الأسد يستبعد اتفاق موسكو وواشنطن ويتهم أردوغان وعائلته بتقاضي أموال من داعش
حمل الرئيس بشار الأسد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الحليفة لها، مسؤولية فشل وقف إطلاق النار الأخير، موضحا أن "الإرهاب والإرهابيين بالنسبة لهم (الدول الغربية) مجرد ورقة يريدون أن يلعبوها على الساحة السورية".
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "بوليتكا" الصربية، إن روسيا جادة جداً ومصممة على الاستمرار في محاربة الإرهابيين، في حين أن الأمريكيين يبنون سياستهم على قيم مختلفة تماما، حيث يستخدمونهم كورقة يلعبونها في لعبة سياسية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى في العالم.
وأشار الرئيس السوري إلى أن الدول الغربية أرادت استخدام القناع الإنساني لإيجاد مبرر للمزيد من التدخل في سورية سواء أكان عسكرياً أو عن طريق دعم الإرهابيين.
وأوضح الأسد "إنهم لا يطلبون وقف إطلاق النار من أجل القيم.. هم ليسوا أصلا ضد الإرهابيين.. بالنسبة لهم.. فإن دعم الإرهابيين يشكل حرب استنزاف ضد سورية.. وإيران وروسيا".
كما اتهم الأسد السعودية وقطر وتركيابدعم الإرهاب، موضحا أن تركيا تعد ممرا للإرهابيين القادمين إلى سوريا، "بدعم مباشر من حكومتها".
كما أكد الرئيس السوري أن "ما يسمى التحالف الأمريكي.. الذي يسمونه تحالفا ًدولياً.. في حين إنه في الواقع أمريكي.. كان بوسعه رؤية “داعش” يستخدم ابار نفطنا ويحمل النفط في الصهاريج من سوريا إلى تركيا، تحت مراقبة طائراته التي تعمل دون طيار".
وأوضح الأسد أنه "يتم نقل النفط من سوريا إلى تركيا على مرأى من أقمار التحالف الصناعية وطائراته التي تعمل دون طيار"، مشيرا إلى أن هذا الأمر استمر دون أن يفعل التحالف شيئاً حياله، "إلى أن تدخل الروس وبدؤوا بمهاجمة قوافل “داعش” ومواقعه ومعاقله.. هنا بدأ “داعش” بالانحسار وبالتالي.. فإن الغرب هو الذي أعطى الضوء الأخضر إلى تلك البلدان مثل تركيا والسعودية وقطر".
وأكد الأسد أن "تلك الدول والحكومات هي مجرد دمى للغرب... تعمل لمصلحة الولايات المتحدة.. والإرهابيون في سوريا يقاتلون بالنيابة عن تلك الدول وبالنيابة عن الغرب والولايات المتحدة".
كما اتهم الرئيس السوري نظيره التركي رجب طيب أردوغان وعائلته، بالإستفادة من عوائد نهب النفط السوري، وقال الأسد "يذهب جزء من هذا المال إلى “داعش”.. وهو الذي يمكنهم من استقدام الإرهابيين ودفع رواتبهم.. ولهذا السبب كان “داعش” ينمو قبل التدخل الروسي.. كان يتوسع في سورية وفي العراق.. وكان جزء من المال يذهب إلى مسؤولي الحكومة التركية.. وبشكل أساسي إلى أردوغان نفسه وعائلته".
واستيعد بشار الأسد إحتمالات توصل الروس والأمريكيين إلى اتفاق حول سوريا، معلا ذلك بأن "الروس يبنون سياستهم على القيم.. إضافة إلى المصالح.. وتتمثل هذه القيم في أنهم يتبنون القانون الدولي.. ويحاربون الإرهاب.. أما المصالح فهي أنه إذا انتشر الإرهاب في منطقتنا.. فإن ذلك سيؤثر ليس على منطقتنا وحسب.. بل على أوروبا وروسيا وسائر أنحاء العالم"، في حين أن الأمريكيين "يبنون سياستهم على قيم مختلفة تماماً تتمثل بأن بوسعهم استخدام الإرهابيين... كورقة يلعبونها في لعبة سياسية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى في العالم".
وعن حادثة قصف الطيران الأمريكي لموقع الجيش السوري في دير الزور، نفى الأسد امكانية أن يكون الأمر مصادفة، مؤكدا أن ذلك كان "هجوماً متعمداً"، موضحا أن الأمريكيين أرادوا "إضعاف الجيش السوري.. فقاموا بمهاجمته في دير الزور"، كما أشار الأسد إلى أن الغارة استمرت أكثر من ساعة ونفذت الطائرات عدة اعتداءات، وهذا ينفي احتمالات كون الحادث عن طريق الخطأ أو المصادفة.
وأضاف الرئيس السوري "خلال أقل من ساعة، هاجم “داعش” تلك التلال.. وهذا يعني أن “داعش” كان قد جمع قواته لمهاجمة تلك المنطقة"، متسائلا "كيف عرف “داعش” أن الأمريكيين سيهاجمون ذلك الموقع السوري… هذا يعني أنهم كانوا مستعدين وجاهزين للهجوم.. هذا دليل واضح وصارخ على أن الأمريكيين يدعمون “داعش” ويستخدمونه كورقة لتغيير ميزان القوى طبقا لأجندتهم السياسية".
كما تطرق الأسد في مقابلته مع الصحيفة الصربية إلى الحملات الدعائية الغربية التي أثارت مشكلة استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، موضحا أن "الهدف من ذلك هو إظهار أن ثمة صورة بالأبيض والأسود.. شخص سيئ جداً ضد شخص جيد جداً.. هذا يشبه رواية جورج دبليو بوش خلال الحرب على العراق وعلى أفغانستان.. أرادوا استخدام تلك العناوين أو تلك المصطلحات في روايتهم من أجل إثارة مشاعر الرأي العام في بلدانهم.. عندها يمكن للرأي العام أن يدعمهم إذا أرادوا أن يتدخلوا.. سواء مباشرة من خلال الهجمات العسكرية.. أو من خلال دعم وكلائهم المتمثلين بالإرهابيين في منطقتنا".
وأشار الأسد إلى أن وسائل الإعلام الغربية، "تبرز فقط بعض الصور والحوادث التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين فقط لاستخدامها في خدمة أجنداتها السياسية من أجل إدانة الحكومة السورية وتحميلها المسؤولية"، مؤكدا أنهم "لا يفعلون هذا لأنهم قلقون على السوريين.. فهم لا يكترثون لأطفالنا.. ولا للأبرياء.. ولا للحضارة.. ولا للبنية التحتية"، وموضحا أن "ما يهمهم في الواقع، هو استخدام كل شيء في خدمة مصالحهم الخاصة".
وأكد الرئيس السوري عدم امتلاك بلاد لأسلحة كيميائية منذ العام 2013، وقال "تخلينا عن ترسانتنا، لكننا حتى قبل ذلك.. لم نستخدمها عل الإطلاق". وأوضح الأسد أنه "عندما تتحدث عن استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية.. فإن هذا يعني أنك تتحدث عن آلاف القتلى في مكان واحد وفي وقت قصير جداً.. إن حوادثا كهذه لم تحدث عندنا على الإطلاق.. إنها مجرد ادعاءات في الصحافة الغربية".
وأكد الرئيس السوري أن الأزمة السورية يمكن حلها في مدة أقل من عام، "لأنها ليست معقدة جداً من الداخل"، موضحا أن "المشكلة أكثر تعقيداً فقط عندما يحدث المزيد من التدخل من قبل القوى الأجنبية".
وأشار الأسد إلى أن حل المشكلة السورية "بسيط جداً ونستطيع فعله,.. شريطة عدم وجود تدخل خارجي". موضحا أنه من الضرور لتنفيذ ذلك أن "تترك كل تلك القوى الأجنبية سورية وشأنها... أولاً وقبل كل شيء، بوقف الدعم الذي تقدمه الدول الخارجية للإرهابيين.. دول إقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر والغرب بالطبع.. وخصوصاً الولايات المتحدة"
وعن التدخل الروسي في الأزمة السورية، أشار الأسد إلى أنه "قبل التدخل الروسي.. كان “داعش” يتمدد"، وبعد التدخل "بدأت “داعش” و”النصرة” والمجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة بالانحسار"، موضحا أنه "عندما تتدخل دولة عظمى، أو قوة عظمى مثل روسيا ضد الإرهابيين.. بالتنسيق مع القوات الموجودة على الأرض.. وفي حالتنا فإن هذه القوات هي الجيش السوري.. بالطبع فإنك ستحقق نتائج ملموسة.. بينما إذا تحدثت عن التحالف الأمريكي.. الذي لا يتسم بالجدية في أي حال من الأحوال.. وفي الوقت نفسه لا يمتلك حلفاء على الأرض.. فإنه لا يستطيع تحقيق أي شيء.. لذلك.. فإن القوة الروسية كانت مهمة جداً.. إضافة إلى وزنها السياسي على الساحة الدولية.. وبذلك تمكنت روسيا من تغيير الوضع.. وقد كانت مهمة جداً بالنسبة لسورية في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في مختلف المناطق".
وعن المرشح المفضل للسوريين في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، قال الأسد "لا أعتقد أن أياً منهما سيكون جيدا بالنسبة لنا"، وأضاف الرئيس السوري "من تجربتنا مع المسؤولين والسياسيين الأمريكيين بشكل عام.. فإننا لا نثق بكلامهم.. إنهم غير صادقين... لا نرى أي علامات جيدة تفيد بأن الولايات المتحدة ستغير سياستها بشكل جذري حيال ما يحدث في العالم بحيث تصبح منصفة أو ملتزمة بالقانون الدولي أو مكترثة لميثاق الأمم المتحدة.. ليست هناك أي مؤشرات على أننا سنرى ذلك في المستقبل القريب".