موسكو تؤكد استعدادها العمل مع الغرب حول سوريا وترد على "مزاعم" لندن

الثلاثاء, 11 أكتوبر, 2016 - 11:15

أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعداد موسكو للعمل مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لتسوية الأزمة السورية، في حين استهجنت تصريحات وزير الدفاع البريطاني، مايكل فيلون، حول مسؤولية روسيا عن الوضع في سوريا، محملة لندن مسؤولية توسع "داعش" قبل وصول القوات الروسية إلى سوريا.
.
وأكد نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، اليوم الثلاثاء، أثناء مشاركته في أعمال الدورة السابعة للمنتدى السنوي العسكري حول قضايا الدفاع والأمن في بكين، أن موسكو ستواصل بذل الجهود في محاربة الإرهاب والحيلولة دون تصعيد حدة التوتر في سوريا، بغض النظر عن الاتهامات الباطلة الموجهة ضدها، مؤكدا أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا.

وأعرب نائب وزير الدفاع الروسي عن خيبة أمل بلاده جراء تقويض واشنطن الاتفاقات التي توصل إليها وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في جنيف 9 سبتمبر/أيلول الماضي، مفسرا انهيار اتفاق الهدنة في سوريا بعدم استعداد، أو عجز الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بفصل مقاتلي المعارضة المعتدلة عن متطرفي تنظيم "جبهة النصرة"، وتحسين الوضع على طريق الكاستيلو، الشريان الاستراتيجي بالغ الأهمية الواصل إلى مدينة حلب المحاصرة.

ووصف أنطونوف قرار واشنطن تعليق تعاونها مع موسكو حول سوريا بأنه "انتصار بطعم الهزيمة"، مضيفا أن الطرف الوحيد الذي يستفيد منه هم الإرهابيون.

وشدد نائب وزير الدفاع الروسي على أن بلاده بذلت كل ما كان بوسعها في سبيل إقامة التعاون مع الولايات المتحدة في سوريا، بما في ذلك طرح مبادرات للتعامل في عدة اتجاهات مهمة واعدة فيما يتعلق، على وجه الخصوص، بضمان أمن عسكريي روسيا والدول المشاركة في التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ولكن مبادرات موسكو لم تتلق فهما كاملا في المقابل، وذلك انعكس في تمسك الولايات المتحدة بطرح شروط مسبقة.

وأعرب نائب وزير الدفاع الروسي عن أمله في أن الولايات المتحدة لم تتخل تماما عن الوسائل الدبلوماسية لصالح السيناريو العسكري في سوريا، داعيا زملاءه الأمريكيين إلى التقييم الموضوعي لجميع إيجابيات وسلبيات قرارهم.

وأشار أنطونوف إلى أن موسكو لا تزال مستعدة لاستئناف الحوار مع واشنطن بشأن سوريا، قائلا: "لم نرفض الحوار مع الولايات المتحدة.. ولكننا غير مستعدين لبنائه، إلا على أساس المساواة والاحترام المتبادل".

وفي تقييم للنتائج التي أحرزتها موسكو بمحاربة الإرهاب في الأراضي السورية، أكد أنطونوف أن العمليات التي يجريها الطيران الحربي الروسي ألحقت أضرارا جسيمة بأنشطة "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية الناشطة في هذه البلاد، ومنعتهم من الاستيلاء على المزيد من الأراضي وشن هجمات جديدة على مواقع الجيش السوري الاستراتيجية.

وذكَّر نائب وزير الدفاع الروسي بالجهود التي تبذلها بلاده للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية في سوريا، وقال إن موسكو أطلقت في الآونة الأخيرة عملية إنسانية واسعة النطاق في حلب وحثت المجتمع الدولي على الانضمام إلى هذه المبادرة. وتعهد أنطونوف بأن روسيا ستواصل تعاملها مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لا سيما ضمن مجلس الأمن الدولي.

وعل صعيد متصل، انتقدت وزارة الدفاع الروسية تصريحات وزير الدفاع البريطاني، مايكل فيلون، حول مسؤولية روسيا عن الوضع في سوريا، وحملت لندن مسؤولية توسع "داعش" قبل وصول القوات الروسية إلى سوريا.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في بيان صدر عنه الاثنين، 10 أكتوبر/تشرين الأول، إن نجاحات روسيا في سوريا معروفة جيدا وتتمثل في العدد المتزايد من البلدات المحررة (أكثر من ألف) وإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة وإيصال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وتساءل كوناشينكوف ما هي نجاحات بريطانيا في هذا المجال وكم بلدة سورية عادت إلى حياتها الطبيعية بفضل جهود بريطانيا.

كما تساءل: "وأين كانت بريطانيا عندما كان "داعش" على وشك الوصول إلى سواحل البحر المتوسط وعلى وشك تحويل سوريا إلى خلافة إرهابية، كما حدث بفضل جهودهم في ليبيا؟"، مشيرا إلى أن القوات البريطانية والغربية كانت تسيطر على أجواء سوريا قبل وصول القوات الجوية الروسية.

وقال المسؤول العسكري الروسي: "إذن، من الذي يجب أن يحاسب على صنع وتشجيع "داعش" وفرع "القاعدة" – "جبهة النصرة"، اللذين تكافحهما القوات الجوية الروسية بهذه الفعالية اليوم؟".

وكان وزير الدفاع البريطاني قد قال مؤخرا إن موسكو تسعى إلى "إطالة الحرب الأهلية" في سوريا ويجب محاسبة موسكو على خطواتها في حلب.