الولايات المتحدة تواصل تمويل المشروع الصهيوني "إسرائيل"

15.09.2016

تم أمس رسميا، توقيع الاتفاق الأميركي الإسرائيلي حول المساعدات العسكرية للسنوات 2019-2028، والذي تم تأجيله عدة مرات. وحضر من الجانب الإسرائيلي في مراسم التوقيع، رئيس الأمن القومي يعقوب ناجل، ومن الولايات المتحدة – نظيرته سوزان رايس، المعروف في المقام الأول بحقيقة أنها، إلى جانب هيلاري كلينتون وسامانثا باور، أقنعت أوباما بضرورة التدخل في ليبيا.

وأصبح هذا الاتفاق، الأكبر في التاريخ. فعلى مدى العقد المقبل، ستقدم الولايات المتحدة لاسرائيل ما يقرب من 40 مليون دولار، وهو ما يزيد بعشرة ملايين دولار، عن المساعدة المالية المنصوص عليها في الاتفاقية السابقة. وبهذه الأموال، تنفذ إسرائيل حملاتها العسكرية، التي تحتل بها فلسطين وتهاجم سوريا ولبنان.

ومن المثير للاهتمام، أن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل يتزايد، على الرغم من الدزلة الصهيونية لا تشارك رسميا في أي حروب.

عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، يصب في مصالح الولايات المتحدة. واشنطن لن تستفيد من وجود دول ذات سيادة مع احتياطيات نفطية ضخمة. هذا هو سبب تدمير العراق وليبيا. ومع ذلك، من المعروف أنه على الرغم من الوضع الحالي في العراق والضغط الأميركي المستمر على هذا البلد، فإن تطوير الحقول النفطية لا يزال غير موات لرغبات البيت الابيض.

حكومة العراق تلتزم بحصص معينة للإنتاج. وهناك رأي بأن الولايات المتحدة تحاول جعل الظروف أكثر ملاءمة، لتضطر تابعيها للتخلي عن المشاريع المشتركة مع العراق، باستخدام "عقوبات غير رسمية". في الآونة الأخيرة، رفضت كوريا الجنوبية مواصلة تطوير الحقول في كردستان العراق، على الرغم من أن المشروع استمر ثماني سنوات وتكلف سيول 130 مليون دولار. وبالصدفة الغريبة، اتخذت كوريا قرار الرفض، أثناء زيارة الجنرال الأمريكي مارك ميلي لكوريا الجنوبية.

وعلاوة على ذلك، هناك أدلة على أن هذا الأمر تمت مناقشته خلال الزيارة التي قام بها جو بايدن إلى العراق في أبريل/نيسان الماضي، وهي الزيارة الأولى منذ أربع سنوات. ما زال من غير المعروف ما إذا كانت الحكومة العراقية ستخفف من شروط إنتاج النفط، وبالتالي تخلق مصادر جديدة للتوتر في المنطقة من خلال تمويل نظام الاحتلال الإسرائيلي – وهذا أمر مفيد جدا بالنسبة للولايات المتحدة.

ليس من قبيل الصدفة، أن "المجتمع الدولي" لاحظ فجأة جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين، بعد أن تم توقيع اتفاق السلام بين تل ابيب وتركيا، والذي ينص على أن تركيا يحق لها نقل مساعدات انسانية الى فلسطين. وبالتالي، تلقى وفد المحكمة الجنائية الدولية الإذن بجمع الأدلة على جرائم الحرب في إسرائيل نفسها. ووفقا لنتائج عمل المحكمة الجنائية الدولية، يمكن إصدار أمر بالقبض على القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل تقود سياسة عدوانية للغاية تجاه إيران، التي تعتبر النواة الفعلية في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة تحاول إضعاف البلاد، وذلك باستخدام العقوبات والتصرفات العدوانية. في الآونة الأخيرة، اعترضت الطائرات الايرانية مرة أخرى القاذفات الأميركية وطردتها من حدودها. في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر رد فعل ايران الطبيعي، بأنه مفاجئ للغاية، ما يدل على خصوصية موقف الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب علينا أن لا ننسى أن واشنطن لا تمول فقط إسرائيل، ولكن المملكة العربية السعودية، التي قطعت أيضا العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتسعي لزعزعة استقرارها بواسطة الإرهابيين الين يتم إرسالهم عبر المحافظات الحدودية المضطربة - بلوشستان وكردستان.

على سبيل المثال، قبل ثلاثة أيام، صرح فيلق الحرس الثوري الإسلامي مجددا عن قضائه في المنطقة على اثنتين من الجماعات الإرهابية التي تمولها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. وتم اثيات مشاركة واحدة من المجموعات في الهجوم الإرهابي الكبير عام 2011، الذي قتل فيه العديد من علماء الفيزياء النووية الايرانيين. وبرنامج إيران النووي – مصدر صداع كبير لواشنطن.

وعلى ما يبدو، تعتقد الولايات المتحدة أنه استثمار - 40 مليون في إسرائيل، سيجلب لها أرباح أكبر.

ومع ذلك، فإن عددا متزايدا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يعارض أي مساعدات مالية لإسرائيل، ناهيك عن الشروط التي أبرم وفقها الاتفاق. على الرغم من حقيقة أنه، على خلاف الاتفاقات السابقة، لا تملك تل أبيب الحق في مطالبة واشنطن بمزيد من المساعدات، وحجم الأموال المخصصة هو أكثر بكثير مما تنفقه الولايات المتحدة على حربها في الوقت الحالي. وبسبب الاستياء داخل الولايات المتحدة، تمكنت إسرائيل قادرة من ربح نسبة إضافية عبر تحويل المبلغ إلى الشيكل.

ووفقا للخطة الاصلية، لا يحق لمجمع صناعات الدفاع الاسرائيلي الحصول على أي الدولار من أصل 40 مليون، ولكن الصياغة النهائية سمحت له بالحصول على 30٪ من التمويل، والتي قد تتحول إلى شيكل وبالتالي سيتم بها دفع طلبات صناعة الدفاع المحلية، ما سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الإسرائيلي. وبسبب الجدل الدائر حول هذه النقطة، تم تأجل الاتفاق عدة مرات.

وقبل ساعة من التوقيع على الاتفاق، تم نشر تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أشار بابتهاج إلى أهمية هذه الاتفاقية، واصفا المبلغ بغير المسبوق. ماذا ستقدم إسرائيل مقابل هذه الملايين – هذا ما ستعرفه في المستقبل القريب. خاصة وأن الحديث عن تغيير الحكومة في إسرائيل قد بدأ بالفعل.

في العديد من المدن في إسرائيل تستمر احتجاجات المتدينيين المتطرفين الواسعة ضد الحكومة، المتعلقة باستدعاء الشباب المتدينين للخدمة في الجيش ومواصلة أعمال الترميم في يوم السبت. الوزير المسؤول عن العمل، اتهم من قبل نتنياهو بتنظيم انقلاب ضده. ودعم للمعارضة لتنفيذ انقلابات - تكتيك واشنطن المفضل.