دمشق تهدد بإسقاط أي طائرة عسكرية تركية تخترق أجواء سوريا
حذرت دمشق من نيتها إسقاط أي طائرة حربية تركية تخترق أجواءها، مؤكدة أنه "سيتم التعامل معها وإسقاطها بجميع الوسائط المتاحة".
وأفاد بيان نشره الجيش السوري، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول، ردا على هجوم تركي أسفر، حسب دمشق، عن مقتل "أكثر من مئة وخمسين من المدنيين الأبرياء باستهداف الطيران الحربي التركي يوم أمس (الاربعاء) قرى وبلدات حساجك، الوردية، حسية، غول سروج، سد الشهباء، إحرص، أم حوش في ريف حلب الشمالي".
وأكدت القيادة العامة العسكرية السورية، في البيان الذي نقلته وكالة "سانا" السورية، "أن هذا العدوان السافر الذي استهدف المواطنين الأبرياء يعد تطورا خطيرا من شأنه أن يزيد في تعقيد الموقف".
وحذرت القيادة العامة في بيانها من أن هذه الأعمال غير المسؤولة ستؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد أمن المنطقة واستقرارها وتسهم في تمدد الإرهاب وانتشاره.
وكان الجيش التركي قد أعلن، في وقت سابق، أنه نفذ، الأربعاء الماضي، 26 غارة على الأراضي السورية شمال مدينة حلب، استهدفت مواقع لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية وأسفرت عن مقتل ما بين 160 و200 من مقاتليها.
بدورهم، أفاد ناشطون سوريون بأن الغارات التركية طالت قرى، الحصية وأم القرى وأم حوش، التي استعادتها "قوات سوريا الديمقراطية" من سيطرة تنطيم "داعش".
وتأتي هذه التطورات في ظل تنفيذ القوات المسلحة التركية عملية "درع الفرات" العسكرية التي أطلقت في 24 أغسطس/آب، بهدف انتزاع السيطرة على مدينة جرابلس وريفها من قبضة تنظيم "داعش"، وتطهير منطقة حدودية في شمال سوريا من "جميع الإرهابيين" حسب أنقرة.
ونفذت القوات التركية، منذ إطلاق العملية، سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع الوحدات الكردية المتحالفة مع "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل حزب "الاتحاد الديمقراطي" هيكلها السياسي الأساسي، وكذلك عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وتعتبر أنقرة جميع هذه القوى حليفة لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا.
كما شهدت منطقة مدينة جرابلس اشتباكات بين المسلحين الأكراد وعناصر تنظيم "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، والذي تدعمه القوات التركية.
وأثارت هذه التطورات انتقادات من قبل الولايات المتحدة، التي تؤيد بدورها الوحدات الكردية في مواجهة تنظيم "داعش" وتعد في الوقت ذاته حليفا لتركيا في إطار الناتو. وقالت واشنطن، في بيان صدر عن البنتاغون، إنها تشعر بالقلق من أن تكون المعركة من أجل انتزاع السيطرة على أراضي تقع في قبضة "داعش" تحولت عن مواجهة التنظيم الإرهابي.