روسيا تتوعد مقاتلي المعارضة الرافضين مغادرة حلب ومقتل طبيبتين روسيتين
توعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقاتلي المعارضة الرافضين مغادرة المناطق المحاصرة شرق حلب باعتبارهم إرهابيين، مؤكداً أن روسيا ستدعم القوات الحكومية السورية وحلفاءها ضدهم، في حين رفضت الفصائل المقاتلة أي اقتراح للمغادرة.
وفيما يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع خلال ساعات يصوت فيه على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في حلب وصفته موسكو بالـ «استفزازي»، يتواصل القصف العنيف، فيما تطلق الفصائل قذائف بكثافة على غرب حلب، تسببت بمقتل طبيبتين روسيتين.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي إن روسيا والولايات المتحدة ستبدآن محادثات في شأن الانسحاب في جنيف مساء يوم غد أو صباح الأربعاء، موضحاً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أرسل مقترحاته في شأن مسارات وتوقيت الانسحاب«.
وأضاف لافروف: «نعتقد بأن الأميركيين كانوا يدركون عندما اقترحوا مبادرتهم في شأن انسحاب المسلحين من شرق حلب، الخطوات التي تتعين عليهم وعلى حلفائهم من أصحاب النفوذ على المقاتلين المحاصرين هناك اتخاذها».
وأضاف أن خبراء روس وأمريكيين سيبدأون العمل في جنيف قريبا، من أجل إتمام صياغة الاتفاق، مؤكدا أن لدى موسكو ما يبعث على الأمل في نجاح الجهود الروسية الأمريكية من أجل إنهاء قضية حلب، وإعلان وقف إطلاق النار هناك وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأوضح لافروف أن اقتراح نظيره الأمريكي جون كيري حول تسوية الوضع في حلب، ينص على مسارات معينة لخروج المسلحين من حلب ومواعد محددة لهذه العملية. وكان كيري قد سلم اقتراحاته للجانب الروسي خلال لقائه لافروف في روما يوم الجمعة الماضي، وعلق وزير الخارجية الروسي على تلك الاقتراحات، قائلا إنها تتناسب مع المقاربات الروسية الأساسية بشأن سوريا.
وشدد قائلا: "إننا ننطلق من أن الأمريكيين، عندما قدموا مبادرتهم حول ضرورة خروج جميع المسلحين من حلب الشرقية، كانوا يتفهمون تماما ماهي الخطوات المطلوب اتخاذها من جانبهم ومن جانب حلفائهم الذين لهم التأثير على المسلحين المتخندقين في شرق حلب".
وأكد أن الجانب الروسي كان مستعدا لبدء المشاورات اعتبارا من يوم الاثنين 5 ديسمبر، لكن واشنطن طلبت تأجيل لقاء الخبراء قليلا، ومن المتوقع أن تبدأ تلك المشاورات، مساء الثلاثاء أو صباح الأربعاء.
واستطرد: "إنني آمل في أن تستغل واشنطن هذه المهلة التي طلبتها، من أجل استخدام كافة القنوات المتاحة من أجل تنفيذ مهمة إخراج جميع المسلحين من حلب الشرقية".
وبشأن مواضيع المشاورات الروسية الأمريكية القادمة، أوضح لافروف أنها ستركز على مسارات خروج المسلحين، ومواعيد هذه العملية، مؤكدا أن وقفا لإطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في حلب فور تنسيق كافة التفاصيل.
وشدد لافروف على أن أولئك المسلحين الذين سيرفضون الخروج من المدينة بحلول الموعد المتفق عليه، سيُعتبرون إرهابيين. وأوضح قائلا: "إننا سنتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين، وسندعم عملية الجيش السوري ضد مثل هذه العصابات".
وأضاف: "في حال جاء التعاون الروسي الأمريكي حول هذه المسائل بنتيجة (ولدينا ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه سينجح) فسيتم حل قضية حلب الشرقية".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأميركي، لكن كيري كشف الجمعة الماضي عن «لقاء سيجري مطلع الأسبوع المقبل في جنيف» لمناقشة سبل إنهاء النزاع في حلب». وأكد الطرفان موافقتهما حصراً على إدخال المساعدات الانسانية والغذائية إلى شرق حلب وإجلاء الجرحى، وفق ما ورد في مبادرة سابقة للأمم المتحدة.
إلى ذلك، هاجم الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنيكوف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدعمها الفصائل المسلحة في حلب واعتبر ان «يديها باتت ملطخة بدماء العسكريين الروس»، وذلك بعد مقتل طبيبة عسكرية روسية وإصابة ممرضين بجروح.
وقال كوناشنيكوف: «قتلت طبيبة وأصيب ممرضان بجروح بالغة بعدما استهدف مستشفى ميداني روسي بقذيفة»، وتابع أنه «مما لا شك فيه أن مقاتلين من المعارضة قاموا بهذا القصف. ونعرف من أعطى الإحداثيات الدقيقة للمستشفى». قبل أن تؤكد الوزارة مقتل طبيبة أخرى كانت في حالة خرجة إثر استهداف قسم المراجعة في مشفى ميداني أقامته روسيا في المناطق المحررة لعلاج الجرحى.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن بعد ساعات مشروع قرار قدمته مصر ونيوزيلندا وإسبانيا، يطالب خصوصاً بإقرار هدنة في حلب لمدة سبعة أيام. لافروف من جانبه اعتبر أن المشروع «في جزء كبير منه استفزاز ينسف الجهود الروسية الأميركية». وتابع: «مشروع قرار الأمم المتحدة في شأن وقف إطلاق النار سيكون له أثر عكسي، لأنه سيسمح للمسلحين إعادة تنظيم صفوفهم».
وعلى صعيد متصل، رفض فصيلا «نور الدين الزنكي» و«جيش الإسلام» السوريان المعارضان في وقت سابق أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من الأحياء الشرقية للمدينة.
المصدر/ ا ف ب