حفتر يجتمع بشويغو ولافروف.. هل يتدخل بوتين عسكريا في ليبيا؟

29.11.2016

مع وصول الجنرال الليبي خليفة حفتر إلى موسكو يوم الأحد الماضي، ظهرت توقعات بأن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخطوة جديدة في المنطقة العربية، تتمثل في تدخل عسكري في ليبيا، بالتنسيق مع حفتر والدول الإقليمية، وعلى رأسها مصر والإمارات.

وتعد زيارة حفتر إلى روسيا الثانية من نوعها خلال ستّة أشهر، وتكتسب هذه الزيارة أهمّية كونها تأتي بعد تطوّرات ليبية كبيرة، تمثّلت في استيلاء قوات حفتر على المراكز والموانئ النفطية في ليبيا، وهي نقلة عزّزت رصيد حفتر بقوّة داخليّاً، بحيث لم يعد ممكناً، بالتالي، تجاهل وجوده في أي تسوية سياسية ليبية قادمة، كما عزّزت أوراقه أمام المنظومة الدوليّة وفتحت آمال محوره الإقليمي بإعادة تشكيل ليبيا بحسب موازين القوى الداخلية والإقليمية المستجدّة.

يضاف إلى هذه الأحداث تطوّران كبيران مهمّان، أولهما ظهور موجة عالميّة جديدة يعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خير ممثّل لها، وتجد لها نحط قدم أيضاً في أوروبا، مع تولّي حكومة بريطانية جديدة لإدارة شؤون انفصال بلادها عن الاتحاد الأوروبي، والإمكانية الكبيرة لفوز مرشح اليمين الفرنسي فرانسوا فيون، وهي موجة قد تكتسح بدورها إيطاليا وبلدانا أوروبية أخرى.

والثاني هو تبلور محور إقليميّ عربيّ قريب من روسيا وإيران، يتمثّل في سوريا والعراق والجزائر ومصر، وإحراز هذا المحور انتصارات في العراق وسوريا، في حين يواصل "التحالف الدولي" الذي تترأسه أمريكا حربه مع ما يسمى "الدولة الإسلامية" في الموصل والرقة، مدينتي تواجد التنظيم الرئيسيتين.

يتشارك المحور الإقليمي المساند لبوتين في المنطقة العربية مع الاتجاهات السياسية المتصاعدة في أمريكا وأوروبا فكرة الحفاظ على الأنظمة القائمة والتحالف مع الاتجاهات الأمنية والعسكرية المعارضة للإسلاميين المتطرفين (كما هي حالة خليفة حفتر) والتركيز على إنهاء كل أشكال المعارضة المسلحة، ما يعطي الأساس المنطقيّ لإمكانيّة تمدّد روسيا نحو ليبيا، كما يفسّر دعوات التمدّد الأخرى على ألسنة قادة الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وقواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وسنجار العراقية أيضاً، نحو سوريا لمساعدة الحكومة في إنهاء أشكال المعارضة المسلحة ، ولمواجهة حكومة "العدالة والتنمية" التركية، بل والتوجّه أيضاً إلى اليمن لمناصرة الحوثيين ضد قوّات "التحالف العربيط الذي تقوده السعودية.

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال استقباله القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، إن موسكو تقيم عاليا دور العسكريين الليبيين في الدفاع عن استقلال ليبيا.

وأضاف لافروف خلال اللقاء الذي انعقد في مقر وزارة الخارجية الروسية بموسكو، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، متوجها إلى حفتر: "نقيم دوركم في الدفاع عن استقلال الدولة ووحدة أراضيها. ونرى عمق تفهمكم للروابط دفاعا عن السيادة وضرورة سحق الإرهابيين".

وأكد لافروف أن الجانب الروسي يدعو دائما إلى البحث عن سبل للمصالحة الوطنية في ليبيا بمراعاة القرارات المتخذة من قبل مجلس الأمن الدولي. ولفت إلى أهمية تبادل التقييمات حول هذه الأمور.

بدوره قيم حفتر عاليا الدعم الروسي فيما يخص تسوية الوضع في ليبيا. وأكد أن الجانب الليبي يريد أن تكون له دائما علاقات طيبة ومصيرية مع روسيا، ودعا إلى إعطاء دفعة جديدة لإحياء هذه العلاقات.

وتابع أنه بحث خلال اللقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الاثنين، عددا كبيرا من المسائل المتعلقة بالأمور العسكرية، إذ استعرض الجانب الليبي كافة احتياجاته في مجال محاربة الإرهاب في هذه المرحلة، التي وصفها قائد الجيش بأنها عصيبة. وأعرب حفتر عن أمله في القضاء على الإرهاب في ليبيا قريبا بدعم من روسيا.

وكان السفير الروسي لدى طرابلس إيفان مولوتكوف قد كشف أن حفتر ناقش مع شويغو موضوع توريد أسلحة روسية إلى ليبيا. وتابع أن القائد العام للجيش الليبي اجتمع أيضا مع أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، مضيفا أن الموضوع الرئيسي للمحادثات الروسية الليبية يتعلق بسبل مساهمة موسكو في تعزيز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.

وكان حفتر قد وصل إلى موسكو في 26 نوفمبر/تشرين الثاني. وكشف مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة "إزفيستيا" أنه بالإضافة إلى المحادثات التي أجراها القائد العسكري الليبي في وزارتي الدفاع والخارجية، تم استقباله "على مستوى أرفع".

وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يصل إلى موسكو قريبا عقيلة صالح عيسى، رئيس مجلس النواب الليبي، الذي يقوم حاليا بجولة في عدد من الدول العربية، بما فيها دول الخليج.