شرق دمشق على صفيح ساخن .. وآخر التطورات في سوريا
استأنف الجيش السوري عملياته العسكرية في منطقة القابون بعد تهدئة ميدانية كان قد شرع بها قبل يومين لفتح المجال أمام الحلول السلمية وإخراج الوجود المسلح من المنطقة . واستهدفت الوحدات الصاروخية في الجيش السوري ظهر اليوم بصاروخ موجه معقلا للجبهة النصرة استخدموه كمشفىً ميدانياً في حي القابون ما أسفر عن تدميره بالكامل ومقتل كل من كان فيه. فيما يبدو أنه ايذانا بنقل المواجهة من طاولة التفاوض الى ارض الميدان بعد اعتداء عناصر جبهة النصرة على نقاط الجيش و تعنت الفصائل المسلحة الرافضة للخيارات السلمية للتسوية.
وانتقلت في الأيام الماضية دائرة التركيز إلى شرق العاصمة دمشق، فيما دارت مفاوضات حول خروج المسلحين من منطقتي برزة والقابون وإفساح المجال لجهود المصالحة في إعاة الاستقرار للمنطقتين، إلا أن تعنت جبهة النصرة من جديد يفشل كل المحاولات للحل السلمي، ويدفع بالحل العسكري إلى الواجهة، ويرى خبراء عسكريون أن دخول الجيش السوري إلى منطقتي القابون و برزة وتشرين ما هو إلا مسألة وقت في الفترة القريبة القادمة، ثم الانتقال إلى تطهير مناطق حرستا وجوبر ودوما تباعا، ومن خلال قراءة تطورات الميدان والمصالحات التي حصلت في مناطق ريف دمشق وحلب وحمص، فإنه بات معروفا أنه قبل البدء بالعمليات العسكرية تتعنت الفصائل المسلحة و جبهة النصرة في القبول بمبدأ المصالحات، ثم بعد بدء العمليات العسكرية تأتي موافقات الفصائل والنصرة على المصالحات وخروج المسلحين، وهذا ما حصل في داريا والمعضمية والشيخ مسكين وشرق مدينة حلب.
وفي ريف حمص الشرقي باتجاه مدينة تدمر سيطر الجيش السوري على مساحات جديدة شرق منطقة البيارات وباتجاه جبل الهيال الاستراتيجي بالريف الغربي لمدينة تدمر، ليصبح بذلك على بعد أقل من 7 كم عن مثلث تدمر.
وفي منطقة صمامات أنانيب الغاز شرق البيارات قضى الجيش السوري على آخر تجمعات إرهابيي “داعش” ليصبح بذلك على بعد أقل من 7 كم عن مثلث مدينة تدمر الاستراتيجي. وتعد المنطقة المعروفة بمثلث تدمر نقطة انطلاق استراتيجية باتجاه إحكام الطوق على إرهابيي “داعش” داخل مدينة تدمر.
وإلى الجنوب من منطقة البيارات واصل الجيش عملياته على اتجاه جبل الهيال الاستراتيجي وحقق تقدما كبيرا باتجاه السفوح الغربية للجبل وسط انهيار كبير في صفوف إرهابيي “داعش” .
شمالا وبالتوازي مع تقدم الجيش السوري شرقا في ريف حلب الشرقي، قتل جنديان تركيان وأصيب ثلاثة آخرون اليوم خلال عمليات للقوات التركية قرب مدينة الباب التي أعلنت أمس سيطرتها عليها.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن الجيش التركي قوله في بيان .. إن “انفجار عبوة ناسفة قرب منطقة الباب شمال سورية أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين”.
سياسيا قال رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري السوري في جنيف الدكتور بشار الجعفري “أجرينا اليوم جلسة محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وتطرقنا خلالها إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك أننا تطرقنا خلال كامل الجلسة إلى مسائل تتعلق بشكل الجلسات فقط”.
وأضاف الجعفري في تصريح صحفي عقب الجلسة “في نهاية الاجتماع استلمنا ورقة من دي ميستورا واتفقنا على ان ندرسها على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة.. وبالنسبة للجلسة القادمة سنتفق عليها عبر الأقنية الدبلوماسية مع مكتب دي ميستورا نفسه”.
وقال المدير التنفيذي لمكتب دي ميستورا، ميشيل كونتيت، في تصريحات للصحفيين، إن: "المبعوث الأممي التقى بالسيد الجعفري والوفد المرافق له، والسيد الحريري والوفد المرافق له، واتفق الجميع على الجلوس وجها لوجه في المفاوضات".
وتابع قائلا "سيجتمع دي ميستورا خلال الأيام المقبلة مع ممثلي منصتي موسكو والقاهرة، أما بالنسبة للورقة التي سلمها دي ميستورا للوفود فهي مجرد وثائق إجرائية، ونحن في انتظار ردود الفعل عليها".
ومضى بقوله "خط دي ميستورا واضح، فأساس جدول الأعمال القرار 2254، وهو القرار الذي يحدد جدول أعمال عملية الانتقال السياسي".