرئيس ـ أن نتطور أكثر في نظرتنا إلى الرأسمالية الوطنية النزيهة وإلى الشراكة الأجنبية العادلة كشركاء استراتيجيين للعمال في بناء التنمية الاقتصادية ومن ثمة تقبل بأريحية أقوى الإصلاحات الضرورية لكي تتحسن ظروف الاستثمار في البلاد".

واعتبر أن ذلك يعد "نقلة نوعية تستوقفنا اليوم لكي نضمن مستقبل الاقتصاد وتنمية البلاد، نقلة تتطلب عدم الإصغاء إلى الأطروحات الدغماتية، وكذا للخطب التشاؤمية، وأطلق الرئيس نداء وصفه بنداء الأمل وأطلق من خلاله صافرات إنذار وقال "نداء إلى الأمل في قدرات الجزائر، نداء إلى الصمود أمام أمواج الأزمة المالية الحالية، نداء إلى التمعن في تضحيات الأسلاف لكي نخرج مرة أخرى منتصرين من أوضاعنا المالية الصعبة حاليا".

 

المصدر: بوابة الشروق