معركة الموصل تلهم إسرائيل بتكتيكات عسكرية ضد غزة

28.10.2016

بعد أيام قليلة من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، التي هدد فيها بأن الحرب المقبلة مع حركة "حماس" في قطاع غزة، ستكون الحرب الأخيرة، سارع حبراء إسرائيليون للحث على الإستفادة من تكتيكات معركة الموصل.

وفي الوقت الذي يهدد فيه ليبرمان بحرب على غزة، يرى خبراء أن ما يجري من معارك في الموصل بين قوات عراقية وحليفة، هو ميدان تجربة للتقنيات، والتكتيكات والسلاح الغربي في مواجهة مقاومة جسم متعصّب من مقاتلي العصابات، الذين يقاتلون من أجل البقاء في منطقة مدينية كبيرة ومكتظة.

ومن الواضح أن ليبرمان في تصريحاته بأن المواجهة التالية مع "حماس" ستكون الأخيرة، فإنه يقصد القضاء على حكم "حماس" في غزة. ومن المؤكد أن هذه الأقوال مدعمة بخطة عسكرية، وإلا فإنه لا قيمة لهذا الكلام. فمن أجل إسقاط "حماس" يقتضي الأمر من الجيش أن يعرض خططاً لاحتلال مدينة غزة ـ عاصمة القطاع و"حماس"، والبقاء فيها الى حين تغيير الحكم، والموصل برأي الخبراء الإسرائيليين، هي النموذج الواقعي الذي ينبغي التعلم منه.

وقج سبق للجيش الإسرائيلي أن أعاد احتلال مدن فلسطينية في الضفة في عام 2002، وراكم تجربة في القتال ضد منظمات شبه عسكرية وأجنحة مفاومة عسكرية، إلا أنه لم يواجه احتلال مدينة بحجم غزة، بينما يتمترس في داخلها آلاف من حملة السلاح غير المتهاودين في الدفاع عن وطنهم، بالإضافة إلى أنهم يمتلكون منظومات دفاعية أعدّت على مدى سنين وفق مفاهيم المقاومة القتالية التي يستخدمها "داعش" في الموصل.

وبنظر الإسرائيليين، فإن القتال البري لإسرائيل في غزة في العقد الأخير تركز في هوامش المناطق الحضرية. وواضح للجيش الإسرائيلي أن الأفخاخ الاستراتيجية ومناطق القتل التي تعدّها "حماس" ليست بالذات الأنفاق الهجومية بل المدن الكبرى، ولا سيما المدن التحت أرضية التي أقيمت تحتها. في كل المواجهات الكبرى توقعت "حماس" أن يدخل الجيش الإسرائيلي الى المدن الكبرى، لكن وزراء الدفاع، مثل باراك ويعلون، ورؤساء الأركان تحت إمرتهم، لم يجرأوا على فعل ذلك، برغم الضغوط السياسية.

ويحاول خبراء وصحافيون إسرائيليون المقارنة بين "داعش" في الموصل و"حماس" في غزة من الناحية العسكرية، إذ أشار المعلق العسكري لـصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أليكس فيشمان إلى استخدام الوقود لخلق ستار دخاني لجعل مهمة سلاح الجوّ أصعب، ووجود أنفاق هجومية ودفاعية وأخرى للاختطاف، فضلاً عن الانتحاريين والعبوات الناسفة والألغام واستخدام القناصة. بالإضافة إلى أن الموصل تضم أكثر من مليون نسمة، بينهم خمسة إلى ستة آلاف مقاتل من "داعش"، فيما مدينة غزة يقطنها ما لا يقل عن 700 ألف نسمة وتحوي أكثر من عشرة آلاف مقاتل. وخلص إلى أنه هناك "شبه غير قليل بين فكرة الدفاع لدى "حماس" في غزة وتلك لدى "داعش" في الموصل". في الحالتين المقصود هو إيقاع خسائر غير معقولة في الطرف المهاجم. وفي الحالتين نقاط الضعف فيهما هي في المواجهة مع السلاح الموجه الدقيق والهجمات الجوية.

ويطالب فيشمان الجيش الإسرائيلي بمراقبة ما يفعله الأميركيون في الموصل من تغطية جوية وصاروخية دعماً للجيش العراقي والقوات الكردية، فضلاً عن الحرب الإلكترونية والنفسية.

وقال إنه إذا كان الجيش الإسرائيلي يستعدّ لاحتلال غزة فإنه ملزم بالاطلاع بفعالية على كل هذه العمليات. واعتبر أنه خلافاً للأميركيين الذين لديهم الجيش العراقي والكرد كلحم للمدافع فإن لحم المدافع في غزة سوف يكون لحم الإسرائيليين.