موسكو تلقن واشنطن درسا وتوقف اتفاق البلوتونيوم معها
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم بسبب خطوات واشنطن غير الودية حيال موسكو.
وجاء في بيان نشر الاثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول على الموقع الرسمي للمعلومات القانونية، "بسبب تغير الظروف بشكل جذري وظهور خطر على الاستقرار الاستراتيجي نتيجة خطوات غير ودية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الاتحاد الروسي وعجز واشنطن عن تأمين تنفيذها التزاماتها حول معالجة البلوتونيوم العسكري الفائض وفقا للاتفاقات الدولية، وكذلك بسبب ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل حماية روسيا قرر الرئيس الروسي تعليق سريان مفعول الاتفاقية الروسية الأمريكية حول معالجة البلوتونيوم المذكور والتعاون في هذا المجال".
وأكد المرسوم الرئاسي أن الحديث يدور عن البلوتونيوم، "الذي لا يستخدم لأهداف صنع أسلحة نووية أو معدات تفجير نووية أخرى ولا يستخدم في دراسات وتجارب وأعمال تخطيط متعلقة بتلك المعدات أو لأي أهداف عسكرية أخرى.
وأوعز بوتين وزارة الخارجية الروسية بإرسال مذكرة بهذا الشأن إلى الجانب الأمريكي.
كما عين الرئيس الروسي سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي مفوضا رسميا له لدى نظر مجلسي الجمعية الفدرالية الروسية (البرلمان) في مسألة تعليق عمل الاتفاقية المذكورة والبروتوكولات الملحقة.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الاتفاقية الروسية الأمريكية المذكورة وقعت في 29 أغسطس/آب عام 2000، وقضت بتصفية فائض البلوتونيوم العسكري في روسيا والولايات المتحدة، خاصة من خلال معالجته وصنع وقود الأكسيد المختلط واستخدامه في مفاعل نووية للطاقة وتحويله إلى مادة غير قابلة لصنع أسلحة وكذلك دفنه. ويذكر أن روسيا تقوم، على سبيل المثال، بتدوير البلوتونيوم العسكري إلى الوقود للمحطات الكهرذرية.
وكان من المفترض أن يباشر كل من الجانبين بإزالة احتياطياته المكشوفة من البلوتونيوم بحجم 34 طنا في عام 2009، إلا أن العملية تعثرت بسبب ظهور خلافات حول مصادر وحجم التمويل. ووقعت في عام 2010 وثيقة إضافية تنص على بدء عملية المعالجة في عام 2018.
وكان الرئيس الروسي قد اتهم الولايات المتحدة في أبريل/نيسان الماضي بعدم تنفيذ التزاماتها الخاصة بتصفية البلوتونيوم العسكري، مشيرا إلى أن واشنطن أعلنت عن تغيير تكنولوجيا معالجة البلوتونيوم من جانب واحد بشكل يسمح لها بالحفاظ على إمكانية إعادة معالجة المادة وتحويل البلوتونيوم إلى البلوتونيوم العسكري من جديد.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الاثنين أن قرار الرئيس بوتين يعني أن موسكو لا تعتبر ممكنا تنفيذ الاتفاق مع واشنطن في هذا المجال من جانب واحد، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي قام بتنفيذ الاتفاق بشكل يخالف بنوده واحتفظ بإمكانية العودة لاستخدام البلوتونيوم المعالج للأغراض العسكرية.
من جهة أخرى أكدت الوكالة الذرية الروسية "روس آتوم" الاثنين أن هذه المؤسسة الحكومية الروسية نفذت التزاماتها في إطار الصفقة مع الولايات المتحدة بشكل مبكر من خلال تشغيل مصنع لإنتاج الوقود المختلط من مادتي اليورانيوم والبلوتونيوم وكذلك تشغيل مفاعل في محطة بيلويارسك يمكن استخدام هذا الوقود المختلط فيه، أي أن القاعدة الصناعية المطلوبة القادرة على معالجة البلوتونيوم أنشئت.
وأضافت الوكالة الذرية الروسية أن موسكو تعلق العمل بالاتفاقية المذكورة حتى بدء الجانب الأمريكي بتنفيذ التزاماته بالكامل وضمان عدم العودة إلى استخدام البلوتونيوم المعالج للأغراض العسكرية في المستقبل.
لافروف: تعليق معاهدة البلوتونيوم مؤشر لواشنطن
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين إن تعليق روسيا لاتفاق بشأن التخلص من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع أسلحة هو مؤشر لواشنطن بأن الحديث مع روسيا من موقع قوة وبلغة العقوبات والتحذيرات النهائية لن يجدي نفعا.
وأضاف لافروف في بيان نشره موقع وزارة الخارجية على الانترنت بأن تعليق روسيا للاتفاق هو "إجراء قسري" وإن الطريقة التي تتخلص بها الولايات المتحدة من البلوتونيوم المستخدم في صنع أسلحة لا تضمن عدم العودة لاستخدامه لأغراض عسكرية.
وذكر أن روسيا لن تتخلى عن مسؤولياتها في نزع الأسلحة النووية